هل تستفيد من أدوية حرقة المعدة

نشر في 07-11-2015
آخر تحديث 07-11-2015 | 00:01
No Image Caption
هل جرّبتَ تخفيف الانزعاج الناجم عن حرقة المعدة بالأدوية ولم تشعر براحة تامة؟ في هذه الحالة، كل ما تحتاج إليه هو القيام ببعض التعديلات البسيطة لتحسين مفعول العلاج.
لضمان أفضل النتائج، يجب أن تأخذ الدواء بانتظام وفي توقيت مناسب مع وجبات الطعام.
يقول الدكتور والتر تشان، مدير {مركز حركة الجهاز الهضمي} في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: {أهم ما في الأمر هو تحليل طريقة أخذ الدواء. بالنسبة إلى الأشخاص الذين يواجهون أعراضاً مستمرة رغم أخذ العلاج، ألاحظ غالباً أنهم لا يستعملون الأدوية بالشكل المناسب}.
تشكّل الأدوية التي تُسمى {مثبطات مضخة البروتون} الحل الأكثر فاعلية لمعالجة حرقة المعدة المزمنة. قد تساهم هذه الأدوية، إلى جانب العادات المثبتة للوقاية من حرقة المعدة، في التخلص بالكامل من هذه الحالة الشائعة.    

أبرز مؤشر على حرقة المعدة هو الشعور بحرقة وراء عظم الصدر. قد تشعر أيضاً بألم في الصدر أو تتجشأ سائلاً حمضياً. تعني حرقة المعدة المزمنة ظهور أعراض متكررة أو استمرارها في معظم الوقت. ويمكن أن تزداد سوءاً وتوقظك خلال الليل.

في هذه الحالات، يمكن تشخيص مرض الارتجاع المعدي المريئي الذي يترافق مع ارتداد المحتويات الحمضية من المعدة إلى قاعدة المريء، أي الأنبوب الذي يربط بين الفم والمعدة.

يحاول كثيرون في البداية كبح حرقة المعدة عبر أخذ أقراص مضادة للحموضة. لكن إذا كنت مصاباً بمرض الارتجاع المعدي المريئي، لن ينجح هذا الحل. يحتاج معظم المصابين بهذا المرض إلى أخذ حبة يومية من مثبطات مضخة البروتون. يمكن شراء عدد منها من دون وصفة طبية، مثل اللانسوبرازول (بريفاسيد) والأوميبرازول (بريلوسيك). لكن لا يمكن شراء أدوية أخرى إلا بوصفة طبية.

التوقيت هو الأهم!

لا تعطي مثبطات مضخة البروتون مفعولها إلا عند أخذها بالطريقة المناسبة، لكن لا يحرص الجميع على فعل ذلك. ثمة خطأ كلاسيكي يرتكبه كثيرون وهو أخذ تلك المثبطات في وقت خاطئ، أي قبل وجبة الطعام بفترة طويلة أو تزامناً مع تناول الطعام. يوضح تشان: {يعطي الدواء أفضل مفعول له عند أخذه قبل وجبة الطعام بـ15إلى 30 دقيقة. عند تعديل توقيت أخذ الدواء، يتحسن مفعوله كثيراً، وتشعر بتحسن}.

تعمل مثبطات مضخة البروتون عبر تخفيض كمية الحمض الذي تنتجه {مضخات} صغيرة موجودة في المعدة. هذا الحمض ضروري في عملية الهضم. لكن يجب تخفيف إنتاج الحمض قبل الأكل. ستبقى كمية كافية من الحمض لتفكيك الطعام، لكن سيكون الخليط الطري أقل حموضة بكثير وأقل قدرة على التسبب بحرقة في المريء إذا ارتدّ الطعام لاحقاً.

بالنسبة إلى الرجال الذين يواجهون أعراض الارتجاع المعدي المريئي ليلاً، هم يرتكبون خطأً شائعاً حين يأخذون مثبطات مضخة البروتون قبل موعد النوم بدل أن يأخذوها قبل وجبة المساء. لن تنجح هذه المقاربة أيضاً، إذ يجب أخذ الدواء قبل العشاء لتخفيف كمية الأحماض التي تنتجها المعدة خلال عملية الهضم. إذا لم تكبح مثبطات مضخة البروتون نوبات الارتجاع المعدي المريئي الليلية بالكامل، يمكنك إضافة نوع مختلف من الأدوية قبل موعد النوم مباشرةً: إنها حاصرات مستقبلات الهيستامين. يمكن شراء هذه الأدوية من دون وصفة طبية وهي تعمل عبر تخفيف حموضة محتويات المعدة. هي تشمل أدوية مثل السيمتيدين (تاغاميت)، والرانيتيدين (زانتاك)، والفاموتيدين (بيبسيد)، والنيزاتيدين (أكسيد).

