دون سحب الجنسية رحمة بالأطفال

نشر في 11-07-2015
آخر تحديث 11-07-2015 | 00:01
 ماجد بورمية تشتق كلمة المواطنة من الوطن الذي يؤوي المواطن، ويزداد الشعور بالمواطنة كلما ترسخت كلمة الوطن في الأذهان وكلما زاد التلاحم والتعاضد والتماسك بين الفرد وموطنه، ومن مفاهيم المواطنة في علم الاجتماع أنها الشعور بالانتماء والولاء للوطن، ومن وجهة النظر النفسية فالوطن هو مصدر الإشباع للحاجات الأساسية، وحماية الذات من الأخطار، والوطن في الإسلام له قدره فمن مات دفاعا عنه فهو شهيد.

 وبناء على ذلك نرى أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال نزع الجنسية عن أي مواطن كويتي مهما كانت الأسباب والدواعي، وإذا كنا جميعا ندين الإرهاب بقوة وفجعنا مؤخراً بحادثة مسجد الصادق، ولكن ما لم نرض عنه تشدق البعض بسحب الجنسية من أي مواطن أدين بالإرهاب، وهذا ليس دفاعا عن الإرهاب أو الإرهابي، بل نحن نذهب إلى أبعد من ذلك، ونقول لوزير الداخلية: قدم أي إرهابي للمحاكمة، وعندما يثبت تورطه يصدر القضاء حكما بإعدامه أو يطبق عليه حد الحرابة على الملأ.

ولكن دون سحب الجنسية منه لأنها ستجر سحب جنسية أولاده وزوجته، فما ذنب هؤلاء الأطفال في الخطأ الجسيم الذي ارتكبه والدهم الإرهابي، خصوصا أن رب العالمين يقول في القرآن الكريم "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، بل على الدولة أن ترعى هؤلاء الأطفال، فربما يخرج منهم أناس أتقياء نبلاء يخدمون الوطن، ولهذا نرفض أي توجهات حكومية لسحب الجنسية من مواطن مهما كان فعله، طالما أن باب الإعدام مفتوح من خلال القضاء لمن يستحق.

 ونقول هنا لنواب السلطة التشريعية الذين يشعلون الساحة بمطالبهم بسحب الجنسية: هذا ليس إنصافا، بل هذا يخالف الحقوق الإنسانية لأسرة من سُحبت جنسيته، ونعيدها حتى لا يحمل أحد كلامنا محملا آخر، فالمواطن الذي دخل في دهاليز الإرهاب حاكموه وحاسبوه أو أعدموه أو افعلوا معه ما تريدون نتيجة فعلته الحمقاء، ولكن لا ندمر أسرته طالما أنها ليست على شاكلته، خصوصا أن عرف البلاد وتقاليدها هما من زرعا الرحمة في قلوبنا، ألم يكتسب الجنسية الأطفال اللقطاء الذين لا يعرف آباؤهم وأمهاتهم؟

 إن الرحمة التي زرعها الله في قلوبنا هي من جعلت الكويت تكسب مجهولي الأبوين الجنسية بعد خروجهم من دار الرعاية الاجتماعية؛ ولذا نقول إن سحب الجنسية يجب أن يكون من الخطوط الحمراء حتى لا تكون عرضة للانتزاع، والكل يعلم أن النتيجة تكون عكسية عندما يشعر المواطن أن جنسيته عرضة للسحب منه، لجرم ارتكبه أبوه.

back to top