«داعش» ودولة الإسلام

نشر في 19-12-2015
آخر تحديث 19-12-2015 | 00:00
 يوسف سليمان شعيب كثيراً ما نتردد في كتابة أي موضوع في الشأن الخارجي، ولكن تصريحات بعض أو أغلب مسؤولي الدول الغربية تدفعنا إلى الكتابة، لنبين الصورة الحقيقية، لوقف أي تطاول دون وجه حق.

فالكثير من المسؤولين والسياسيين والكتاب الغربيين وغير الغربيين، يصفون مجرمي "داعش" بأنهم دولة الإسلام أو "الدولة الإسلامية"، وهذا الوصف، وإن أطلقه تنظيم "داعش" على نفسه، غير صحيح، فنحن كمسلمين لا نقبل أن ينسب إلى ديننا أمثال أولئك المجرمين الصعاليك، الذين صنعهم الغرب وعلى رأسهم أميركا، ولا يستطيع أي شخص أن ينكر ذلك، فالدلائل والوقائع تبرهنه.

"الدواعش" ليسوا من الإسلام بشيء، وأفعالهم أكبر دليل، إذ لا يقبلها عقل ولا دين، فلقد تجاوزوا حرق النازية لليهود، وسجن الفاشية للأبرياء، وتهجير الصرب لأهل الديار... وغيرها من الجرائم، لذا لا يجوز أن تنسب هذه الفرقة المجرمة إلى دين أو ملة.

إنهم مرتزقة وقطّاع طرق ومغتصبون للحقوق، ومهلكون للحرث والنسل، لا يخافون الله ووعيده، بل هم شر الخلق، فلا إنسانية فيهم، ولا رحمة تجري في عروقهم، فأنّى لأُناسٍ مثلهم أن ينتسبوا للإسلام.

ولا يخفى على الكثير ما ورد في الأحاديث الشريفة من وصف لأولئك المجرمين، والمجازر التي سيقومون فيها بأرض الشام، ونحن لن نتطرق إلى تلك الأحاديث فهي معروفة للجميع، ولكن نود أن نوصل رسالة لكل مسؤول وكاتب وإعلامي غربي أو عربي، بألا يطلق اسم الدولة الإسلامية على تلك الفئة الضالة المجرمة.

التصريحات الغربية التي تركز على ضرب "داعش" ومراكزه، ما هي إلا غطاء لدمار أرض الشام، وقتل أبنائه ظناً أنهم بهذا الفعل سيقضون على جيش الشام الذي سيواجههم ويمتلك أراضيهم بعد فتحها.

نعم الدولة الإسلامية ستعود كما أخبر النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكنها لن تعود على يد "داعش" أو من هم على شاكلته.

وليعلم الجميع، نحن لا نوجه اللوم إلى الغرب، الذين نعرفهم ونعرف نواياهم، ولكننا نلوم من يشاطروننا الدين، فهم أخطر على ديننا وعلى أنفسنا من الغرب... والله المستعان على ما تصفون.

back to top