رمضان في معان

نشر في 16-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 16-07-2015 | 00:01
في ذاكرة الأيام حكايات للشعوب تناقلتها أجيالها، فيها من البساطة والأصالة والخصوصية ما يستحق أن يروى، وفيها لنا عبر ودروس ومواعظ تخرجنا من عصر السرعة والمادة والتعلق بأستار الرغبات وحطام الدنيا الى مساحات واسعة من الخيال وفضاءات رحبة من التقرب الى الله بنوايا صادقة.

فللشعوب الإسلامية علاقة روحية برمضان، وعشق أزلي يتجدد باستمرار، تنتظره كل عام بشوق وفرح، ارتبطت به روحا وعانقته وجداناً، وكلها باختلاف ديارها وأصولها اتفقت عبادة واختلفت طباعا وعادات وسلوكاً.

للجغرافيا والمجتمع والتاريخ آثارها في صياغة العقل الكلي وتكوين الإرث عبر السنين.

ونحن في بحثنا هذا نحاول ان نعود بالزمن الى الوراء، ونعيد الرحلة في اتجاه المنابع لأن ما تعيشه شعوب اليوم أتى من بعيد، فهناك ولدت الأسرار. نسافر من منطقة إلى أخرى نبحث عن اخبار رمضان في ذاكرة الزمن الجميل وذاكرة الناس البسطاء، لننقل اخبارا بسيطة مثل اهلها لكنها تخبرنا عن الجذور وعن التاريخ حين يدون برغبة صادقة للوصول الى الحقيقة التي تشير جميعها الى نقاء العبادة والنفوس المطمئنة.

معان أرض تزاوجت بها البداوة والمدنية، والماء والخضرة والجبل والصحراء، فسكنها الإنسان المتحضر من دون أن يتخلى عن قيمه البدوية.

أرض معان

تعتبر منطقة معان أكبر المناطق الأردنية وأقدمها سكنا، إذ قامت على أرضها العديد من الحضارات التي بقيت بعض آثارها إلى يومنا هذا، وهي أرض وطئتها أقدام الأنبياء، وأولى الأراضي الأردنية التي دخلها الإسلام، وهي أرض في غالبها صحراوية مشابهة للأراضي النجدية، بل يمكن اعتبارها امتدادا طبيعيا للجزيرة العربية ومشابهة لها في التضاريس والمناخ والسكان، وتتمتع معان بالمراعي الواسعة والمياه، ما جعلها أرضا مناسبة للقبائل البدوية الرعوية القديمة.

 واختلفت الآراء في تسمية معان، إذ يروى ان الاسم ذكر بالتوراة معون أو ماعون، ومنه جاءت التسمية الأولى، وهو رأي لم يقم عليه دليل، كما يروى أن الاسم ينسب الى الدولة المعينية التي كانت قائمة في اليمن قبل الميلاد بألف عام، وأن القوافل المعينية التجارية التي كانت تتوجه إلى الشام كانت تتوقف هناك للاستراحة، فأسمتها معان لتفريقها عن معين اليمنية، وهي تسمية لا تقوم على دليل أيضا، والأقرب الى التسمية ما ينسب الى المعين، وهو الماء الجاري الصالح للشرب، حيث تكثر فيها عيون الماء وينابيعه، وهو مصدر مهم لإقامة القبائل والرعاة، إلى جانب ما للماء من أهمية ومنه جاءت التسمية.

أهالي معان قديماً

كانت معان قديما مكانا للقبائل الرعوية وموطنا للعديد منها، ولكن العديد من هذه القبائل لم تستقر فيها دائما، بل كانت كعادة البدو لا يستقرون في أرض إلى الأبد، بل يتنقلون باستمرار ويهاجرون من أرض إلى أرض لأسباب كثيرة يراها البدوي منطقية ومقنعة، وأهمها وجود الأفضل ووفرة المرعى والماء وخطر الحروب وحمى القبائل ومنعها لمصادر المياه، والكثير من الأسباب الأخرى الداعية للترحل والتنقل بين منطقة وأخرى.

