خطاب مفتوح لأهل الكويت

نشر في 02-07-2015
آخر تحديث 02-07-2015 | 00:01
 د.نجم عبدالكريم أولاً هنيئاً لكم هذا التلاحم، وهذه الوحدة الوطنية التي تجلت - كمعجزة - بعد أن قضت على كل ما كان سائداً من طائفية!

وهذه المعجزة نبعت من كلمة صادقة قالها حبيب الكويت عندما زار مسجد الإمام الصادق عقب الانفجار وعبر بكل صدق: "كلهم عيالي".

• وتماشياً مع مقولة النفري: "إذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة"، فإن عباراتي هنا ستكون موجهة إليكم بحجم اتساع فداحة الكارثة التي استشعرتها، لأقول:

• هناك ساعات حرجة يبلغ القهر فيها ذروة قوته، ويبلغ الصبر أقسى محنته، فالثبات في هذه الساعات هو نقطة التحول التي تحدد مدى قوتكم وقدرتكم، وهذا ما أثبتموه في تلاحمكم.

• وكلي ثقة أن طريق المجد والعظمة لا يأتي بدون رجال يعرفون ما هو "المجد"، ليصنعوا لوطنهم العظمة، ومما لاشك فيه أن صنع كويت جديدة قادم لا محالة!

• فلا نجعل بعضنا يتحسر على الماضي، والبعض الآخر يخشى من المستقبل، فالمستقبل بعون الله زاهر.

• بالطبع سوف يشمر اللصوص والانتهازيون عن السواعد للدفاع ليس حباً في الوطن بل استعداداً للسرقات الجديدة إذا ما حدث جديد! إنها عقلية تجار الحروب!

لكن العقل القوي الدائم الأمل لديه دائماً ما يبعث على القوة! وهذا هو المعروف عن قائد الكويت، وما هي إلا أيام وستنتهي الإفاقة من الصدمة، لتساهموا جميعاً في نتيجة ستسفر عنها قرارات المستقبل القريب!

• وامتلاك الإرادة لإصلاح الخلل الذي صادفنا في السنوات الماضية يقتضي منا:

- روح المبادرة.

- روح التجديد.

- روح احترام القانون.

- روح الحزم في التنفيذ.

• وإذا كان الغزو الغاشم قد جعل البعض لا يتعظون، فإن هذه الفاجعة يُفترض أن تجعل الجميع في منتهى اليقظة.

• أما أولئك الذين كانوا يزايدون راكبين موجات الخلافات السابقة فأقول لهم:

شبعتم حتى أتخمتم! بل وترهلتم! انتهى دوركم واستحوا على أنفسكم! أوصلتم البلاد إلى حافة الخطر!

نعم، لقد انتهى عصر السمك الميت الذي تتقاذفه الأمواج، وجاء عصر الذي يجيد السباحة ضد التيار!

• ووالله إن الثقة التي سيوليها أبناء كويت ما بعد الجمعة الدامي لوطنهم، ستجعلهم يعضون بالنواجذ للنهوض بهذا الوطن!

• أقول هذا لأن هناك:

من يرى الكويت بقرة حلوباً يرتع من خيرها! بينما وطنه الحقيقي هو أرصدته! وأمواله المودعة في الخارج!

وأنتم - يا من أخاطبكم - ليس لكم من وطن سوى الكويت!

أما التخطيط للمستقبل فليس فيه استحالة مادام كل واحد منكم يعرف كيف يصل إلى هدفه مستغلاً الزمان والمكان والظرف، والطاقات البشرية متوفرة ولله الحمد.

لأن الكارثة: هناك من هو مخلص في البحث عن مخرج لها لعدم تكرارها، وهناك من يجدها فرصة ليشغل نفسه بها!

***

• وكم تمنيت على أولئك الذين قاموا بتدريب هذا الشاب لاقتحام مسجد الإمام الصادق لو أنهم دربوه على اقتحام من يحتلون المسجد الأقصى، ولكن: "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".

بقيت لي كلمة أخيرة سأقتبسها من مقولة لحمزاتوف: "نحن في انتظار (وردة) بذورها بين يديك!" وكلنا ثقة بأنك ستزرعها يا صاحب السمو!.  

back to top