الحقان لـ الجريدة.: الحشوات المستخدمة في «الأسنان» آمنة

أكد اختصاصي طب وجراحة الأسنان في مركز العقيلة الصحي، عضو ومنسق لجنة التعقيم ومنع العدوى وعضو إدارة المخاطر والجودة، د. شهاب الحقان، أن الحديث عن احتواء الحشوات المستخدمة في عيادات الأسنان على مادة الزئبق، التي تؤدي إلى التسمم على المدى البعيد عار من الصحة تماماً، وغير علمي أو دقيق، مؤكداً أن هذه الحشوات آمنة تماماً. وقال الحقان لـ«الجريدة» إن التعقيم ومنع العدوى داخل عيادات الأسنان آمن وناجح بكل المقاييس، لافتاً إلى أن هناك فرقاً تعمل بشكل منتظم على التأكد من كفاءة أجهزة التعقيم يومياً وشهرياً، موضحاً أن المياه المستخدمة داخل عيادات الأسنان مقطرة ونظيفة وآمنة تماماً، كما أن هناك لجاناً لفحص خطوط المياه (البايب) الموجودة في كراسي المرضى بعيادات الأسنان. وأوضح أن استخدام الفرشاة الناعمة ومضمضة الفم باستمرار يؤديان إلى حماية الأسنان من الأمراض، داعياً إلى استبدال الفرشاة فوراً عقب الإصابة بمرض مزمن أو معد مثل الإنفلونزا. وإليكم التفاصيل:

• ماذا عن التعقيم في عيادات الأسنان والإمكانات المتوافرة فيها؟

التعقيم في عيادات الأسنان ناجح جداً، ولدينا اختبارات يومية نجريها قبل بدء العمل للتأكد من أن أجهزة التعقيم تعمل بكل كفاءة، ولدينا أيضاً اختبارات شهرية للتأكد من سلامة أجهزة التعقيم والأدوات المستخدمة في فحص المرضى، والتأكد من أمانها وسلامتها وتعقيمها.

• ما حقيقة ما يتردد من أن الحشوات تحتوي على الزئبق وتؤدي إلى التسمم على المدى البعيد؟

هذا كلام غير صحيح، وليس له دليل علمي أو طبي، ليس هناك دليل على أن الحشوة تحتوي على مادة الزئبق السامة، وجميع الحشوات التي نستخدمها في عيادات الأسنان آمنة تماماً ولا تسبب التسمم.

• من المعروف أن «السكري» منتشر في المجتمع الكويتي، فما مدى انعكاس هذا المرض على صحة الفم والأسنان؟

هذا صحيح ومرض السكري يؤذي بطبيعة الحال الأسنان، وأول أعراضه وأكثرها هو جفاف الفم، فمرض السكري يسبب جفافاً في الفم مما يؤدي إلى حدوث التهابات اللثة المتكررة، والتي تسبب تآكلاً في الجزء المحيط بالأسنان، مما يسبب تآكل الاسنان وتعرضها للتلف، وأكثر مشكلة تواجه مرضى السكري هو سقوط الأسنان، وهنا أنصح المرضى الذين يعانون السكري من النوع الثاني بضرورة الإكثار من شرب السوائل والمضمضة باستمرار وعلاج أي مشاكل في الأسنان واللثة فوراً، مع مراجعة طبيب الأسنان بشكل منتظم ودوري.

المياه

• من المسؤول عن المياه التي تستخدم داخل عيادات الأسنان؟ وهل يتم فحصها قبل تناولها؟

المياه المستخدمة في كراسي المرضى مقطرة ونظيفة تماماً، ونقوم بعمل اختبارات شهرية للتأكد من نظافتها وسلامتها، كما أن لدينا لجاناً لفحص «البايبات» أو خطوط المياه الموجودة داخل الكراسي، ولدينا فرق من منع العدوى والجودة مسؤولة عن متابعة ذلك بشكل منتظم، وفي حالة وجود أي شوائب داخل «بايبات» المياه نتصل فوراً بالصيانة التي تتولى بدورها تبديل الأجزاء المتهالكة، ونستدعي المرضى الذين تم علاجهم في تلك الفترة ونعطيهم مضاداً حيوياً بشكل احترازي واحتياطي.

