«كوبيدو»... تدليك مضاد للشيخوخة

نشر في 11-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 11-07-2015 | 00:01
No Image Caption
جلسات تضمن الراحة والجمال
تعني كلمة {كوبيدو} اليابانية {الطريق التقليدي نحو الجمال}. تشتق هذه الطريقة من تقنية صينية قديمة جداً. يُقال إنها كانت ممارسة شائعة في بلاد الشمس المشرقة منذ نهاية القرن الخامس عشر، فكانت الإمبراطورة حينئذ تهتم كثيراً بجمالها وراحتها وتلجأ إلى هذا التدليك للاعتناء بوجهها، مما أدى إلى شيوع هذه التقنية.

يستهدف {كوبيدو}، هذا التدليك الياباني القديم الوجه تحديداً. ويساهم في محو آثار التعب وإعادة تشكيل محيط الوجه ومكافحة شيخوخة الجلد. وهو ينشّط خطوط الطول في الجسم كله ويوفر علاجاً مريحاً ودرجة عالية من الاسترخاء.

بعدما كان {كوبيدو} حكراً على النخب الحاكمة، سرعان ما انتقل إلى فتيات الغيشا المعروفات بالوجه المثالي والمغطى بالمكياج الأبيض. بقي هذا الفن الياباني محصوراً طوال أجيال بين المعلّمين وتلامذتهم قبل أن ينتشر في بعض البلدان حيث يتعلّمه المعالجون أو اختصاصيو التجميل اليوم.

يمكن تطبيقه على جميع أنواع البشرة، بغض النظر عن العمر، وعلى الرجال والنساء معاً. يستهدف بشكل أساسي البشرة الناضجة بدءاً من عمر الأربعين، إذ يسهل ملاحظة النتيجة في هذا العمر، لكن يمكن اللجوء إليه في مرحلة أبكر كتدبير وقائي لمكافحة التجاعيد واستعادة الاسترخاء.

يوصى به أيضاً قبل وبعد أي جراحة تجميلية تستهدف الوجه أو جراحة طبية في منطقة النخاع، وتحديداً حين تبرز الحاجة إلى سلخ البشرة عن عضلات الوجه المتضررة.

مكافحة التجاعيد ونفخ البشرة

يكون الوجه مزوداً بعضلات كثيرة لكن غالباً ما نتجاهلها ونكتشفها أحياناً خلال نوبة من الضحك الجنوني. كما أنه يشمل نقاطاً متعددة تُستعمل خلال جلسات الوخز بالإبر وتمر بها مختلف خطوط الطول الأساسية. يسمح الخضوع لجلسة {كوبيدو} باستكشاف منطقة الوجه بطريقة غير مسبوقة وإدراك مستوى حيويته.

من خلال تدليك عضلات الوجه وفروة الرأس والعنق، وبدرجة أقل الكتفين وأعلى الذراعين، ومن خلال ممارسة الضغوط بأصابع اليد على هذه النقاط المحورية، يقوم تدليك {كوبيدو} بإعادة التوازن إلى دورة الطاقة في الوجه والجزء العلوي من الجسم. هو يحفز الدورة الدموية الصغرى وينشّط السائل اللمفاوي وينقي الأنسجة السطحية ويفك التشنجات العضلية ويجدد حيوية البشرة. يساهم هذا العلاج التجميلي أيضاً في تعزيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين.

تكون جميع مناطق الوجه مستهدفة: الصدغان، قوس الحاجبين، محيط العينين، الأنف، الجبين، الشفتان، الذقن، والأذنان نظراً إلى مفعول الاسترخاء الناجم عن تدليك شحمة الأذن.

بعد الجلسة الأولى، يستعيد لون البشرة انتعاشه وتسترخي الملامح وتخفّ الجيوب البارزة تحت العينين وتتلاشى التجاعيد التي تظهر مع تعابير الوجه خلال فترة قصيرة. لكن لا يمكن طمس هذه الآثار بشكل دائم إلا من خلال الخضوع لجلسات منتظمة.

يمتد تدليك {كوبيدو} على ثلاث مراحل تستهدف جزءاً من الوجه بعد تنظيفه مسبقاً، وتدوم مدة الجلسة الكاملة بين ساعة وساعة ونصف. تبدأ الجلسة بتدليك خفيف وتربيت ناعم، ما يسمح بتمليس ملامح الوجه وإرخائها. ثم يبدأ الضغط والوخز في نقاط الطاقة لتحفيز الدورة الدموية تليها حركات عجن لتنشيط عضلات الوجه، ثم يحين دور تدليك التجاعيد لتمليس خطوط الجبين. تشمل المرحلة الأخيرة حركات تسمح بالتخلص من السموم وإعادة التوازن إلى مستوى الطاقة وتنشيط الدورة اللمفاوية.

استعادة التناغم والاسترخاء

تدليك {كوبيدو} عبارة عن عملية طبيعية لشدّ الوجه. كما أنه علاج كامل ودقيق للعناية بالبشرة، فهو يسمح بالاسترخاء عبر استهداف الجسم والعقل في آن. من خلال تحفيز نقاط الطاقة وخطوط الطول في الوجه (هي تتصل بالجسم كله، وتحديداً الأعضاء الهضمية والتنفسية)، يمكن فك التشنجات المرتبطة بالضغط النفسي وإعادة التناغم إلى سوائل الجسم وسدّ الثغرات وتنشيط مختلف مصادر الطاقة. قد يوفر العلاج استرخاءً عميقاً وفورياً وقد يجدد النشاط في الحياة اليومية العصيبة، كما أنه يساعد على تخفيف الأوجاع الصغيرة المتصلة بالضغط النفسي مثل الصداع النصفي أو التشنجات. ما من موانع استعمال، باستثناء القروح، ويمكن ممارسته بالوتيرة التي نريدها.

