التنكّس البقعي المرتبط بالسن: احذروا هذا التراجع

نشر في 07-11-2015
آخر تحديث 07-11-2015 | 00:01
No Image Caption
يُعتبر التنكس البقعي المرتبط بالسن من الأسباب الرئيسة للإعاقة البصرية بين مَن تخطوا الخمسين من العمر. صحيح أن ما من علاج للتنكس البقعي هذا، ولكن من الممكن تقليل حدته وتأخير أعراضه.
يؤدي بعض الأمراض إلى أعراض نلاحظها في الحال، إلا أن الوضع مختلف مع التنكس البقعي المرتبط بالسن. فقبل أن نشعر بالقلق، نميل عادةً إلى إرجاع حدة بصرنا والصعوبة التي نواجهها في القراءة إلى التقدم في السن. ويكون هذا التشخيص دقيقاً في معظم الحالات. ولكن من الممكن، أيضاً، أن تشكل هذه الأعراض بداية هذا المرض الخطير الذي يصيب 3% ممن تخطوا الخمسين من عمرهم.

فحص لداخل العين بعد الـ 55

سلاح الأفضل لمعالجة التنكس البقعي المرتبط بالسن زيارة الطبيب بشكل منتظم، وخصوصاً بعد أن يتخطى الإنسان الـ 55 من العمر. يوضح أطباء العيون: «يسمح فحص لعمق العين باكتشاف، باكراً، مخازن صغيرة تُدعى براريق شفافة. تتشكل هذه عند مستوى البقعة، أي المنطقة الواقعة وسط الشبكية، وتمثل المرحلة الاولى من التنكس البقعي المرتبط بالسن». في هذه المرحلة، قد يلاحظ المريض تشوهات في الخطوط اليمنى، فضلاً عن بقع غير مبهمة. لكن هذه التبدلات تظل نادرة وتصيب الأشكال التنكسية المتأخرة.

بالإضافة إلى فحص عمق العين دورياً، ثمة فحص مراقبة ذاتية يسمح للمريض باكتشاف الأعراض التي تشير على الأرجح إلى معاناته التنكس البقعي المرتبط بالسن. تستطيع أن تخضع لهذا الفحص على شبكة الإنترنت بزيارة الموقع الإلكتروني Dmlainfo.fr.. وإن تبين أن النتائج التي حصلت عليها تشكل إشارات تنبيه لا يجب تجاهلها، فعليك زيارة طبيب العيون للخضوع لفحص دقيق والتأكد مما إذا كان هذا التشخيص صحيحاً أو لا.

من اعتلال البقعة المرتبط بالسن إلى التنكس البقعي

يؤكد فحص عمق العين إصابة المريض باعتلال البقعة المرتبط بالسن، وهو مرض غير تنكسي. لكن هذا الفحص لا يكشف التفاصيل كافة عن هذا المرض. فمن الممكن أن يعاني المريض من اعتلال البقعة المرتبط بالسن، إلا أنه قد لا يتحول إلى شكله التنكسي: نحو نصف مَن يعانون اعتلال البقعة المرتبط بالسن لا يُصابون بالتنكس البقعي المرتبط بالسن.

بالإضافة إلى ذلك، لا بد من أن نشير، في هذا الصدد، إلى أن هذا المرض ينقسم إلى شكلين مختلفين: الجاف والرطب. فمن الممكن معالجة الشكل الرطب، الذي يُدعى أيضاً الحديث التوعّي، بطريقة عالية الفاعلية. يوضح الأطباء: «يتصف هذا الشكل من المرض بظهور أوعية دموية غير طبيعية تحت الشبكية. فتصبح جدران هذه الأوعية هشة ومنفذة. نتيجة لذلك يتشكل سائل وسط طبقات الشبكية أو تعاني العين نزفاً». يترافق هذا الشكل من التنكس البقعي المرتبط بالسن مع تراجع سريع في القدرة على الرؤية، تشوهات ملحوظة، أو ظهور بقعة معتمة وسط مركز البصر. لذلك من الضروري معالجة هذا المرض. وعن سبل العلاج الأكثر فاعلية، يقول الأطباء: «بفضل حقن مضادات عوامل النمو الوعائية (anti-VEGF) داخل الجسم الزجاجي، من الممكن القضاء على هذه الأوعية الدموية والحد من تقدم المرض، وإن لم ننجح بعد في وقفه بالكامل”.

بعد الخضوع للعلاج، من الضروري التنبه لأي أعراض جديدة وزيارة عيادة طبيب العيون للخضوع لفحوص دورية منتظمة. ولكن من الممكن للتنكس البقعي المرتبط بالسن من النوع الرطب أن يتحول، بعد سنوات عدة من العلاج، إلى نوع يُدعى جافاً أو ضمورياً، علماً أن الباحثين لم يتوصلوا بعد إلى علاج لهذا الشكل من المرض. يتقدم التنكس البقعي الجاف ببطء ويتصف بازدياد السبكية رقة. ويؤدي في النهاية إلى فقدان البصر المركزي.

