الإرهاب المتنقل يضرب مالي

... وفرنسا تستنفر رعاياها عالمياً

نشر في 21-11-2015
آخر تحديث 21-11-2015 | 00:13
يهاجم «راديسون» باماكو ويقتل 27 من نزلائه

• نجاة قياديين كبار بالاستخبارات الجزائرية

• قوات من النخبة الفرنسية والأميركية تقدم الدعم للجيش

• كاميرات المترو صوَّرت مدبر اعتداءات باريس

• «القاعدة»
مع انشغال العالم بتبعات هجمات باريس الدموية، ضرب الإرهاب المتنقل العاصمة المالية باماكو أمس بهجوم مباغت استهدفت خلاله مجموعة مسلحة فندق راديسون بلو الفاخر، واحتجزت على إثره 170 رهينة، قبل أن يتمكن الجيش مدعوماً بقوات خاصة أميركية وفرنسية من تحرير العشرات، أغلبهم فرنسيون وأميركيون ومسؤولون عسكريون جزائريون.

بعد تمام الأسبوع على اعتداءات باريس الدامية، هاجمت مجموعة مدججة بالأسلحة صباح أمس فندق "راديسون بلو" الفاخر في مدينة باماكو عاصمة مالي أمس الجمعة، واحتجزت 170 رهينة أغلبهم فرنسيون وأميركيون، وبينهم قيادي بالاستخبارات الجزائرية وعسكريون كبار تصادف وجودهم ضمن وفد رسمي لإجراء مفاوضات تتعلق بمبادرة الجزائر للاتفاق بين الأزواد ومالي، بحسب ما أفادت أمس مصادر مطلعة "الجريدة".

وأعلن فرع تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" وجماعة "المرابطون" المرتبطة به والمتمركزة في شمال مالي وأغلب عناصرها من الطوارق والعرب مسؤوليتهما عن الهجوم واحتجاز الرهائن بداخل فندق "راديسون بلو"، الذي يحظى بشعبية لدى المسؤولين والمواطنين الغربيين، إضافة إلى موظفي شركات الطيران في مقدمتها "إير فرانس" والخطوط التركية.

ووفق موقع "الأخبار" الموريتاني، فإن "القاعدة في المغرب" و"المرابطون"، بقيادة الجزائري مختار بلمختار، الذي تقول الحكومة الليبية، إنه قتل الصيف الماضي بغارة جوية أميركية لم تؤكدها واشنطن، اشترطا لإطلاق سراح الرهائن الإفراج عن مقاتلين متشددين من سجون الحكومة المالية.

وأعلنت مجموعة "ريزيدور" المالكة لـ"راديسون بلو" أن مجموعة أشخاص، قدرتهم مصادر بنحو عشرة، دخلوا الفندق على متن سيارة تحمل لوحات دبلوماسية وصعدوا إلى أحد الطوابق العليا بالمبنى قبل أن يقتحموا أحد الأبواب ويتعالى دوي إطلاق النار، مؤكدة أنهم احتجزوا رهائن تشمل "140 نزيلاً و30 موظفاً".

مداهمة وصمود

وبعد ساعات من الاستنفار، أعلن الجيش المالي انتهاء عملية احتجاز الرهائن، بعد مداهمة القوات الخاصة المنطقة التي يقع بها الفندق وتم الإفراج عن عشرات الرهائن، في حين تمكن آخرون من الهرب بمفردهم بحسب وزير الأمن الكولونيل سليف تراوري، الذي أكد لاحقاً أنه تم تحرير جميع الرهائن.

وبينما أكد مسؤول بالأمم المتحدة مشاهدة قوات حفظ السلام نحو 27 جثة في طابقين بالفندق، الذي يضم 195 غرفة، موضحاً أن 12 جثة في القبو و15 جثة أخرى في الطابق الثاني، أكد متحدث باسم وزارة الأمن أن المجموعة لا تزال صامدة في مواجهة قوات الأمن حتى بعد إجلاء كل المدنيين من المبنى، مشيراً إلى أنه "عثر على 18 جثة، بينها مسؤول في المجلس الإقليمي البلجيكي وإرهابيان من المجموعة".