التدليك الذاتي: حركة تجميلية فاعلة!

لا شك في أن الخضوع للتدليك على يد أهل الاختصاص يوفر متعة لا يضاهيها أي عمل آخر! لكن لا شيء يمنعنا من تدليك نفسنا بنفسنا وسط جو هادئ في المنزل. يُعتبر تدليك الوجه الذاتي ممارسة تجميلية ولحظة متعة واسترخاء. والأهم أننا نستطيع تدليك الذات يومياً وفي أي وقت نريده!

يعني تدليك الوجه إعادة التركيز على الذات وتخصيص بعض اللحظات لاستعادة الاسترخاء وجمال الوجه. أفضل ما يمكن فعله هو تنفيذ هذا التدليك في لحظة إزالة الماكياج في المساء، وسط جو هادئ قبل النوم. هذا التمرين التجميلي الضروري يفيد صحة البشرة حتماً. كل ما نحتاج إليه هو استعمال منتج جيد والحصول على تعليمات بسيطة للقيام بالحركات الصحيحة.

المنتج المناسب

تتعدد التركيبات التي يمكن استعمالها لتنقية البشرة من الشوائب التي تتراكم عليها طوال اليوم ومن المكياج الذي يُستعمل منذ الصباح: سائل تنظيف البشرة، غسول، هلام منظِّف، كريم لإزالة المكياج... لكن تكون الزيوت أكثر فاعلية لتنفيذ حركات التنظيف أثناء التدليك. يمكن أن تكون المنتجات بسيطة جداً: يكفي استعمال نوع واحد من الزيت النباتي لتذويب الرواسب التي يخلّفها الماكياج والإفرازات الدهنية.

 يمكن اختيار الزيت أيضاً استناداً إلى نوعية البشرة (زيت البندق أو الجوجوبا للبشرة المختلطة أو الدهنية، وزيت الأركان أو الكاميلينا للبشرة الجافة، وزيت اللوز الحلو للبشرة الحساسة، أو زيت نواة المشمش للبشرة العادية، أو زيت الورد للبشرة الناضجة...). كذلك يمكن إضافة قطرة من زيت أساسي من اختيارك لتعطيره برائحة جميلة أو وضع لمسة من مستحضر العناية بالبشرة. الأهم هو أن تكون التركيبة ناعمة الملمس (يجب ألا يصبح الزيت مفرطاً على البشرة) ورائحتها جميلة لتحسين جو الاسترخاء. يمكن أن تختار المرأة الرائحة التي تفضّلها وأن تغيّرها بحسب مزاجها.

الحركات الصحيحة

المرحلة الأولى: دهن الزيت

ضعي بضع قطرات من الزيت داخل اليدين لتسخينها. تنفسي ثم تنشقي رائحته وضعيه على مناطق الوجه الست الأساسية: العنق، الذقن، الجبين، الوجنتان، الشفتان، الجفنان.

المرحلة الثانية: تمليس الوجه

مرري يديك في البداية على ذقنك وصولاً إلى الحاجبين، مع اتباع خط قصبة الأنف. تابعي الحركة عبر تمليس الجفنين وصولاً إلى الصدغين.

المرحلة الثالثة: التنقية

اضغطي قليلاً على قوس الحاجبين بأطراف أصابعك ثم اضغطي في النهاية على الصدغين بحركة دائرية.

المرحلة الرابعة: إرخاء ملامح الوجه

استعملي إصبع السبابة للضغط على أعلى الوجنتين ثم على قاعدة الحاجبين.

المرحلة الخامسة: تمليس محيط العين

استعملي جوف الإصبع لتمليس الجفون السفلى، في منطقة الهالات، من الداخل إلى الخارج.

المرحلة السادسة: تشكيل محيط الوجه

مرري يديك على طول محيط الوجه، من الأسفل إلى الأعلى.

المرحلة السابعة: تمليس العنق

ملّسي العنق بكامل يديك، من الذقن نحو الكتفين.

المرحلة الثامنة: طمس التجاعيد

مرري إصبعَي الإبهام على طول الجبين وخطوط الأنف.

المرحلة التاسعة: تدليك الشفاه

قومي بحركات دائرية، بأطراف الأصابع، على محيط الشفتين، باستعمال يد تلو الأخرى.

المرحلة العاشرة: لمسة الاسترخاء الأخيرة

أغلقي عينيك ودلكي قوس الحاجبين بنعومة باتجاه طرف الرموش.

بعد هذه المراحل، لن يبقى لك إلا أن تنزعي الزيت عن الوجه من خلال إزالة الفائض بقطعة قطن. أو يمكن شطف الوجه بماء حرارية أو بماء الزهر إذا كنت لا تتحملين ملمس الزيت على وجهك. ستحصلين في النهاية على بشرة نقية ووجه أملس ومرتاح ومشدود وحيوي... كل ذلك سيكون من صنع يديك!

back to top