دكتور «الأميري» المزيف في قبضة مباحث العاصمة و«الصحة» لم تشتكه واكتفت بالتحقيق الداخلي

نشر في 05-01-2016 | 00:00
آخر تحديث 05-01-2016 | 00:00
التحريات المكثفة أوقعت به رغم عدم وجود بلاغ رسمي ضده

اعترف بأنه أجرى عملية جراحية صغيرة كشفت أمره أمام الطبيب الحقيقي
كشف الأطباء الذين عملوا مع الطبيب المزيف أمره عندما كان موجوداً في غرفة العمليات، وأجرى عملية خياطة غرز لأحد المرضى، ولاحظ الدكتور الأصلي أن يده ثقيلة جداً في الخياطة، وهو أمر غير معتاد لدى أطباء الجراحة.

ألقى رجال مباحث الإدارة العامة للمباحث الجنائية - إدارة البحث والتحري في محافظة العاصمة، بتعليمات مباشرة من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي، ومساعد المدير العام لشؤون المحافظات العميد الشرهان، القبض على المواطن الذي انتحل صفة دكتور، وانتحل أيضا صفة أحد أبناء الأسرة الحاكمة، وعمل في قسم الحوادث بمستشفى الأميري لمدة خمسة أشهر، أجرى خلالها عملية جراحية صغيرة لأحد المرضى، وكشف على مئات المراجعين.

معلومات إعلامية

وفي التفاصيل التي رواها مصدر أمني لـ«الجريدة»، أن رجال مباحث إدارة البحث والتحري في محافظة العاصمة تولوا عملية البحث والتحري عن الدكتور المزيف، بعد أن ذاع صيته بالمستشفى، وتسرب المعلومات عنه لوسائل الإعلام، خصوصا أن وزارة الصحة لم تسجل أي قضية ضده، واكتفت بإجراء تحقيق داخلي.

ولفت إلى أن رجال المباحث توجهوا إلى المستشفى، واستمعوا لإفادة الأطباء الذين عملوا معه، حيث أكدوا أنه عمل لمدة 5 أشهر معهم، بحجة أنه طالب بكلية الطب في السنة النهائية، ومتدرب وأنه من أبناء الأسرة الحاكمة.

وأوضح المصدر أن الأطباء أفادوا، أيضا، بأن الدكتور المزيف كشف أمره عندما كان موجودا في غرفة العمليات بقسم الجراحة، وأجرى عملية خياطة غرز لأحد المرضى، ولاحظ الدكتور المشرف المرافق له أن يده ثقيلة جدا في الخياطة، وهو أمر غير معتاد لدى أطباء الجراحة.

عملية صغرى كشفت المستور

وأضاف أن الدكتور الأصلي، وبعد انتهاء العملية الجراحية توجه مع الدكتور المزيف إلى المكتب، وطلب منه هوية كلية الطب، لأنه شك فيه، وخاصة أثناء عملية الخياطة بجروح المريض.

وأشار إلى أن الدكتور المزيف تعذر، بأن هويته موجودة في سيارته وغادر المستشفى، ولم يعد مرة أخرى، موضحا أن رجال المباحث، وبعد توثيق كافة معلومات الأطباء الذين عملوا معه شرعوا في عملية البحث عنه، وتحديد هويته، خصوصا أن جميع أطباء المستشفى يعرفونه باسمه المزيف.

تحديد هوية المزيف

 ولفت المصدر إلى أن رجال المباحث تمكنوا من تحديد شخصيته، عن طريق كاميرات المراقبة بالمستشفى، ومن خلال التحريات المكثفة تمكنوا من تحديد كافة بياناته، وتبيَّن أنه مواطن يسكن بمنطقة قرطبة، وخريج المعاهد التطبيقية، وتمَّت مداهمة منزله، بعد استصدار إذن من النيابة العامة، وضبطه، وإحالته إلى مكتب التحقيق.

وأوضح أن الدكتور المزيف اعترف لرجال المباحث، بأنه انتحل صفة أبناء الأسرة الحاكمة، وانتحل صفة دكتور معالج، وأنه عمل في مستشفى الأميري مدة خمسة أشهر، فحص خلالها آلاف المرضى، وأجرى عملية جراحية واحدة، وهي التي كشفت أمره، موضحاً أن الدكتور المزيف اعترف كذلك بأنه يحضر بشكل يومي للمستشفى ويستخدم الاستراحات الخاصة للأطباء في عملية تبديل الملابس وكذلك للراحة دون أن يسأله أي شخص بالمستشفى عن هويته الخاصة بالأطباء أو كتاب كلية الطب الخاص بتدريب طلبة الطب ميدانياً.

وذكر المصدر أن الدكتور المزيف أبلغ رجال المباحث خلال التحقيق معه أنه تخرج من أحد المعاهد التطبيقية بتقدير مرتفع جداً وأنه كان ينتظر ابتعاثه خارج البلاد لإكمال دراسته العليا الا أن الظروف حالت دون اتمام هذا الامر.

اعترافات وإحالة للنيابة

 وأشار إلى أن الدكتور المزيف اعترف كذلك، بأنه فعل فعلته هذه، لأنه كان مولعا بمهنة الطب، لافتا إلى أن رجال المباحث عرضوه على الأطباء العاملين بالمستشفى، وتعرفوا عليه، ومن ثم تمت إحالته إلى النيابة العامة، بعد أن وُجهت له العديد من التهم أبرزها ممارسة مهنة الطب بدون ترخيص وانتحال صفة أبناء الأسرة الحاكمة وتعريض حياة وأسرار المرضى للخطر.

back to top