The English Spy لدانيال سيلفا... صفحة من التاريخ

نشر في 21-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-07-2015 | 00:01
أمضى دانيال سيلفا الوقت في الشرق الأوسط، وألَّف سلسلة تجسس عن مسؤول استخبارات إسرائيلي. قبل ذلك، كان قد عمل مراسل شبكة United Press International لشؤون الشرق الأوسط في القاهرة. في رواياته الثماني عشرة، يغوص سيلفا في وجه هذه المنطقة المظلمة، متناولاً التهديدات الإرهابية ومخاطر قدرات إيران النووية. رغم ذلك، يؤكد أن المكان الأخطر الذي زاره كان أيرلندا الشمالية.
يخبر دانيال سيلفا: {قصدت أيرلندا الشمالية عام 1998، تلك السنة التي وقع فيها تفجير أوماغ. رأيت موقع التفجير بعد ساعات قليلة من حدوثه في بورتادون. دمّروا الشارع بأكمله بإحدى تلك السيارات المفخخة التي بلغت زنة عبوتها نحو 200 كيلوغرام. بدت بلفاست حزينة ومتوترة ومريعة خلال الحرب. فقد قاتلت مجتمعاتها أحدها الآخر. وإن سرت في الشارع الخطأ، فقد تتعرض للقتل. كان الوضع بالغ الصعوبة}.

تؤدي تداعيات تفجير أوماغ، الذي أودى بحياة 29 شخصاً وجرح 220 آخرين (علماً أن هذه أعلى حصيلة قتلى خلال «الاضطرابات الأيرلندية)، دوراً أساسياً في رواية سيلفا المذهلة الجديدة. في The English Spy، يحاول الجاسوس الشهير، القاتل، وأحياناً مرمم الآثار غابريال آلون التخلص من صانع متفجرات سابق في الجيش الجمهوري الأيرلندي تحوَّل إلى مرتزقة، وذلك بمساعدة جندي الكومادو السابق في الجيش البريطاني كريستوفر كيلير، الذي يملك بدوره ماضياً دموياً مع الميليشيات العنيفة.

يهوى غابريال آلون الفن حقاً. ففي كتاب سيلفا الأخير، The Heist، يبحث عن قطعة مفقودة لكارافاغيو. إلا أنه لا يحظى بوقت كافٍ ليمضيه مع تحفه المحبوبة في الرواية السريعة التطورات The English Spy.

يذكر سيلفا: {أردت أن أؤلف كتاب حركة تقليدياً ومميزاً. عندما أبدأ بالتفكير في كتاب، يساعدني كثيراً أن أحدد أي نوع من الكتب أود أن أكتب. أصنف الكتب ضمن فئات. فيكون غابريال حيناً محققاً خاصاً وأحياناً عميلاً ينفذ عمليات. في هذه الحالة، اقتصرت القصة حول عملية مطاردة حثيثة}.

في The English Spy، يتبين أن الإرهابي الأيرلندي المطارد على علاقة ببعض أعداء إسرائيل الأكثر سوءاً (كذلك حاول ذات مرة قتل كيلير، الذي يُعتبر أحد أكثر شخصيات سيلفا غموضاً وتعقيداً). كالعادة، اعتمد سيلفا على صفحة من التاريخ ليستلهم منها.

يوضح هذا الكاتب: {الرابط بين أيرلندا الشمالية والعالم العصري حقيقي جداً. فبعد الحرب، انتقل أعضاء من الجيش الجمهوري الأيرلندي إلى مختلف أنحاء العالم، وعملوا مع بعض أكثر الناس سوءاً. فباعوا تقنيات صنع القنابل للإيرانيين. قصد وفد طهران وساعدهم في تطوير أسلحة مضادة للدبابات لتقديمها إلى حماس وحزب الله... تذكروا أن هذه القدرة على إعداد القنابل العالية الجودة هي ما ميز المقاتلين المتهورين عن الجيش الإرهابي الفاعل حقاً}.

لا يتردد سيلفا في مناقشة التفاعلات الدولية ومستقبل العلاقات الدولية (جعل آلون يتصادم مع الروس قبل وقت طويل من انتهاكات فلاديمير بوتين الأخيرة). بدا من الصعب آنذاك توقع أنه، بعدما ألف رواية غابريال آلون الأولى، احتاج إلى الإقناع ليؤلف الثانية.

مواد قاتمة

يقول: «لم أظن أن من الحكمة إعداد سلسلة عن شخصية إسرائيلية لأنني اعتقدت أن في العالم كثيراً من مشاعر معاداة السامية ومعاداة إسرائيل».

يقر سيلفا أن تفكيره هذا كان خاطئاً، لكنه يضيف أننا «نشهد راهناً تنامياً للمشاعر المعادية لإسرائيل في أوروبا، خصوصاً وفي الولايات المتحدة أيضاً. فيشعر بعض الناس باستياء كبير من إسرائيل، حتى إنهم قد يرفضون حمل كتاب عن شخصية إسرائيلية. في المقابل، يمنحني هذا جواً لهذه الرواية عن بلد محاصر، وأنا أهوى هذه الحماسة. من السهل تأليف رواية مماثلة.  ما من كتب كثيرة مميزة تتناول علاقات سعيدة. تحتاج هذه الروايات إلى الدراما والصراع. وفي مطلق الأحوال، تحفل منطقة الشرق الأوسط دوماً بالصراعات».

يعني العمل على سلسلة مماثلة قضاء كثير من الوقت في البحث عن مواد قاتمة (يقر سيلفا أنه يسترخي بمشاهدة برامج الطهو مساء: «أحب برامج Diners، Drive-Ins، وDives. ففيها أجد لذتي}). لكنه ليس مستعداً بعد للتخلي عن آلون و«المكتب} (وكالة استخبارات إسرائيلية).

يذكر سيلفا: {لن أعود إلى سن الخمسين، إلا أنني لا أتوقع بلوغ نهاية مسيرتي المهنية في المستقبل القريب}. ويضيف أنه لا يستبعد تأليف رواية عن كريستوفر كيلير، الذي ينطلق في نهاية The English Spy في مسيرة مهنية جديدة محيرة. يقول: {آمل أن أتمكن في مرحلة ما من الكتابة عن شخصية أخرى غير غابريال آلون. ولكن ما زلت أستمتع راهناً بالكتابة عنه}.

يتابع موضحاً: {أذكر عائلتي عندما يتهمونني بأني غافل عما يدور من حولي ولا أدرك لأنني أمضي في عالمه وقتاً أطول مما أقضيه في العالم الواقعي}.

ولا بد من الإشارة إلى أن سيلفا متزوج من الصحافية جايمي غانجل ولهما ولدان. يقول: {لا أريد أن أبدو إنساناً مجنوناً. يدور بعض أحداث رواياتي في أماكن يعيش فيها بعض أصدقائي. كذلك استعين بخصال تميز أشخاصاً أعرفهم. وعندما أتحدث عنهم مع زوجتي، وعندما أعمل على رواية جديدة، أشير إليهم كما لو أنهم أصدقائي. كذلك أتكلم عن حياتهم كما لو أنهم حقيقيون».

back to top