ووقع الهجوم على الفندق، الذي تنزل فيه طواقم شركات الطيران، الساعة السابعة صباحاً بتوقيت غرينتش، بعد أسبوع تحديداً من الهجمات الدامية التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وأوقعت نحو 130 قتيلاً في باريس.

هولاند يحذر

وفي باريس، حيث انطلق نحو 40 دركياً من قوات النخبة إلى مالي على إثر الهجوم، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، الفرنسيين الموجودين "في بلدان حساسة" لاتخاذ "احتياطاتهم".

وعلى هامش اجتماع حول مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ في باريس الذي سيبدأ في 30 الجاري بحضور أكثر من 120 من قادة العالم، قال هولاند: "يوجد سياح أو مسؤولو شركات من جنسيات عديدة" في الفندق الذي استهدفه مهاجمون يحملون أسلحة ثقيلة في باماكو، مطالباً الموجودين في مالي الاتصال بسفارة فرنسا "لحمايتهم".

ووفق إدارة الخطوط الجوية "إير فرانس" فإن 12 موظفاً من الشركة كانوا موجودين في الفندق ساعة الهجوم لكنهم باتوا في "مكان آمن".

تدخل أميركي

وفي واشنطن، أعلنت المتحدثة باسم "البنتاغون" الكولونيل ميشيل بالدانزا أنها اطمأنت على 22 من العسكريين والمدنيين كانوا بالفندق، مؤكدة أنه لم ترد أي أنباء عن إصابات بين أفرادها.

وأشارت بالدانزا إلى أن عناصر قيادة العمليات الخاصة الأمامية الشمالية وغرب إفريقيا ساعدوا في جهود احتواء الأزمة، مبينة أن القوات الأميركية ساعدت على نقل مدنيين الى مواقع آمنة، بينما كانت القوات المالية تطهر الفندق من المسلحين.

اعتداءات باريس

وبينما أعلن رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس، أمس، أن إجمالى عدد ضحايا اعتداءات باريس بلغ 130 قتيلا و350 مصاباً، أفاد مصدر من الشرطة بأن مدبر هجمات 13 أكتوبر عبدالحميد أباعود رصدته كاميرات محطة المترو في مونتروي (الضاحية الشرقية لباريس) قرابة الساعة 21:00 ليلة تنفيذ المجزرة.

وذلك يثبت أن أباعود الذي قتل في مداهمة للشرطة الاربعاء كان على مقربة من المكان الذي تركت فيه سيارة سيات سوداء استخدمتها مجموعة من ثلاثة رجال فتحوا النار على مقاه ومطاعم في 13 نوفمبر.

وضمن هذه المجموعة كان إبراهيم عبدالسلام، الذي فجر نفسه في المكان، وتم تحديد هويته من بصماته على بندقية هجومية عثر عليها في السيارة. أما شقيقه الأصغر صلاح الذي فقد أثره، فقد تسلل على الأرجح الى بلجيكا بفضل شريكين وجهت اليهما السلطات هناك الاتهام، فهو يشتبه ايضا بانتمائه الى هذه المجموعة.

رقابة على الحدود

وفي بروكسل، تعهد وزراء الداخلية والعدل الأوروبيون بأن يعتمدوا بحلول نهاية 2015 "سجل معطيات المسافرين جواً" وتعزيز مكافحة تهريب السلاح في البلقان والتعزيز "الفوري" للمراقبة على الحدود، بما في ذلك مراقبة الأوروبيين.

وفي وقت أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستقترح "بحلول نهاية العام" مراجعة لقواعد فضاء شنغن، في الاتجاه ذاته، قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف، أمس، إن دول الاتحاد الأوروبي اتفقت على خطط لإنشاء سجل بأسماء ركاب الطائرات وشن حملة على تهريب الأسلحة وتشديد الرقابة على الحدود.

حذر إيطالي

وفي روما، وضعت أجهزة الأمن الإيطالية في حالة التأهب التام، بعد تحذيرات وزارة الخارجية الأميركية من احتمال وقوع عمليات إرهابية في إيطاليا على نحو هجمات باريس.

وتعليقا على تحذيرات طالبت فيها سفارة الولايات المتحدة بروما رعاياها بتوخي الحذر، قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني: بلادنا تأخذ على محمل الجد جميع المعلومات، ولاسيما تلك التي ترد من زملائنا الأميركيين".

(باماكو، باريس، واشنطن -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top