فحوص العظام الهشَّة... هل تخضع لها؟

نشر في 10-10-2015
آخر تحديث 10-10-2015 | 00:01
No Image Caption
يُصاب الرجال أيضاً بترقق العظم. ولكن تأمل أولاً في عوامل الخطر قبل أن تقرر الخضوع لفحص لقوة العظام.
يختلف جسم الرجل عن جسم المرأة بطرق عدة، إلا أننا نملك جميعاً العظام. وبينما نتقدم في السن، يفقد عدد من هذه العظام قوته ويجعلنا أكثر عرضة لخطر الإصابة بكسور في الورك أو العمود الفقري. إذاً، لا يُعتبر مشكلة صحية تقتصر على المرأة.
يذكر الدكتور دانيال سلمون، بروفسور متخصص في الطب في مستشفى Brigham and Women’s التابع لجامعة هارفارد: «حتى إن كنت رجلاً، تظل عرضة لترقق العظام».

يهدف الخضوع لفحوص بغية اكتشاف ترقق العظام المخفي إلى تفادي الكسور الكبيرة في الورك والعمود الفقري. تحدث هذه عادة في مرحلة أكثر تأخراً من حياة الرجل، مقارنة بالمرأة، إلا أنها قد تكون أكثر خطورة في حالة الرجل. «تشير التقديرات إلى أن 20% من الناس لا يتخطون السنة الأولى بعد كسر وركهم، والوضع أكثر سوءاً بقليل بين الرجال»، وفق الدكتور سلمون.

فحص كثافة العظام للجميع؟

يُعتبر مسح امتصاص الأشعة السينية الثنائي البواعث (DEXA) الفحص الأكثر دقة لهشاشة العظام. في هذا الفحص، تتمدد على طاولة، فيما تقيس آلة مقدار طاقة الأشعة الثنائية الذي يُمتص في مواضع أساسية، مثل الورك، أسفل العمود الفقري، والذراع أيضاً. وكلما كانت عظامك أقوى وأكثر كثافة، ازدادت كمية الأشعة التي تمتصها. يستغرق الفحص عادةً خمس دقائق. ويغطيه بعض شركات التأمين إن كان الرجال يواجهون عوامل خطر ترقق العظام.

تنصح جمعية الغدد الصماء والمؤسسة الوطنية لترقق العظام في الولايات المتحدة بخضوع كل الرجال الذين تخطوا سن السبعين لهذا الفحص بغية التحقق من ترقق العظام الخفي. في المقابل، يرفض فريق عمل الخدمات الوقائية الأميركي (وهو مجلس خبراء مستقل يعمل في مجال الرعاية الأولية) إصدار التوصيات بشأن هذا الفحص، سواء تأييداً أو رفضاً، في حالة الرجال مهما بلغت سنهم. فيعتبر فريق العمل هذا أن الأدلة المتوافرة غير كافية لتحديد ما إذا كانت فوائد الفحص بالنسبة إلى الرجال تفوق بكل وضوح الكلفة الإضافية وأذى العلاج المحتمل، مثل التأثيرات الجانبية التي تسببها أدوية ترقق العظام.

ولكن ما العمل عندما لا يتفق الخبراء على رأي واحد؟ من الأفضل أن تناقش  المسألة مع طبيبك وأن تأخذ في الاعتبار مدى مخاوفك الشخصية بشأن صحة عظامك.

مَن الأكثر عرضة؟

من المؤكد أن على الرجل، حتى لو لم يبلغ السبعين من العمر، التفكير في الخضوع لمسح امتصاص الأشعة السينية الثنائي البواعث، إن كان يعاني بعض عوامل الخطر التي تهدد بإصابته بترقق العظام. إذا كنت تواجه عوامل خطر لا يعني ذلك بالضرورة أنك ستُصاب بترقق العظام أو أنك تحتاج إلى أدوية تعزز قوة عظامك. يساهم تحديد عوامل الخطر فحسب في معرفة الرجال الذين قد يستفيدون من مسح امتصاص الأشعة السينية الثنائي البواعث. ومن الممكن للعوامل التالية أن تميل كفة الميزان لصالح الخضوع للفحص:

• كسر بسبب صدمة بسيطة: يحدث الكسر الناجم عن صدمة خفيفة من دون تعرض العظام لضربة قوية. على سبيل المثال، إن سقطت وأنت واقف على الأرض وكسرت ذراعك، فقد يشكل هذا إشارة إلى تراجع قوة العظام.

• الأدوية: قد يحد بعض الأدوية من قوة العظام. ومن أبرزها الأدوية القوية المضادة للالتهاب التي تُدعى ستيرويدات قشرية، بما فيها الكورتيزون والبريدنيزون. فتناولها فترة طويلة أو بجرعات عالية قد يؤدي إلى خسارة العظام. كذلك يُعتبر الرجال الذين خضعوا لعلاج بالهرمونات لمداواة سرطان البروستات أكثر عرضة.

• الحالات الهرمونية: ترتبط الإصابة بانخفاض غير طبيعي في التيستوسترون لفترة طويلة (قصور الغدد التناسلية) بارتفاع خطر خسارة العظام. كذلك قد يؤثر مرض الغدة الدرقية غير المعالج في صحة العظام.

كيف نحمي العظام؟

يستطيع الرجال في أي سن العمل على الحفاظ على صحة عظامهم. وتشمل هذه العملية الخطوات الأساسية التالية:

• تناول غذاء صحياً ومتنوعاً، وخصوصاً الأطعمة الغنية بالكالسيوم. يساهم تزويد الجسم بكمية كافية من الكالسيوم في استبدال العظام التالفة. ومن المفترض أن تتناول 1200 مليغرام يومياً، ويُفضل أن تكون من الغذاء.

• احصل على كمية كافية من الفيتامين D. تساعد هذه المادة الغذائية الجسم على امتصاص الكالسيوم. يُنتج الجلد الفيتامين D عندما يتعرض لنور الشمس. وتحصل على القليل منه أيضاً من خلال الغذاء. من المفترض أن يحصل الرجال على 600 إلى 800 وحدة دولية من الفيتامين D يومياً.

• قم باستمرار بتمارين تشمل حمل وزن الجسم. تشمل هذه المشي السريع، الركض، وركوب الدراجة. فيعزز كل ما يمارس القوة على العظام عملية بناء مهمة لها.

ماذا عن تناول المكملات الغذائية للحصول على الكمية الموصى بها من الكالسيوم والفيتامين D؟

لم تبرهن الأبحاث الأخيرة أن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم والفيتامين D تساهم في تفادي الكسور، التي تُعتبر مصدر الخطر الأساسي بالنسبة إلى العظام الهشة. علاوة على ذلك، ترتبط المكملات الغذائية التي تحتوي على جرعات عالية من الكالسيوم بارتفاع خطر الإصابة بمرض القلب. إذاً لا يزال هذا المجال من الطب مبهماً، لذلك اسأل طبيبك عما تحمله المكملات الغذائية من مخاطر وفوائد محتملة بالنسبة إلى صحة العظام قبل تناولها.

back to top