لِمَ يؤثر كيري سورية على السلام الإسرائيلي - الفلسطيني؟

نشر في 02-11-2015
آخر تحديث 02-11-2015 | 00:01
 المونيتور عاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري من رحلة دامت خمسة أيام إلى أوروبا والشرق الأوسط ركزت على الترويج لعملية دبلوماسية بشأن سورية، التي صار بعض حلفاء الولايات المتحدة المقربين في أوروبا والمنطقة يعتبرونها اليوم أولوية تزداد إلحاحاً، صحيح أن كيري التقى أيضاً خلال رحلته هذه القادة الإسرائيليين، والفلسطينيين، والأردنيين واقترح تدابير هدفها إعادة الهدوء، إلا أن الدبلوماسيين والمسؤولين الحاليين والسابقين استبعدوا تماماً انطلاق الولايات المتحدة في حملة جديدة للترويج للسلام الإسرائيلي-الفلسطيني لأن احتمال تحقيق التقدم يبدو ضئيلاً جداً ولأن الحاجة الملحة إلى إنهاء الحرب السورية المستعرة منذ نحو أربع سنوات ونصف السنة، مواجهة خطر «داعش»، والحد من تدفق اللاجئين السوريين تحولت إلى أولويات أمنية وطنية، وخصوصاً في أوروبا.

أخبر غيث العمري، خبير في الشؤون الفلسطينية في معهد سياسة الشرق الأدنى في واشنطن، Al-Monitor في 26 أكتوبر: «تعتبر الولايات المتحدة وأوروبا سورية الأولوية التالية، فقد تحولت سورية إلى نقطة محورية مهمة بالنسبة إلى الأوروبيين خصوصاً. لذلك لا أرى أي زخم للتعاطي مع أي مسألة أخرى».

يضيف العمري: «على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية، لا أرى أي احتمال للتقدم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من جهة أخرى، فمن غير المنطقي إطلاق مسألة يرفض كلا القائدين التعاون فيها».

أما في الشأن السوري، «فنشعر بإلحاح الوضع»، حسبما أخبر كيري المراسلين بعد لقائه وزراء خارجية روسيا، والمملكة العربية السعودية، وتركيا في فيينا، وذكر أننا قد نشهد لقاء متابعة نحو الثلاثين من أكتوبر في باريس سيشمل عدداً أكبر من الأطراف.

اقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تضم محادثات المتابعة مصر وإيران من بين أطراف أخرى.

أخبر لافروف المراسلين: «يقوم موقفنا في المقام الأول على دفع السوريين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وثانياً، تأسيس مجموعة دعم شاملة وموثوق بها يشارك فيها عدد أكبر بكثير من الدول، ولا تقتصر على تلك التي شاركت في لقاء اليوم».

لكن النقطة المحتملة التي يجب التفكير فيها: هل تقبل المملكة العربية السعودية المشاركة في محادثات متعددة الأطراف قد تشمل إيران؟ وهل من أفكار بديلة تُبحث في الوقت الراهن، مثل إجراء محادثات مع بعض الأطراف في غرف مختلفة؟

أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنهم حققوا بعض التقدم في تقريب المواقف بين الأطراف بشأن رؤيتهم للمسيرة السورية، في حين نشهد، على ما يبدو، تنامي الزخم لمسيرة سياسية سورية، تحتل المسألة الإسرائيلية-الفلسطينية مرتبة دنيا إلى حد كبير.

أفاد كيري أن إسرائيل قبلت باقتراح العاهل الأردني، الملك عبدالله، بتزويد الحرم المقدسي الشريف في القدس بكاميرات كتدبير لمحاولة الحد من التوتر، كذلك شدد نتنياهو في بيان أصدره في تلك الأمسية عينها على فكرة أن إسرائيل لا تسعى إلى تغيير الوضع القائم في ذلك الموقع، الذي يستطيع المسلمون الصلاة فيه وغير المسلمين زيارته.

ولكن علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كانت هذه التدابير ستنجح في التخفيف من العنف.

ذكر إيان غولدنبيرغ، مساعد سابق لمبعوث وزارة الخارجية الأميركية للسلام إلى الشرق الأوسط مارتن إنديك، أن الإدارة الأميركية لا ترى الفرص مؤاتية لإطلاق حملة كبيرة للترويج للسلام الإسرائيلي-الفلسطيني، إلا أن من الضروري اتخاذ الخطوات لتحقيق هدف محدود: محاولة منع اندلاع موجة واسعة جديدة من أعمال العنف.

تشعر «كل الأطراف اليوم أنه ما من مجال لإجراء مفاوضات إسرائيلية-فلسطينية جدية، ولكن يجب أن تسعى السياسة الأميركية لاتخاذ خطوات فاعلة بغية إبقاء حل إقامة دولتين قابلاً للتنفيذ لاحقاً».

عند سؤاله عن بعض التقارير التي تزعم أن كيري أحبط لقاء بين نتنياهو وعباس، أجاب غولدنبيرغ أنه لا يعرف ما إذا كان هذا صحيحاً أو لا، غير أنه أشار إلى أن هذين الزعيمين لا يحب أحدهما الآخر ولا يثق أحدهما بالآخر، وأن من المستبعد أن يسفر اجتماع مماثل عن أي أمر إيجابي. ثم أضاف: «لم يلتقيا سوى مرات قليلة، ولا يحب أحدهما الآخر. ونظراً إلى تجربتنا السابقة، تبدو الولايات المتحدة مترددة في عقد لقاء بينهما».

ذكر العمري، مشيراً إلى لقاء مقترح بين نتنياهو وعباس: «أشك أن هذا مطروح». صحيح أن «نتنياهو يعلن دوماً أنه مستعد للقاء عباس في أي مكان وأي وقت، إلا أن عباس لا يبدو متحمساً للقاء سيستغله نتنياهو ليقول إن الأمور على ما يُرام مع أنها ليست كذلك. تُعتبر لقاءات مماثلة مكلفة، إن لم تشمل ما يمكن تحقيقه، مما يعني أن الفلسطينيين سيكونون خاسرين في مطلق الأحوال».

back to top