ألو دكتور

نشر في 09-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 09-11-2015 | 00:01
No Image Caption
ما سبب ارتفاع عدد الأولاد الذين يعانون حساسية تجاه الفول السوداني؟ لا أذكر أنها كانت تُعتبر مشكلة واسعة الانتشار قبل نحو 20 سنة. وهل هي أمر يتغلب عليه الولد مع التقدم في السن؟ سمعت عن دراسة تتناول الأولاد الذين يعانون هذه الحساسية بغية {شفائهم}منها. فماذا تشمل؟

أنت محق. شهد عدد الأولاد الذين يعانون حساسية تجاه الفول السوداني نمواً كبيراً خلال العقود القليلة الأخيرة. صحيح أن الباحثين طرحوا نظريات عدة حيال هذه المسألة، إلا أننا لا نملك تفسيراً حاسماً. لكن دراسات عدة تتناول هذه الحساسية، بهدف تقديم فهم أعمق لحساسية الفول السوداني والمساهمة في التوصل إلى طريقة فاعلة لمعالجتها.

خلال العقود القليلة الماضية، ازداد انتشار حساسية الفول السوداني في الولايات المتحدة بأكثر من ثلاثة أضعاف. لكن الأسباب وراء هذه الزيادة الكبيرة غير واضحة. فيبدو أن نمط الحياة، الخيارات الغذائية، والوراثة تؤدي كلها دوراً.

على سبيل المثال، تسلط نظرية فرضية الصحة، الضوء على تأثير طريقة عيش الناس في الدول المتطورة في الحساسيات في الطفولة، بما فيها حساسية الفول السوداني. يعاني الأطفال الذين يولدون في الدول النامية نسبة أقل من الحساسيات، مقارنة بمن يولدون في الدول المتقدمة. ولكن إذا انتقلت العائلة إلى دولة أكثر تطوراً، يزداد احتمال إصابة الأولاد بحساسيات في الطفولة. إذاً، يبدو أن العيش في بيئة دولة نامية كافٍ وحده لزيادة احتمال معاناة الحساسيات.

تشير فرضية الصحة إلى أن الأولاد الذين يتعرضون إلى كمية أكثر من الجراثيم وأنواع معينة من الأخماج في مرحلة باكرة من حياتهم يطورون جهازاً مناعياً أكثر قدرة على التمييز بين المواد الضارة والمواد غير المؤذية. فوفق هذه النظرية، يعلم التعرض لعدد من الجراثيم جهاز المناعة ألا يبالغ في رد فعله. كذلك توضح هذه النظرية لمَ يكون مَن يعيشون في مزرعة أو في منزل يضم حيواناً أليفاً أقل عرضة لتطوير حساسية، مقارنة بالأولاد الآخرين. ولكن ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث بغية فهم بالتحديد الطرق التي يمنع بها التعرض للجراثيم في الطفولة الإصابة بالحساسيات.

في حالة نحو 20 % ممن يعانون حساسية الفول السوداني في سن مبكرة، تزول هذه الحساسية مع التقدم في السن. أما 80 % المتبقين، فيعانون نوعاً من الحساسية تجاه الفول السوداني طوال حياتهم، مع أن حدة الأعراض تختلف باختلاف الأشخاص.

لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن الفول السوداني من البقول ولا علاقة له بالجوزيات التي تُعرف بالأشجار الجوزية. ولكن من المؤسف أن الكثير من الأولاد الذين يعانون حساسية الفول السوداني يطورون لاحقاً حساسية أيضاً تجاه الجوزيات. علاوة على ذلك، من الممكن أن تتلوث منتجات الجوزيات بالفول السوداني أو يحصل خطأ بينهما. ولهذه الأسباب، يُطلب غالباً من الأولاد الذين يعانون حساسية الفول السوداني تفادي الجوزيات.

تتناول مجموعة واسعة من الأبحاث الطرق المحتملة لمعالجة حساسية الفول السوداني. ويشمل عدد منهم منح الأولاد الذين يعانون هذه الحساسية مقداراً ضئيلاً من بروتين الفول السوداني، ومن ثم زيادة هذه الكمية تدريجاً. في عدد من هذه الدراسات، يتناول الأولاد بروتين الفول السوداني، في حين يستخدمون في أخرى رقاعات منه توضع على الجلد. لكن هدفها كلها جعل الأولاد أقل حساسية تجاه الفول السوداني. وهكذا، إن تعرضوا لمقدار ضئيل منها، لا يصابون بصدمة حساسية (ردة فعل حساسية تهدد الحياة وتؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، تضيق مجاري الهواء، وتحد من القدرة على التنفس).

حققت هذه الدراسات بعض النجاح. لكنها لا تخلو من المخاطر. فبالإضافة إلى التعرض لصدمة حساسية، طور بعض المشاركين في هذه الدراسات حالة التهاب المريء اليوزيني. وتعود هذه الحالة إلى تراكم يوزينيات (كريات دم بيضاء) في بطانة المريء، ملحقة الضرر بأنسجة المريء ومصعبة على المريض البلع. وبسبب هذه المخاطر، من الضروري مراقبة الأولاد في هذه الدراسات بدقة.

في هذه المرحلة، تظل الطريقة الأكثر فاعلية للتحكم في حساسية الفول السوداني الحرص على تفادي تناول الفول السوداني والاحتفاظ دوماً بجرعة من دواء إيبينيفرين جاهزة للحقن بغية استعمالها في الحالات الطارئة إن تعرض المريض خطأ للفول السوداني.

في حال كان أحد أولادك يعاني حساسية تجاه الفول السوداني، أو إن كنت تظن أن طفلك مصاب بحساسية مماثلة، فاستشر طبيب أطفال متخصصاً في هذا المجال. ولا شك في أنه سيخضع الولد لتقييم شامل ويطلعك على الطرق الأفضل للتعاطي مع حساسية الفول السوداني.

back to top