التوعية

• ما أهمية التوعية لأمراض الأسنان واللثة؟

التوعية بأمراض الفم والأسنان مهمة جداً، وتؤدي إلى نتائج إيجابية. ننظم حملات توعية على مدار العام في المجمعات والمدارس لتوعية الجمهور بأمراض الفم والأسنان واللثة وتجنّب حدوثها، ونشرح أمراض الأسنان وكيفية تجنبها والوقابة منها، وسننظم خلال الفترة المقبلة حملات توعية في عدد من المدارس والمجمعات التجارية.

ووفق آخر توصية للمنظمة العالمية للصحة والأسنان «نايس» فإنها تنصح الأشخاص بتنظيف أسنانهم كل 3 أشهر، ودعني أؤكد ضرورة ألا ينتظر الشخص حتى مرحلة شعوره بالألم في أسنانه، حيث إن وجود الألم يعني أن السوس وصل الى طبقة العاج وتخطى مرحلة المينا، كما أن وجود أي بقع سوداء يجب معالجتها فوراً، ولابد من استخدام المضمضة وغسول الفم باستمرار، إضافة إلى استخدام الفرشاة الناعمة، وأنصح بتجنب المضمضة بالمياه المالحة، لأي حموضتها زائدة، وتؤدي الى تآكل طبقة المينا.

• وماذا عن عيادة الأسنان في مركز العقيلة الصحي؟

- مركز العقيلة يحتوي على عيادتين للأسنان يراجعهما نحو 80 مريضاً يومياً بواقع 40 مراجعاً في كل «شفت»، وكل عيادة فيها طبيبان وعدد كاف من الممرضات، ونقدم للمراجعين خدمات تنظيف اللثة وخلع الأسنان وعمل الحشوات البيضاء والرصاص وتسكير فراغات الأسنان، وننجز الجلسة الأولى في المركز، ثم نحول المريض أو المراجع إلى المركز التخصصي لعلاج العصب، ومن ثم يعود إلينا لاستكمال العلاج.

• ما أهمية الغذاء السليم في صحة الفم والأسنان؟

بكل تأكيد، فإن الغذاء السليم والصحي يؤدي إلى أسنان صحية والعكس صحيح، فالإكثار من تناول الطعام غير الصحي الذي يحتوي على نسبة عالية من السكريات يؤذي الأسنان، التغذية الصحية مهمة جداً في الحفاظ على أسنان قوية والعكس صحيح، فعل سبيل المثال فإن الحلويات والمشروبات الغازية تسبب حموضة في المعدة، كما أنها تؤدي إلى تآكل والتهابات في اللثة، والسكريات العالية تؤدي إلى تسوس الأسنان بشكل أسرع وأكبر.

أكبر مشكلة لدى الأطفال هي تناولهم لـ «الشيبسي»، لأنه عالي الصبغات والدهون المهدرجة ويلتصق في الأسنان ومن ثم يكون تنظيفها صعباً جداً، وهو ما يؤدي إلى تقرحات في الفم.

أما الطعام الصحي، مثل السلطة الخضراء والفواكه والخضراوات، فإنها تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والحديد والألياف التي تعمل على تنشيط الدم، فعلى سبيل المثال إذا قلّت نسبة فيتامين (سي) في الجسم فإن ذلك يؤدي إلى التهابات اللثة.

وفي بعض الأحيان، فإن نقص فيتامين (أ) يؤدي الى التقرحات، وهنا لابد من تأكيد ضرورة تنظيف الأسنان عقب تناول الحلويات والمشروبات الغازية بثلث ساعة، حيث إن المواد الغازية والحلويات والعصائر المعلبة تؤدي إلى ترطيب طبقة المينا مع الحموضة، ومن ثم قد يؤدي ذلك إلى خدش اللثة وضررها.

وأنصح مرضى السكري بمراجعة طبيب الأسنان كل 3 أشهر، وللعلم فإن مريض السكري يستطيع خلع أسنانه بشكل طبيعي حتى إن كان مستوى السكر في الدم 12 ملليمتر مول، وهذا وفق البروتوكول العالمي المتعارف عليه، أما مرضى القلب فإذا كان يريد علاج أسنانه، فعليه أن يأتي بتوصية من طبيبه المعالج، كما أن مرضى ارتفاع ضغط الدم يمكنهم علاج أسنانهم بأمان حتى إذا كان ضغطهم 140- 100 كحد أقصى.