لقطات إعلامية!

نشر في 07-11-2015
آخر تحديث 07-11-2015 | 00:10
 د.نجم عبدالكريم  انطلاقة الإعلام- على صعيد صحافي بدأت في الكويت مع بداية منتصف القرن الماضي... وكانت لها إرهاصات بدائية قبل هذا التاريخ... وضمت حركة الصحافة بين صفوفها عدداً من الصحافيين والكُتاب العرب، تيسر لي أن عاصرت بعضاً منهم، وكان لي شرف التعرف على العلامة الدكتور أحمد زكي الذي جيء به ليرأس تحرير مجلة العربي، حيث كنت أزوره بين حين وآخر بمصاحبة الأستاذ عبدالرزاق البصير، إذ إن مكتبيهما كانا متجاورين في وزارة الإعلام.

وقبل هذا التاريخ كانت قد صدرت جريدة الشعب التي ترأس تحريرها الأستاذ خالد خلف، وكان يعمل فيها عدد من أعضاء النادي الثقافي القومي، في مقدمتهم أحد رموز الثقافة الفلسطينية الأستاذ ناجي علوش وغيره.

• لكني سأُقصر لقطاتي هنا، والتي سأُطل عليكم بها بين الحين والآخر، على من تعاملت معهم وعرفتهم عن قرب:

• عبدالله الشيتي:

كان الشيتي من أخف الصحافيين ظلاً، وكان يُشيع جواً من البهجة والمرح حيثما وُجِد، وقد عُرف عنه أنه الكاتب الحقيقي لكثير من الكُتاب الذين لم يكتبوا حرفاً واحداً في المقالات التي تُنشر بأسمائهم رجالاً كانوا أو نساءً.

الشيتي هو صاحب شعار، إن الساعة آتية لا ريب فيها، من كثرة ما كان يحصل عليه من هدايا الساعات التي يهديها إياه من يلتقيهم من الساسة.

ومن ضمن المواقف التي لا أنساها، أننا كنا في عاصمة عربية مع عدد كبير من الصحافيين العرب متجهين لمقابلة زعيم الدولة حيث رُتب للصحافيين مؤتمر صحافي معه، وقد ركبنا جميعاً من الفندق في أكثر من حافلة كبيرة، وكان الشيتي هو النجم الذي يلفت إليه انتباه الجميع، وبصوته الأجش يُسمع الجميع أنه شديد الفخر والاعتزاز بمعرفة الزعيم الذي سنلتقيه بعد قليل، لأنه يعرفه معرفة حقة.

ولما بدأت الأسئلة، كان سؤال الشيتي الأول: كيف سيكون مصير اتحاد دولة الإمارات إذا رحلت إلى العالم الآخر بعد عمر طويل؟!... فساد الوجوم على وجوه الجميع، بعد أن عاد الشيتي إلى مجلسه بالقرب مني لم يجبه الرجل، لكنه توجه إليَّ بالسؤال: من هذا الذي يجلس بجنبك يا أخ نجم؟!...

أجبته: الصحافي الأستاذ عبدالله الشيتي.

قال: من أين هو ؟!

قلت: من فلسطين.

فعلّق الرجل، كأنما يحدث نفسه: هي فلسطين ما ضاعت هباء لولا هذه النوعية من الأسئلة!

• وبعد أن خرجنا من المؤتمر وسط سخرية الصديق محمد زين، ونجيب عبدالهادي، وسليمان الفهد، وغيرهم، كان الشيتي واجماً ولم يعلّق بشيء غير: يبدو أن الرجل كبر في السن.

• في سنواته الأخيرة انقلبت حياة الشيتي إلى تراجيديا مأساوية بعد أن فقد نجله الأكبر (حسام) بحادث... وفقد ذلك الحس الضاحك الساخر البهيج.

ثم داهمته الأمراض بلا هوادة ، فصارت مفرداته مفعمة بالحزن المثير للشفقة مع من يتحدث إليه.

ترك الشيتي مجموعة مؤلفات يغلب عليها طابع الذكريات والمواقف الساخرة.

رحم الله عبدالله الشيتي الذي خدم صحافة الكويت نحو ما يزيد على ثلاثة عقود كان فيها محبوباً من جميع من تعاملوا معه.

• أمامي قائمة طويلة تضم مجموعة من الأسماء عملت في صحافة الكويت وفي إعلامها بشكل عام سأتناول بعضاً منهم في لقطات قصيرة، مذكِّراً بالأدوار التي قاموا بها، وليست هذه اللقطات مقتصرة، كما قلت، على العرب فقط، بل ستشمل الكويتيين أيضاً.

back to top