 وزار معان الرحالة البريطاني جورج أوغست عام 1845، فقال عن مركز معان المدينة، إنه مسكون بمئتي عائلة تنحدر من سبعة بطون ورجالها أقوياء البنية حمر الملامح، يمر طريق الحج الشامي في مدينتهم فيفرضون خاوة على القوافل مقابل حمايتهم من القبائل البدوية المعانية حتى يخرجوهم من صحراء معان.

 ولاحظ بيركهارت تشابه البيئتين الجغرافية والاجتماعية بين صحراء معان وصحراء الحجاز، فرآها امتدادا طبيعيا لشمال الجزيرة العربية، وهمزة الوصل بينها وبين صحراء الشام، كما رأى أن ساكني الصحراء المعانية هم في الأصل حجازيون، وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر استقرت 3 مجاميع قبلية في معان، فكانت صاحبة المنطقة الصحراوية والمدينة الى يومنا هذا.

القبائل ذات الأصول الحجازية هي التي قدمت من الحجاز واستقرت في مناطق معان وربوعها المختلفة في المئتي عام الماضية، وأكبر هذه القبائل الكراشين وينقسمون إلى الهواريين والبوهلالة والمرعي والاحمد، وال خطاب، وينقسمون الى بزايعة وفناطسة، وكذلك الحمادين والخوالدة وغيرها.

والعشائر التي قدمت من الصحراء الشامية في القرنين الأخيرين أيضا أشهرها ثلاث عشائر هي آل محمود وآل حصان والقرامسة، وقد انقطعت جذورها عن موطنها الأول في الصحراء الشامية بعد ان كانت هجرة أفرادها كاملة، ولم يتبق منهم احد هناك.

وعشائر الأردن، عشائر قدمت من مناطق الأردن الشمالية والوسط الى معان فاستقرت بها وأصبحت من اهلها، واهم هذه العشائر التلهوني والعوض والمحتسب والرواد والعقايلة وال أبو درويش.

معان قبل قرن

تعددت القرى المعانية التي أحاطت بمدينة معان خاصة في جنوبها وغربها، وكانت في معظمها بساتين وأراضي زراعية تنتج الخضار وبعض الفواكه والتبغ أيضا، في حين كان شرق معان وشمالها أرض صحراء رعوية تقطنها القبائل البدوية الرحالة.

وأما معان المدينة، فوصفها الرحالة السنوسي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بأنها قريتان متجاورتان، احداهما شامية والأخرى حجازية، والحجازية بنيت منازلها من الطوب وتحيط بها قلعة، بينما الشامية بنيت منازلها من الطين.

والحقيقة أن التسمية لا تعود الى ان معان الشامية تسكنها العشائر الشامية، والحجازية تسكنها قبائل الحجاز، بل جاءت التسميتان للتدليل على القريتين الشمالية والجنوبية، حيث تعارف العرب قديما على تسمية الجهات بالاقاليم، ولذا فقد كان كل توصيف لجهة الجنوب يقال حجازي، وكل توصيف للشمال يقال شامي، وان كان ساكنو معان الجنوبية قبل قرن من الزمان يغلب عليهم الأصول الحجازية، ومثله في معان الشمالية إذ يغلب الأصل الشامي، وكان يفصل القريتين المعانيتين واد ضيق كان مجرى لسيول الأمطار.

استقبال الشهر

عرفت معان بأنها منطقة تجارية تأتيها البضائع من مصر والحجاز والشام، وقد درجت قوافل التجار أن تحط رحالها بها فتتم عمليات البيع والشراء بين التجار المعانيين وهذه القوافل، ثم تتزود بحاجاتها من الطعام وبعض البضائع قبل ان ترحل الى ديارها، كما ان معان كانت محطة مهمة لقوافل الحجاج الشامية التي تتوقف بجوار المدينة لتتزود بحاجاتها من الطعام والشراب قبل التوجه الى الحجاز.