لا تستسلم!

قد يمر بعض الوقت قبل السيطرة على مرض الارتجاع المعدي المريئي. يحاول بعض الأشخاص أخذ نوع من مثبطات مضخة البروتون من دون وصفة طبية ولا يشعرون بالراحة فوراً ثم يتوقفون عن أخذها. هذا السلوك خاطئ. تبدأ مضخات الحمض بالتفاعل مع مثبطات مضخة البروتون خلال بضعة أيام، لكن قد تمر بضعة أسابيع قبل أن يتحسن الوضع بشكل ملحوظ، لا سيما إذا كانت الأعراض حادة منذ البداية. كلما زادت الأعراض سوءاً، يتطلب العلاج وقتاً أطول.

إذا وصف لك طبيبك مثبطات مضخة البروتون ولكنك لاحظت أنها غير فاعلة، أخبره بذلك. قد تحتاج إلى جرعة أعلى أو إلى وصفة من مثبطات مضخة البروتون. أو ربما تأخذ الدواء بكل بساطة في وقت خاطئ. من الأفضل أن تستشير الطبيب.

إذا وصف لك الطبيب جرعتين في اليوم، خذ واحدة قبل الفطور (أو على الغداء إذا كانت أول وجبة لك في اليوم)، والثانية قبل العشاء.

إذا كنت تواجه حرقة المعدة المتكررة منذ فترة، قد تكون أصبتَ بـ{تآكل} في بطانة المريء. من خلال أخذ مثبطات مضخة البروتون يومياً، يمكن مداواة تلك القروح. في المرحلة اللاحقة، يمكنك أن تتعاون مع طبيبك لوقف الدواء لكن بوتيرة تدريجية. الهدف من ذلك هو تخفيض الجرعة قدر الإمكان للسيطرة على الأعراض.

تتعدد الطرق التي تسمح بتخفيف استهلاك مثبطات مضخة البروتون. يمكنك تخفيض الجرعة اليومية مثلاً ثم استبدالها تدريجاً بحاصرات مستقبلات الهيستامين. لكن بغض النظر عما تفعله، لا توقف أخذ أدوية الارتجاع المعدي المريئي فجأةً. قد تؤدي هذه الخطوة إلى تجدد ألم الحرقة أو عودة الارتجاع المعدي المريئي. من خلال تخفيف الجرعة تدريجاً، ينجح بعض الأشخاص في التوقف عن أخذ مثبطات مضخة البروتون نهائياً ويتكلون على حاصرات مستقبلات الهيستامين أو أقراص مضادات الحموضة عند الحاجة. لتحقيق ذلك، يجب تغيير السلوكيات التي تعزز حرقة المعدة، ما قد يمهد أيضاً لتخفيف الحاجة إلى حاصرات مستقبلات الهيستامين بعد وقف المثبطات.

باختصار، يجب الاتكال على تغيير أسلوب الحياة وعلى الأدوية في آن لتخفيف حرقة المعدة المستمرة.

تغيّرات على مستوى أسلوب الحياة

• فقدان الوزن إذا كان وزنك زائداً: الوزن الزائد سبب رئيس للإصابة بحرقة مزمنة في المعدة.

• تناول عدداً أكبر من الوجبات الصغيرة.

• تجنب الأكل قبل ساعتين أو ثلاث ساعات من موعد النوم.

• ارفع الجهة العليا من السرير إذا كانت حرقة المعدة تزعجك ليلاً. يمكنك فعل ذلك عبر وضع

كتل تحت الساقين أو عبر وضع بطانة تحت الجزء العلوي من الجسم. لا تكتفي برفع رأسك بوسائد إضافية لأن هذه الخطوة قد تزيد الارتجاع سوءاً.

• إذا كان بعض المأكولات يسبب لك حرقة في المعدة، حاول تخفيفه لفترة لمعرفة

ما إذا كانت هذه الخطوة تُحدِث فرقاً حقيقياً.

• لكن لا داعي لوقف استهلاك جميع أنواع الشوكولاتة والكافيين والمأكولات الحمضية والغنية

بالتوابل والنعناع والأصناف الدهنية.

الأدوية

تُعتبر مثبطات مضخة البروتون العلاج الأكثر فاعلية لحرقة المعدة المزمنة. تشير الأبحاث إلى أنها تعطي مفعولاً أفضل من مضادات الحموضة التي لا تحتاج لوصفة طبية (مالوكس، ميلانتا رولايدز، تومس) أو حاصرات مستقبلات الهيستامين مثل السيمتيدين (تاغاميت) والرانيتيدين (زانتاك) والفاموتيدين (بيبسيد) والنيزاتيدين (أكسيد).

back to top