Room... رحلة الخروج من الظلمة

نشر في 03-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-11-2015 | 00:01
No Image Caption
يطرح فيلم بري لارسون الجديد، Room، سؤالاً ملحاً بين مشاهدي أفلام مهرجانات الخريف، ألا وهو {هل هو جيد؟}، علماً أن ردود الفعل الناتجة من العروض الأولى إيجابية بغالبيتها، مع توجيه كثير من المديح إلى أداء الممثلة البالغة من العمر 25 سنة. أما السؤال الآخر الذي ينشأ: {هل يمكنني تحمله؟}.
تقول لارسون: {إن دفعك الفيلم إلى البكاء، فأنت في رأيي بحاجة إلى البكاء}.
يروي فيلم Room الذي اقتبسته إيما دونوهيو من روايتها التي حققت أعلى المبيعات والتي تحمل الاسم عينه، Room (الغرفة)، وهو يروي قصة امرأة شابة اختُطفت واحتُجزت في سقيفة طوال سبع سنوات، حيث تعرضت للاغتصاب وأنجبت ابناً يُدعى جاك (جاكوب ترمبلاي). وكما في الرواية، تجري أحداث الفيلم من وجهة نظر جاك، فيما يعكس فهمه المتنامي لأوضاعه الخاصة ما يدركه المشاهدون تدريجاً.

يذكر مخرج Room ليني أبراهامسون: {تدور هذه القصة حول الهرب والحرية في النهاية. تبدأ في مكان حالك جداً، ثم تسير في رحلة طويلة للخروج منه. لا تشكل هذه ذكريات بائسة. ولا شك في أن نقل هذه الفكرة للمشاهد شكل التحدي الأبرز في الفيلم}. بعد ردود الفعل الإيجابية عقب عرض الفيلم الأول في مهرجان تيلوريد للأفلام في مطلع شهر أكتوبر الفائت وكثرة الكلام عن جائزة أوسكار، تحدث أبراهامسون، لارسون، ودونوهيو إلى صحيفة The Times عن إعدادهم هذا الفيلم الحميم جداً والتجربة المشوشة التي ترافقت مع دخوله معمعة موسم جوائز الأوسكار.

تعي لارسون، التي أعطيت قميصاً قطنياً يحمل صورة جائزة الأوسكار خلال حفل أكاديمية السينما في الليلة السابقة، أنها باتت اليوم محور اهتمام أوسع بكثير.

قصة Room مستمدة من حالة إليزابيث فريتزل المريعة: امرأة في الثانية والأربعين من عمرها أخبرت الشرطة في النمسا عام 2008 أن والدها احتجزها طوال 24 سنة وأنها أنجبت له سبعة أولاد. فتساءلت دونوهيو، وهي أم لولدين: كيف سيبدو الأسر والحرية من وجهة نظر ولد؟ لكن نسخة هذه القصة على الشاشة تركز أكثر على الشخصية التي تُعرف باسم {ما} وصراعها البطولي لتأمين ما يشبه الحياة الطبيعية لابنها، من التمرن واللعب إلى إعداد قالب حلوى عيد مولده، وذلك كله ضمن جدران غرفة الأسر.

صحيح أن لارسون تفاعلت مع حدة هذه القصة، إلا أن خفتها وروحها المرحة هما ما استقطبا انتباه المخرج والكاتبة.

تخبر دونوهيو: {أخبرني ليني منذ البداية أننا نحتاج إلى ممثلة يمكنها تقديم الفكاهة. لا نريد شخصاً يشير كل ما فيه إلى أنه ولد ليؤدي الأدوار الحزينة. يجب أن نختار شخصاً يملك نوعاً من الدفء الأساسي}.

لكن لارسون شعرت ببعض المخاوف. تقول: {كان السؤال الأبرز بالنسبة إلي: هل سأكون محمية؟ هل تشكل هذه بيئة آمنة بالنسبة إلي؟ عندما التقيت ليني، بدا لي هذا الدور مناسباً جداً لي}. لارسون جميلة وصغيرة القد، تتمتع بعينين بنيتين معبرتين وحس فكاهة تستخدمه لتنتقد ذاتها أولاً. فقد ذكرت بعد أن علمت أن موظفاً في المكتب أطلع أبراهامسون على فيلمها Short Term 12 عام 2013: {يتركز جمهوري الأساسي بين موظفي الاستقبال، لا يتبوأ أي أحد من معجبي منصباً أعلى}.

تبدو هذه الممثلة طبيعية وثائرة في Room، وخصوصاً أنها تظهر بشعرها غير المغسول ومن دون مساحيق تجميل.

تخبر لارسون: {عندما كنت أشاهد الأفلام في صغري، كان كل شيء يبدو لي جميلاً ولامعاً. لذلك كنت أعجز عن التفاعل معه. شعرت أن من الضروري والملح أن نقدّم مشاهد واقعية. لذلك إن كان علي أن أمثل هذه القصة، فبدا لي من الضروري أن أقدم أمراً واقعياً لا جميلاً}.

بعد أن قدمت عدداً من الأعمال الناجحة في عالم التلفزيون والأفلام المستقلة، تحاول لارسون أخيراً التقرب أكثر من الاستوديوهات، مؤدية دور أخت آيمي شومر الصغيرة في فيلم Trainwreck هذا الصيف. كذلك تشارك توم هيدلستون في الفيلم المقبل Kong: Skull Island.

تقول لارسون: {تحولت هذه المسألة إلى لعبة نتنافس فيها نحن الخمس على الدور عينه في كل مرة. أواجه أربع بنات بيض أخريات صغيرات السن. تشكل هذه بالتأكيد نظرة ضيقة جداً إلى العالم. أما إذا كنت خارج كل هذا، فتكون إذاً صديقاً حميماً أو رب عمل. وهذا مقلق حقاً. للأفلام تأثير عالمي واسع. فهي تكشف لك ماهية العالم. أبهذه الطريقة نصور العالم لأختي الصغيرة مثلاً؟

قبل تصوير Room، التقت لارسون مستشاراً في معالجة مَن تعرضوا للصدمات، وخصوصاً مَن اغتصبوا، كي تتمكن من فهم المعمعة العاطفية التي توشك أن تدخلنا.

لعل المشهد الأكثر تأثيراً في الفيلم انفجار لارسون العاطفي الذي دام أقل من دقيقة. قبل تصوير هذا المشهد، كانت الممثلة عارية القدمين وتشعر بالبرد، فيما تستمع عبر سماعة أذنين إلى أغنية Love is To Die لفرقة Warpaint. وما إن أعطاها أحد أعضاء فريق العمل الإشارة حتى بدأت التمثيل في الحال، وفق أبراهامسون.

تذكر لارسون: {لا أملك أدنى ذكرى عنه. لم أتوقع مطلقاً أن يصدر عني رد فعل مماثلا}. بعد أسبوع، سألتها ممثلة عادت إلى موقع التصوير عن حالها. وقد صُدمت لارسون حين علمت ما حدث في ذلك اليوم: {سألتني عما إذا كنت بخير. وأضافت: ألا تذكرين أنك تزحلقت ووقعت؟ كنتِ تلكميننا وتضربيننا. وصدمت رأسك. ففكرت: لا أعرف نفسي البتة}.

back to top