سباق مع الزمن

نشر في 19-12-2015
آخر تحديث 19-12-2015 | 00:00
 أنور اللحدان الرؤية لا تنحصر في التخطيط والعمران، بل تذهب إلى أبعد من الحاضر، لترى المستقبل بعين هذا الحاضر، لذا علينا أن نطلق لخيالنا العنان لنرى مستقبل الكويت، ليس كويت اليوم ولا بعد عشر سنوات فقط، بل أبعد من ذلك بكثير.

كانت هناك فترة خصبة لدينا في السابق، من خلال توفر الظروف المادية وغيرها، لخلق رؤية فريدة للكويت، لكننا للأسف لم نستغل هذه الفرصة، جلسنا نشاهد ما فعله لنا أجدادنا، فرحين بما قدموه لنا، ونسينا أن نخلق للأجيال بعدنا مستقبلاً، كما بنى أجدادنا لنا حاضرنا.

الرؤية تحتاج إلى قيادة فريدة، ونحن في الكويت كان لدينا من القياديين من شهد لهم التاريخ منذ القدم، فلقد كانت الكويت محط أنظار العالم وكنا حلقة الوصل بين الشرق والغرب، في التجارة وغيرها، وهذا التاريخ من صنعه أجيالنا السابقة، لذا على الأجيال الحالية أن تترك للقادمين ما يفخرون به، والشجرة الطيبة المثمرة لا تنتج إلا الطيب من الأجيال.

علينا أن نضع رؤية عظيمة، توازي مكانة الكويت وشعبها، الذي يستطيع أن يحقق هذه الرؤية، ليس لنا فقط، بل للأجيال المقبلة ولمستقبل الكويت، فإذا كنا نحن قد خسرنا السباق في حاضرنا، فإننا لا نريد أن تخسر الأجيال التي بعدنا سباقها.

غير أن لتلك الرؤية أساسيات علينا أن نفكر فيها جيداً، وأولها اختيار فريق من المتميزين المبدعين الإيجابيين الطموحين، القادرين على خلق هذه الرؤية، فهي ليست حلماً، بل مستقبل دولة وأجيال، كما أنه يمكننا أن نحقق تلك الرؤية، وهناك قادة قابعون في مكاتبهم طوال الوقت، وإذا تحركوا، فإن كل من في وزارتهم والوزارات الأخرى يعلم وينشغل بتحركاتهم.

نحن في سباق مع الزمن، وعلينا أن نفكر جيداً في الطريقة التي نختار بها الفريق المناسب بعناية، وأن نحدد من هو الفارس الذي سوف يقود السباق لهذا الفريق، فالفريق المدرب والمبدع والطموح الراغب في الفوز هو من يستحق الدعم المطلوب بكل أشكاله، وحتى نستطيع الفوز بهذا السباق، علينا أولاً أن نجد الرؤية.

back to top