 وهذا النوع من الحركة جعل من المدينة سوقا حيويا وغنيا بالبضائع والسلع، ومقصدا للمتبضعين والمتسوقين من القرى والصحراء المجاورة، الأمر الذي كان ينعش سوق معان ويزوده بالبضائع دائما دون انقطاع، ويجعله سوقا رمضانيا لأهلها يوفر بضائعهم كاملة ولا يحتاجون الى سوق آخر يتبضعون منه.

وفوق قلاعها كان المعانيون يجتمعون في اليوم الأخير من شهر شعبان ليستهلوا، وكان خروجهم في الماضي جماعات يتقدمهم وجهاء العشائر والعائلات وتجار معان وبعض رجال الدين وأئمة المساجد ومعلمو الكتاتيب، وكانت القلعة الجنوبية المعروفة بقلعة سليمان والمنطار موقعين مفضلين للاستهلال لدى المعانيين في الماضي.

وقلعة سليمان تنسب للسلطان سليمان القانوني العثماني الذي تذكر الروايات انه بناها في عام 1559م، وجعلها ثكنة عسكرية على طريق الحج الشامي، فتجمعت بعض القبائل والاسر، وسكنت بجوارها طلبا للأمان والرزق، أما المنطار فهو مكان مرتفع في معان الجنوبية مستو في أعلاه يتوسطه عمود خشبي فيه مسمار حديدي كبير يعلق فيه قنديل او فانوس للإنارة الليلية، وقد تعود أهالي معان الحجازية أن يجلسوا هناك في أيام السنة الاخرى لانتظار وصول رعاة الأغنام في المغرب من اجل تسلم اغنامهم، وفي رمضان وبعض أيام الخريف وأواخر الربيع يجلس الأهالي في المساء للسمر والالتقاء ببعضهم.

وأما في معان الشامية فكان الاستهلال في القرن الماضي يتم فوق تلة غربية بجوار قصر الفناطسة في الساحة التي تقع امام مضافة القصر تحديدا، وكذلك في الساحة المقابلة لديوان خشمان أبو كركي قرب القلعة، على أن الأهالي في قسمي معان كانوا يتواصلون بينهم في الاستهلال وغير الاستهلال ويتبادلون الاخبار والتهاني والتعازي وكل المشتركات والمفترقات.

مدفع الإفطار والسحور

لم تعرف معان بقسميها الجنوبي والشمالي المسحراتي أبدا، إذ لم تكن بحجمها الصغير وبيوتها المتجاورة بحاجة له، اذ كان المدفع يغنيها عن طبلة المسحراتي وكلماته التي كان الناس في المدن العربية الأخرى ألفوها، وقد تم نصب المدفع الرمضاني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في تلة المنطار، ومن المكان جاءت تسمية مدفع المنطار، وكان المدفع تركيا وضع لهذه المهمة فقط، وكان المدفعجي من عشيرة الكراشين، وتوارث ابناؤه المهنة حتى أصبحت اسرتهم الان تسمى اسرة المدفعجي حتى بعد انتقالها الى عمان في ستينيات القرن الماضي.

 وكان المدفعجي يجهز المدفع قبل الغروب وينتظر صعود مؤذن مسجد السوق فوق منارة المسجد ورفعه راية بيضاء دلالة على حلول وقت المغرب، ليطلق المدفع طلقته التي تحدث دويا هائلا يكفي ان يسمعها أهالي معان بقسميها، وأما في السحور فلم يكن المدفعجي بحاجة الى راية المؤذن، إذ كان بإمكانه ان يتوقع الوقت المناسب للسحور ليطلق مدفعه، فتنهض النساء على دوي الصوت، ويقمن بتجهيز السحور قبل ان يعملن على ايقاظ افراد الاسرة.

