تسعون قتيلاً على الأقل بانهيار أرضي في منجم في بورما

نشر في 22-11-2015 | 12:51
آخر تحديث 22-11-2015 | 12:51
No Image Caption
أفادت آخر حصيلة رسمية نشرتها السلطات البورمية اليوم الأحد أن تسعين شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم في انهيار أرضي في منجم لليشم الذي يعد قطاعاً اقتصادياً تنقصه الشفافية بشأن اجراءات السلامة السيئة.

وقال نيلار مينت مسؤول الإدارة المحلية ومنسق عملية الإغاثة في منطقة هباكانت النائية في اقليم كاشين شمال بورما، لوكالة فرانس برس "لا نعثر سوى على قتلى" في جبل ركام الحجارة، موضحاً بأن "لا أحد يعرف عدد الذين يعيشون هنا"، وتابع "عثرنا على 79 جثة أمس و11 جثة اليوم وهذا يرفع العدد إلى تسعين قتيلاً".

ويواصل رجال الانقاذ بمن فيهم عناصر الصليب الأحمر المحلي وتعزيزات الجيش والشرطة جهودهم اليوم الأحد لكن الأحوال الجوية السيئة تعرقل عملهم.

وتحقق بورما المنتج الأول للجاد في العالم أرباحاً كبيرة من وجود هذا الحجر الثمين في طبقات منطقة المناجم، وهو معروف بنوعيته الجيدة في هذا البلد.

لكن شروط استخراجه سيئة جداً ولا تأخذ في الاعتبار محيط وسلامة عمال يقومون بعمليات تنقيب غير قانونية تغض الشركات المنجمية الكبرى والسلطات النظر عنها.

وهؤلاء العمال البورميون الفقراء يتدفقون بالآلاف على هذه المنطقة المحاذية للصين ويعيشون في مخيمات عشوائية لمحاولة العثور على قطع من اليشم أهملتها الحفارات وتركت في جبال من الركام بالقرب من المناجم.

ووقع الحادث السبت عندما انهار جبل من الردميات على عشرات الأكواخ العشوائية حيث ينام السكان الذين يقتاتون من البحث عن قطع من هذا الحجر الكريم.

وخلال الأشهر الأخيرة قتل عشرات السكان في حوادث انهيار مماثلة حصلت بينما كانوا يبحثون عن اليشم وسط أكوام الركام التي تخلفها حفارات الشركات المنجمية الضخمة، بحسب منظمات غير حكومية.

وفي بعض الأحيان تتحدث الصحف المحلية عن هذه الحوادث لكن ذلك لا يؤدي إلى تغيير في حياة هؤلاء العمال الفقراء الذين يقومون بعمليات البحث عند حلول الليل في أغلب الأحيان.

وعلى الرغم من الاصلاحات التي أدخلت في السنوات الأخيرة ما زال سوق الجاد محاطاً بسرية كبيرة ومحتكراً من قبل النخب القديمة التي بنت ثرواتها على هذه القطاع في عهد السلطة العسكرية التي حلت في 2011.

نصف اجمالي الناتج الداخلي

وذكرت المنظمة غير الحكومية غلوبال ويتنس في تقرير نشر في أكتوبر الماضي أن بورما باعت في السوق العالمية في 2014 كميات من هذا الحجر الكريم بحوالي 31 مليار دولار.

وتؤكد المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها أن سوق اليشم يشكل حوالي نصف اجمالي الناتج المحلي لبلد ما زال واحداً من أفقر البلدان في جنوب شرق آسيا على الرغم من النمو الكبير الذي سجل منذ انفتاح هذه الدولة.

وأضافت "غلوبال ويتنس" أن الصين وحدها استوردت حسب الأرقام الرسمية لبكين كميات من هذا الحجر بأكثر من 12 مليار دولار في 2014، ودانت "عملية نهب للموارد الطبيعية قد تكون الأكبر في التاريخ الحديث".

وتدين المنظمات غير الحكومية تزايد نشاط الشركات المنجمية في الأشهر الأخيرة.

أما سكان هباكانت فيعبرون باستمرار عن استيائهم من الانتهاكات المرتبطة بصناعة المناجم بما في ذلك تكرار الحوادث واجراءات مصادرة الأراضي.

ويفترض أن تشكل المعارضة اونغ سان سو تشي التي فاز حزبها بأغلبية ساحقة في انتخابات الثامن من نوفمبر حكومة مطلع 2016.

وقد وعدت بمكافحة الفساد وغياب الشفافية في الاقتصاد الذي يشكل قطاع اليشم مثالاً واضحاً عليه.

وكانت هباكانت منطقة أدغال خصبة إلا أنها تحولت إلى تلال جرداء بسبب النشاط المنجمي.

ويؤدي هوس الصينيين بالجاد بمختلف أنواعه إلى انحسار الغابات في هذه المنطقة.

ويشكل هذا الحجر النفيس مصدراً مهماً لعائدات جيش استقلال كاشين إحدى المجموعات الأثنية المسلحة الأكثر نشاطاً في معاركها مع السلطة المركزية.

back to top