Maze Runner ممتع رغم غياب الابتكار

نشر في 28-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-09-2015 | 00:01
No Image Caption
يحلم بعض الناس بتسلق أعلى قمة جبل في العالم. لكن يستطيع كل من يفضّل البقاء على مستوى الأرض مشاهدة فيلم Everest للمخرج بالتازار كورماكور، وهو عرض سينمائي مدهش عن قمم الجبل الشاهقة ومطبّاته القاتلة، وفيه قصة رائعة مقتبسة من كتاب Into Thin Air لجون كراكور. يُعرَض الفيلم بتقنية {إيماكس} ثلاثية الأبعاد وهو يجمع بين مغامرة خارحية مشوقة ودراما إنسانية مؤثرة ستجعل المشاهدين يشعرون بالامتنان لأنهم يلازمون مقعدهم بدل أن يكونوا على قمة الجبل.

يعاني توماس (ديلان أوبرين)، بطل شاب ما بعد فيلمَي الحركة للمراهقين The Maze Runner و Maze Runner: The Scorch Trials، من خلل مرضي في أنظمة التحكم. يكتشف هو وأصدقاؤه أنهم أخضعوا لتجارب اختبارية أجرتها عليهم WCKD (دائرة منطقة القتل الكارثية العالمية).  تبحث هذه المنظمة العلمية عن علاج {لتفشي} فيروس قضى على سكان العالم، وما تحتاج إليه هو دم قوي مراهق محصن ضد الفيروس يحوّل المصابين إلى أموات أحياء. شاهدنا هذه التفاصيل في The Maze Runner وScorch Trials. لكن المخرج ويس بال يسرع وتيرة هذا الفيلم سواء من حيث محاوره أو نطاقه أو أحداثه. فنلاحظ أن كل المسائل باتت أسرع، أكبر، وأكثر إثارة للخوف. إذاً، ما عدنا بالتأكيد في منطقة الغلايد، يا توماس. بعد أن يهرب توماس وأصدقاؤه من منطقة الغلايد والمتاهة المحيطة بها، يجدون أنفسهم في طائرة مروحية تحط في صحراء شاسعة، منطلقين بذلك من حيث انتهى الجزء السابق من هذه السلسلة بالتحديد. أضف إلى ذلك عدداً من الأحلام السريعة لإطلاع المشاهد على خلفية القصة. ينقل المراهقون إلى مخزن منشأة طبية، ويُطمأنون إلى أنهم في مأمن من WCKD. إلا أن توماس لا يصدق هذا الكلام، خصوصاً أنه صادر عن أكثر الأشخاص احتيالاً وتملقاً في العالم، الممثل آيدن غيلن الذي يؤدي دور السيد جانسن الشرير.

خشونة وبدائية

على غرار جرذ في قفص، يتمتع توماس بميل غريزي وقدرة كبيرة على الهرب. وسرعان ما يدفع الفريق إلى الفرار إلى الأرض الخلاء في The Scorch، منطقة لا تحتوي إلا على كثبان الرمل ومدن متداعية مليئة بالأموات الأحياء المرضى. يأمل توماس العثور على جيش المقاومة. بعد التحرر من المتاهة، صار بإمكان Scorch Trials أداء كل مشهد حركة على نطاق أوسع. رغم ذلك، تشعر أنه ما زال يركض في دوائر. وعندما يتنهد توماس معبراً عن تعبه من الهرب، نكون نحن قد تعبنا أيضاً. ولا شك في أن تعبنا هذا دليل على مدى فاعلية أحداث الفيلم، فهي كلها منفذة بإتقان، وخصوصاً تلك التي تدور في الظلام ولا تنير فيها الدرب إلا مصابيح يدوية.

بخلاف أفلام المراهقة الأخرى التي تدور أحداثها بعد الكارثة، مثل The Hunger Games وDivergent، يبدو Maze Runner أكثر خشونة، بدائية، وحلاوة. يتحرر هذا الفيلم من المساحات والأبنية الباردة والجافة التي تقوم عليها هذه الأفلام، ويخرج إلى عالم شبيه بفيلم Mad Max، ما يجعل المشاهد يشعر أنه حقيقي. صحيح أنه يتضمن بعض الوحوش السخيفة التي لا داعي لها، لكن القصة واضحة: يريد توماس أن يحرر نفسه وأصدقاءه. فيركض ويركض من دون وجهة محددة. ويبرز Scorch Trials ضعف هذه الفكرة، إلا أن ذلك يبدو أمراً يقدم عليه مراهق.

يبدو أوبرين ملتزماً روحاً وجسداً بهذه القصة. لذلك لا يسعك إلا أن تصدقه، فضلاً عن أنه محاط بمجموعة مساعدة من الممثلين الشبان الناجحين (كي هونغ لي، توماس برودس-سانغستر، كايا سكوديلاريو، جاكوب لوفلاند، ديكستر دارن، وألكسندر فلورس) الذين تستمتع بمشاهدتهم. علاوة على ذلك، يشكل الممثلون باتريشا كلاركسون، جيانكارلو إسبوسيتو، باري بيبر، وليلي تايلون، الذين يؤدون أدوار بالغين، إضافة مميزة إلى الفيلم.

يتخبط Scorch Trials مع أفكار مثل العلم، الحرية، والحبر الأعظم، ويبرزها بشكل واضح. فعندما يقرر جيل سابق استغلال الجيل الجديد، فما مسؤولية الجيل الجديد في بناء عالم أفضل أو إنقاذ العالم القديم؟ لا تُعتبر هذه المسألة جديدة في أفلام البالغين الشبان، غير أن هذه السلسلة تجعل هذه الأسئلة أقرب إلى المراهق ومتعة للمشاهدة بكل تأكيد.

back to top