 السوق القديم

كانت بداية نشأة السوق بعض الدكاكين القديمة التي تم بناؤها بطريقة بدائية بجوار القلعة العثمانية في أوائل القرن السابع عشر للاستفادة من مرور القوافل الشامية المتجهة للحجاز أو العائدة من هناك، ثم بدأ السوق يكبر، وعدد السكان يزداد، وكذلك القوافل التي تمر بالقرية أيضا، وقد كان السوق في أواخر القرن التاسع عشر، وهي الفترة الحقيقية لنشأته الثانية، من اكبر أسواق الأردن، وكان يمتد من القلعة العثمانية الى الشمال بطول يزيد على كيلومتر، ثم تمت توسعته في عام 1921م عندما وصلت الى معان طلائع الجيش العربي الحجازي الذي حارب العثمانيين، وقاد ما عرف في التاريخ بالثورة العربية الكبرى. وكانت الحوانيت تقع بصفين متقابلين يفصلهما شارع مرصوف بالحجارة المحلية المصقولة، وتعددت الأسماء التي حملها السوق خلال ثلاثة قرون من الزمن، فسمي أولا سوق معان، لأن معان في القرن السابع عشر كانت محطة استراحة رئيسية للدرب الشامي، ومعظم السلع التي كانت تباع به في النشأة الأولى كانت الخضار والفواكه والدواجن واللحوم والعديد من الأغذية الأخرى، ثم سمي سوق البدو في فترة لاحقة، لأنه كان يعج بالزبائن البدو القادمين من الجنوب والشمال والشرق، حيث كانوا يجدون حاجاتهم من الأغذية والاقمشة والكماليات مثل التمور والقمح والازر والملابس والبن والتبغ والسلاح والاعلاف ومستلزمات الخيول كالحذوات والأسرجة، في حين كان السوق مكانا مناسبا يبيع فيه البدو منتجاتهم من الابل والماشية والدهن والالبان ومنتجاتها والصوف والوبر والحطب والاعشاب البرية.

وسمي بعد ذلك سوق عقيل، لأنه أصبح محطة لقبيلة عقيل التي كان افرادها يتوقفون فيه لأسابيع وهم في طريقهم الى الشام، ومثلها عند العودة الى نجد، ومنذ عام 1921م بعد توسعته وترميم الجزء القديم منه اصبح يسمى السوق القديم او سوق معان.

وفي شهر رمضان كان الناس يأتونه من معان ومن القرى المجاورة والمناطق الصحراوية ليتبضعوا منه حاجاتهم للشهر الكريم، فيشهد السوق ازدحاما وحركة مبيعات كبرى في موسم رمضان، حيث تأتيه القوافل التجارية من كل الارجاء، وتتم بمقاهيه والدواوين القريبة منه صفقات تجارية كبيرة بمواصفات تلك الفترة، وكان أهالي معان يشترون التمور وزيت الزيتون والأرز والقمح والشاي والسكر والقهوة والعديد من السلع الأخرى، كما كان الطلب على الخضار وبعض الالبان والاطعمة المطبوخة يوميا.

السهرات الرمضانية

كان المعانيون يسعون الى الخروج من منازلهم بعد الإفطار مباشرة، اما للترفيه عن انفسهم او للعبادة، ورغم بساطة الحياة المعانية في الماضي فإن ما كان متوفرا في الجانب الترفيهي المعاني لم يكن يقل عما كان متوفرا في المدن العربية الكبرى في تلك الفترة، وكان الناس يذهبون الى المساجد لأداء التراويح والقيام، ولعل اشهر مساجد معان القديمة التي كانت عامرة بالمصلين في رمضان المسجد التركي الطيني، الذي كان يقع جنوبي القلعة، والذي دمره الطوفان عام 1966م، ومسجد علي الشايب الذي بني منتصف القرن التاسع عشر بمئذنة طينية مرتفعة، ويسمى أيضا مسجد علي العقايلة وهو الرجل الذي بناه، والمسجد الهاشمي الذي شيد في عشرينيات القرن العشرين، وجامع السوق ذو المئذنة العالية، وهو أكبر مساجد معان في بداية القرن العشرين.

