إيران والغرب... احتمالات وتساؤلات

نشر في 25-07-2015
آخر تحديث 25-07-2015 | 00:01
 محمد خلف الجنفاوي بعد شدّ وجذب وحصار صعّب المهمة لكنه لم يلغهها، وتصدير للثورة والأيديولوجية المفرطة في التأثير على حياة الفرد الإيراني ها هو الاتفاق النووي تم ببنود أغلبها غير معلن، منها الرقابة المشددة على تحويل البرنامج إلى عسكري، فالولايات المتحدة منشغلة بمناطق نفوذ أخرى كالصين وأميركا اللاتينية، ناهيك عن أن أوباما يريد إنجازاً شخصياً وحزبياً للانتخابات القادمة، وهو إنجاز كبير وشائك لأغلب الإدارات الأميركية السابقة.

 فالشرق الأوسط منطقة تشتعل فيها المشاكل وفيه أضخم احتياطي نفطي في العالم، والسياسة الأميركية تتنقل من فتح للسفارة في العدو السابق كوبا، وأوروبا منشغلة بالوضع الأوكراني، وطموحات روسيا واليونان... إلخ، فهل هذه الظروف تعيد دور شرطي الخليج في الحقبة القادمة كما كان أيام الشاه الذي لم يصدق أعداؤه سرعة انهياره، رغم قوته المسلحة وأذرعه الحديدية؟ أم هو فخ وقعت فيه إيران المنتشية بنصر وقتي؟ أم هنالك خيارات جديدة كالانفتاح على الخارج أو حتى الداخل؟

 الانفتاح على الداخل هو الضرورة التي تتطلبها المرحلة وهو الكفيل بتحريك الوضع الداخلي الذي قضى عدة عقود لا يرى تغييرا ملموسا على حياة الفرد السياسية والمادية ونسبة البطالة المهولة، وهذه غالبة في الثقافة الفارسية كحضارة مهمة في العالم، أي ما يسمى بعوامل التعرية السياسية والميديا الحديثة، أما الأموال المتوقع الإفراج عنها والتي تتعدى 120 مليار دولا فهي مبالغ يسيل لها لعاب الشركات الأميركية والأوروبية أيضاً، ويترقبها الاقتصادي والمواطن البسيط لتحسين ظروفه المعيشية المتعبة بالعزلة الطويلة، وهذا عامل داخلي خطير!  أما خيار سياسة المناكفة، ولكن ليس على طريقة كوريا الشمالية وهي المساومة فقط، بل بتعزيز التمدد الثوري والاحتواء، فإنه وارد، وهذا ما بدا في خطاب المرشد الأخير بتطمين الحلفاء بعدم التخلي عنهم! وهو خطاب عاطفي بالدرجة الأولى، ولا صلة له بما تم الاتفاق عليه خلف الأبواب المغلقة، ناهيك عن أنه خيار مكلف ماديا وسياسيا، وهذا سيعزز بالضرورة محورا مضادا لن يتكون من المنطقة المجاورة في الضفة الأخرى للخليج العربي فقط، بل قابل للتوسع.  فالحل لدى العرب ليس الصدام بل الانفتاح لتعزيز لغة المصالح مع إيران، بما لا يمس مصالحهم، فالسياسة لا تعني الحروب، والإدارة الناجحة تعزز قوى الانفتاح والتعايش، فالغالب أن تستغل أغلب الأنظمة المغلقة سياسة التخويف من الخارج، والحشد لهكذا غاية، وهذا معلوم ككوريا الشمالية التي لديها سلاح نووي فقط، فيجب ألا يكون التحرك العربي ردة فعل مؤقتة أو مصالح فردية ضيقة بل عملا جماعيا، وليكن هنالك تنسيق وخطة لجميع الاحتمالات. ولعل أبرز الاختبارات على مستوى المنطقة هو الوضع في سورية والعراق والوضع اليمني، فهل التقسيم سيعود لليمن بعد ما حدث في عدن؟ وهل ستتم حلحلة وضع الرئاسة الأولى في لبنان؟ وما وضع عملية السلام خاصة أن العامل الإسرائيلي، وإن بدا قلقا إعلامياً، هو الرابح الأكبر من حيث الرقابة على السلاح؟ وماذا عن الوضع في فلسطين المحتلة؟ هل هذا على حساب الأرض في الدولة الفلسطينية القادمة؟ وماذا عن عودة اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات؟

الثابت في السياسة الأميركية والأوروبية غالبا هو أمن إسرئيل والنفط الرخيص، والباقي تحريكات وتفاصيل، فهل هذه الملفات مخفية سياسيا في هذا الاتفاق؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن أغلبية الأسئلة.

back to top