مفتي الشيشان الشيخ محمد صالح صلاح الدين لـ الجريدة.: أكثر من مليون مسلم في الشيشان ينعمون بالسلام

نشر في 25-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 25-06-2015 | 00:02
No Image Caption
«نستقطب رجال دين معتدلين من جميع دول العالم الإسلامي ولدينا 600 مسجد و6 جامعات إسلامية... والدواعش خوارج العصر»

أكد مفتي جمهورية الشيشان الشيخ محمد صالح صلاح الدين أن المسلمين في دولة الشيشان يقدر عددهم بأكثر من مليون نسمة يعيشون نهضة حقيقية، مشيراً إلى أن كل المسلمين هناك يعرفون الإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى السلام والتعايش وينبذ بشدة كل أشكال التطرف والتشدد والإرهاب، مضيفاً في حوار مع «الجريدة» أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة أن الأزهر الشريف لم يدّخر جهداً من أجل رفع توعية مسلمي الشيشان، سواء من خلال دعم طلابهم الذين يدرسون في الأزهر أو إنشاء معاهد أزهرية هناك... وإلى نص الحوار.
• حدثنا عن أحوال المسلمين في دولة الشيشان؟

- المسلمون في الشيشان يقدر عددهم بمليون نسمة، يعيشون نهضة حقيقية بفضل الله أولاً، ثم بفضل المجهود الكبير الذي به يقوم رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، الذي يقدم كل الدعم لأبناء الشعب الشيشاني، واستطاع أن يستقطب رجال الدين من مختلف العالم الإسلامي المعروف عنهم الاعتدال والرؤية الواضحة الوسطية عن الإسلام، الذي يدعو إلى السلام والتعايش، ومن هنا انتشر الإسلام الوسطي المعتدل في كل ربوع الشيشان، ونستطيع أن نقول إن مسلمي الشيشان يعيشون عصر النهضة والسلام الحقيقي، وجميع مسلمي الشيشان متمسكون بأخلاق وعادات وتقاليد الدين الإسلامي الحنيف.

• ماذا عن المساجد والمراكز والمعاهد الإسلامية لديكم؟

- المساجد في الشيشان نحو 500 مسجد، فضلاً عن وجود ثلاثة مراكز إسلامية، و6 جامعات إسلامية، كما أن هناك خططا لبناء المزيد من المساجد والمعاهد الإسلامية في المستقبل بجانب بناء مراكز مستقلة لتعليم اللغة العربية لأبناء الشعب الشيشاني.

• ماذا عن علاقات الشعب الروسي بمسلمي الشيشان في الفترة الحالية؟

- هناك تعايش وسلام بين الشعب الروسي ومسلمي الشيشان، والنظرة الحالية من قبل الحكومة الروسية لمسلمي الشيشان أصبحت إيجابية، لأنهم أدركوا أنهم أمام شعب مسالم لم يعرف يوما التطرف أو التشدد أو الإرهاب، بل على العكس كل مسلمي الشيشان ينبذون التطرف، وجميع أشكال العنف والإرهاب في جميع أنحاء العالم. 

• هل يمكن أن تتأثر علاقة المسلمين والغرب بعد ظهور الجماعات الإرهابية التي تصدرت المشهد مؤخراً في عدد من الدول العربية؟

- بالتأكيد هناك تأثير سلبي نتيجة التصرفات الإرهابية التي تقوم بها هذه الجماعات المتطرفة، والتي ترتدي ثوب الإسلام زوراً وبهتاناً، والإسلام منها ومن أفعالها براء، فالإسلام دين سلام ودين حب ودين تعايش، فالله قال في كتابه الكريم "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (الحجرات:13)، فالإسلام دين سلام ورسوله بعث رحمة للعالمين، ورغم أن هناك بعض وسائل الإعلام الغربية التي تريد أن تلصق هذه الأفعال المتطرفة بالمسلمين فإننا نراهن على وعي الشعوب الغربية، التي تعي تماماً حقيقة الدين الإسلامي، وأنه دين لم ولن يدعو إلى أي شكل من أشكال العنف والتطرف.

• كيف ترون تنظيماً مثل "داعش" الإرهابي؟

- هؤلاء هم الخوارج، وأكبر إساءة للإسلام والمسلمين في عصرنا الحالي، وهم ليس لهم أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالدين الإسلامي الحنيف الذي جاء لينشر السلام والحب والتعايش بين جميع البشر، فالرسول الكريم (ص) أرسل للناس كافة، ولذلك فإن أفعال هؤلاء الخوارج تضع المسلمين في موقف حرج، ويمنحون لأعداء الإسلام الذين يتربصون بالمسلمين فرصة كي يدعموا وجهة نظرهم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين، وجميع مسلمي الشيشان ينبذون ويرفضون أفعال هذه الجماعات المتطرفة، ولذلك لا يوجد في الشيشان بل في روسيا كلها، مكان لمثل هذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة.

• ألم تخشوا أن ينضم شباب من الشيشان إلى هذه الجماعات تحت دعاوى مختلفة؟

- أستبعد هذا الأمر تماماً، لأن شباب الشيشان تربّو على الإسلام الصحيح ونشأوا في مدارس إسلامية تبنت الفكر المعتدل والوسطي والصحيح عن الإسلام، وشبابنا على دراية بالتاريخ، ويعلمون مدى المعاناة والويلات التي تعرضت لها دولة الشيشان في بداية التسعينيات، خصوصا بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي، وجاء إلى بلادنا ممن وصفوا أنفسهم دعاة والذين جاءوا بثقافة تكفير الآخر، وهذا ضد روح الإسلام وأخلاق رسول الإسلام (ص) الذي أمرنا بالتعايش السلمي مع الجميع، وأبلغنا أنه جاء ليتمم مكارم الأخلاق، وأنه قال لم أبعث لعانا بل بعثت رحمة للعالمين.

• هل هناك ندوات ومحاضرات لتوعية الشباب بخطورة مثل هذه الجماعات المتطرفة؟

- نعم بكل تأكيد فالشباب في جمهورية الشيشان يتمتعون بوعي ثقافي كبير، وهم على دراية بأن الإسلام دين سلام، وأن رسوله لم ينشر رسالته بالسيف كما يزعم البعض، بل نشر الإسلام بأخلاق المسلمين، ومن يقرأ التاريخ فسيعلم أن انتشار الإسلام في الشيشان كان بسبب معاملة التجار المسلمين وأمانتهم، فالشباب في الشيشان يعلمون أن هذه الجماعات متطرفة تسيء للإسلام.

• ماذا عن دور الأزهر الشريف في دعم ونشر الثقافة في جمهورية الشيشان؟

- الأزهر الشريف هو منارة الإسلام، وهو المصباح المضيء دائما، والذي يوجهنا إلى الإسلام الوسطي الصحيح الذي يدعو إلى السلام والتعايش، وينبذ كل ما هو ضد الإنسانية، ويرفض كل أفكار التطرف والإرهاب، والأزهر يستقبل شباباً من الشيشان كل عام، كما أن شيخ الأزهر وعدنا بأن هذا العام يشهد زيادة في عدد الطلاب الدارسين في الأزهر من جمهورية الشيشان، فضلا عن إرسال وفود من الأزهر إلى الشيشان لنشر الفكر الإسلامي الوسطي، ونشر اللغة العربية بين أبناء الشعب الشيشاني العظيم. 

back to top