وعرفت معان بالتكايا الصوفية وحلقات الإنشاد، وأشهرها مقام الشيخ عبدالله الواقع شرق السوق الكبير وهو من الاولياء الصالحين الذين تعود الناس على زيارتهم في رمضان وغير رمضان في كل الأوقات، وقبر الشيخ محمد في الواحة، وهو احد امراء الحج الاتراك، وتوفي اثناء مروره بمعان، وتعودت المعانيات على وضع الحناء فوق حائطه تبركا، وام جديع وهي عجوز مباركة تعالج المرضي، ولما توفيت صار قبرها مزارا يقصده الناس، وزاوية الشيخ الدباغ غرب السوق التي يحضرها عشاق الانشاد والمدائح في ليالي رمضان، وهناك زاوية أخرى في الشامية تديرها اسرة من الفلوغة عرفت بالتصوف والمديح.

أما المقاهي فقد تعددت قديما، إذ كان اشهرها قهوة درويش عكاوي وقهوة عيسى السمندر وكلاهما كانتا من مقاهي الكبار والوجهاء وبعض الزوار من التجار والمسافرين، وكانتا تقدمان الشاي والقهوة والأراجيل، خاصة أن موقع القهوتين كان مناسبا للوجهاء والتجار والمسافرين، حيث كانتا بجوار القلعة ومسجد علي الشايب. أما المقاهي التي كانت تطيل السهر في رمضان ويطول بها السمر فهي المقاهي التي كان يرتادها أهالي معان البسطاء، مثل قهوة محمود كريشان ومقهى أبو مرعي دويرج، ومقهى حامد الشراري، ومقهى التلهوني ومقهى ابن حامد الخطيب وكلها في الحجازية. أما مقاهي الشامية فأشهرها قهوة محمود الحاج حسين وقهوة أبو عودة وقهوة ابن مطر وقهوة محمود النسعة.

وعن الدواوين والمجالس الأهلية فكانت كثيرة، أشهرها في أواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين ديوان أبو تايه، وديوان الدحيلان، وديوان أبو ظهير، وديوان محمود حسن، وديوان الخوالدة ومضافة محمود باشا كريشان.

متنزهات قديمة

تعود أهالي معان ان يخرجوا للعديد من المتنزهات القديمة في الفترة التي تلي صلاة العصر في رمضان لقضاء الساعات التي تسبق الفطور بالتنزه في تلك المواقع خاصة الرجال والأولاد، وتعددت المتنزهات القديمة التي كان يذهب لها المعانيون في رمضان وغير رمضان، أهمها عين الانجاصة، وهي عين ماء يخرج ماؤها من جوف صخرة، وكانت باردة عذبة في الصيف دافئة في الشتاء تقع غربي القلعة العثمانية، وكانت متاحة لكل المعانيين قبل أن يتملكها ال قباعة، وبركة سليمان وهي بركة أسسها سليمان القانوني في القرن السادس عشر، والمقبرة القديمة التي كان الناس يزورون امواتهم المدفونين فيها عصر رمضان، حيث تكتظ بالزوار، كما كانت في الشامية مقبرة أخرى احدث من القديمة لكن لا يزورها احد. أما ام جديع فهي صخرة تعود لامرأة مباركة اسمها ام جديع تزورها العجائز في رمضان فتلطخها بالحناء لتتبارك بها، إذ تقول الأسطورة ان ام جديع امرأة صالحة دخلت في الصخرة ولم تخرج، وأصبحت الصخرة قبرها، والغدير ويقع في معان الشامية، إذ كان الأهالي يسبحون به في الصيف لبرودة مياهه، وتوجد بعض البرك الأخرى التي يقصدها المعانيون مثلما يقصدون الغدير، منها بركة الخوالدة وكانت تقع قرب الغدير، وبركة النخلة وكانت تقع بين بساتين الشامية، وبركة الخورة وكانت لقبيلة الخورة قبل ان تترك معان وتهاجر لتصبح البركة غير مملوكة لأحد، كذلك كانت العديد من العيون القديمة التي يقصدها المعانيون في شهر رمضان وبقية الشهور مثل عين فياض وعين الحاج وبير السبيل والكراشين وعين الساحة وعين الخماسي وعيون الضواوي.

*كاتب وباحث كويتي

back to top