إبطاء المرض بحماية الشبكية

صحيح أننا لا نملك علاجات قادرة على شفاء التنكس البقعي المرتبط بالسن، ولكن ثمة سبلاً للحد من تقدمه والحؤول دون تنكسه. يشير أطباء العيون: «يسمح اتباع بعض  القواعد الغذائية بتأخير تنكس الشبكية». وينطبق الأمر عينه على الإقلاع عن التدخين لأن التبغ في السجائر يزيد خطر الإصابة بتنكس بقعي مرتبط بالسن بنسبة 3 إلى 6. على نحو مماثل، تضاعف السمنة هذا الخطر. ينصح طبيب العيون المريض باتباع غذاء غني بالأحماض الدهنية، الأوميغا-3، مضادات الأكسدة، والأملاح المعدنية. كذلك يوصي الأطباء بممارسة نشاط جسدي منتظم. من الممكن أيضاً تناول علاجات تحتوي على اللوتاين والزياكسانثين، وهما مكونان طبيعيان في الشبكية. ويوصي بعض الأطباء أيضاً بأخذ مكملات غذائية تنصح بها دراسة أمراض العين المرتبطة بالسن. فتسمح هذه المكملات، وفق المرحلة السريرية التي بلغها المريض، بالحد حتى 25% من التقدم نحو شكل أكثر خطورة من المرض. وتُجرى اليوم أبحاث هدفها تحسين العلاجات المتوافرة والتوصل إلى أخرى جديدة يمكن استعمالها للحد من الشكل الجاف لهذا المرض.

إلى أن نتوصل إلى علاجات أكثر فاعلية، يبقى مصدر الراحة الأكبر والأهم لمن يعانون التنكس البقعي محيطهم المتعاطف، المحب، والمساعد. فبالإضافة إلى الدعم النفسي، يستطيع أفراد العائلة أو شريك الزواج اقتراح رحلات استجمام ومناسبات ممتعة لا يشكل فيها هذا المرض إعاقة. صحيح أن التنكس البقعي المرتبط بالسن قد لا يوصل المريض إلى العمى التام، إلا أنه يتطلب تغييرات وتعديلات في نمط الحياة، التي قد تنعكس سلباً على معنويات مَن يعاني التنكس البقعي المرتبط بالسن.

شهادة: مريم (57 سنة): إعاقة ينتهي بنا المطاف إلى التكيف معها

ظهرت الإشارات الأولى إلى إصابتي بالتنكس البقعي المرتبط بالسن قبل سنتين. ورحت أمازح أولادي وأصدقائي عازية هذه المشاكل إلى التقدم في السن، ولم أكترث لها كثيراً. بعدما تخطيت الأربعين من العمر، تراجعت قدرتي على الرؤية. ولا أعرف لمَ لم أتنبه لذلك في الحال. لكن الأعراض ما لبثت أن تفاقمت، ما دفعني إلى زيارة طبيب العيون، الذي لم يحتج إلى وقت طويل ليشخص حالتي: تنكس بقعي مرتبط بالسن. بعدما تقبلت فكرة ألا علاج لمرضي هذا، تكيفت مع وضعي الجديد،  واتبعت، في الوقت عينه، نظاماً غذائياً وعلاجاً  لإبطاء تقدم المرض وتعديل نمط حياتي. صرت أتفادى السير في الشارع وحدي وزدت عدد المصابيح في أرجاء المنزل. إلا أن هذا المرض لم يمنعني من الخروج من المنزل ولقاء الأصدقاء.

الحياة تتواصل بشكل طبيعي تقريباً

مع تقلص مجال الرؤية، لا يعود المريض يستطيع تمييز التباين والتفاصيل بدقة. نتيجة لذلك، قد يواجه مريض التنكس البعقي المرتبط بالسن صعوبات تمنعه من التطور في إطار يألفه جيداً. لكنك تستطيع اتخاذ بعض التدابير للحد من عواقب هذا المرض: تعزيز الإضاءة في الغرفة المخصصة للقراءة أو في المطبخ بزيادة عدد المصابيح (احرص على توجيهها نحو السقف أو الأرض كي تتفادى اصطدام الضوء بالعين مباشرة). كذلك تستطيع أن تجهز الغرفة بجهاز استشعار للحركة يزيد تلقائياً الإنارة ما إن تدخل. بالإضافة إلى ذلك، يعيق التنكس البقعي المرتبط بالسن تمييز التباين، لذلك اختر الأشياء التي تستعملها يومياً وفق لونها، ما يسهل عليك رؤيتها. وإذا رغبت في الحصول على نصائح إضافية، فزر الموقع الإلكتروني Prochedemalade.com.

back to top