الليزر... هل يعيد صقل الوجه؟
ألا ترغبين في اللجوء إلى الجراحة أو الحقن؟ برزت أجهزة ليزر جديدة تعمل من الداخل لشد البشرة وإعادة رسم الوجه. لكن هل تحقق هذه التقنيات جميع الوعود التي تطلقها؟ أصبح مبدأ أجهزة الليزر معروفاً وشائع الاستعمال وهو يرتكز على بث الحرارة التي تسخّن البشرة بما يكفي كي تنقبض ألياف الكولاجين وتزيد سماكة البشرة من دون إحراقها. لتحقيق هذه الغاية، تكون أجهزة الليزر المصمَّمة لرسم الوجه مزودة بنظام مجزأ يستهدف البشرة بدقة تامة، ما يسمح بتلقي علاج تدريجي من دون ألم أو مضاعفات حادة. يذهب الابتكاران الجديدان إلى أبعد من ذلك فلا يكتفيان بمعالجة ترهل الجلد على سطح البشرة، بل إنهما يستهدفان المشكلة من الداخل.
يحمل أبرز ابتكار في مجال الجمال اسم {فوتونا رباعي الأبعاد} (Fotona 4D) وهو يشير إلى استعمال الليزر المجزأ غير القاطع داخل تجويف الفم. بفضل نظام تبريد فريد من نوعه، يسخّن الماء في الأنسجة من دون حرق الأغشية. من خلال رفع الحرارة من 45 إلى 60 درجة مئوية، يمكن أن يحفز الجهاز على إنتاج الكولاجين حول الفم وصولاً إلى الخطوط المحيطة بالأنف، مروراً بالخدين والجزء السفلي من الوجه لكن من الداخل. تُعتبر حرارة 60 درجة الحد الأدنى لإعادة صقل الوجه. أما الابتكار الثاني، فهو {الليزر المصغّر}. يستعمل جراحو التجميل هذا الليزر الغازي باعتباره بديلاً عن جراحة الشد لتصحيح الهالات السوداء ومحيط الوجه. مع هذا الشكل من الليزر، يتم دس الألياف البصرية الرفيعة داخل البشرة. تنعكس الألياف التي تسخن بدورها على حرارة تتراوح بين 45 و60 درجة على وضع ألياف الكولاجين، ما يؤدي إلى إضعاف الخلايا الدهنية قبل أن تعود وتفرّغ نفسها من الدهون.
من الفئة المستهدفة؟في الحالتين، تستهدف أجهزة الليزر المرأة التي تكون بشرة وجهها مترهلة لكنها تبقى سميكة ومشدودة بنسبة معينة. يستطيع أول علاج ({فوتونا رباعي الأبعاد}) تجديد شباب البشرة من دون لمس الدهون أو حجمها. أما العلاج الثاني، أي الليزر المصغر، فيستهدف الجيوب الدهنية الصغيرة التي تبدو بشعة أو محيط الوجه الذي يبدأ بالتراخي أو الذقن الذي يزداد سماكة.ما طريقة الاستعمال؟يُستعمل علاج {فوتونا رباعي الأبعاد} في عيادة الأطباء ويمتد على أربع مراحل: بعد وضع ليزر {إيربيوم ياغ} داخل الفم (لا يلمس الأنبوب البشرة ويغطي المساحة الداخلية كلها)، تحفز ثلاثة ممرات سطحية البشرة بطريقة تقليدية. أما الليزر المصغر، فيُستعمل في غرفة الجراحات. يلجأ الجراح إلى التخدير الموضعي الخفيف قبل إحداث الشقوق ثم إدخال الألياف البصرية الرقيقة. ثم يستعمل الطبيب الليزر المجزأ مع قطعة معدنية تشبه الماسحة لمسح كامل الوجه والحصول على تأثير مزدوج. يمكن العودة إلى المنزل خلال ساعتين أو ثلاث ساعات. ما النتائج المتوقعة؟تحفّز الحرارة الخلايا الليفية التي تفرز كمية {جديدة} من الكولاجين، ما يسمح بزيادة سماكة البشرة. يحصل ذلك خلال فترة تتراوح بين شهر وستة أشهر، وهي مدة لازمة لتتجدد ألياف الكولاجين. تظهر النتائج بطريقة تدريجية. إذا كانت بشرتك مجعدة أو مترهلة أو تالفة جداً بسبب أشعة الشمس، ستلاحظين تحسناً في نوعيتها وسرعان ما تبدأ بالانتفاخ لكن لا يمكن أن يكافح الكولاجين الجديد الترهل الحاد.هل من مخاطر محتملة؟ينتج علاج {فوتونا} سخونة معينة يمكن تخفيفها عبر كريم مرطِّب بسيط. لكنه لا يخلّف أي ندوب أو تجاويف. في المقابل، قد يؤدي استعمال الليزر المصغر إلى ازرقاق البشرة لكن سرعان ما يتلاشى خلال 15 يوماً بشكل عام.لا تزال المقاربتان جديدتين لكن بدأ استعمالهما مع أجهزة الليزر المستخدمة على نطاق واسع في العيادات الطبية. في ما يخص الليزر المصغر، لا يجب إهمال خطر الحروق التي يمكن أن تترافق مع ندوب في منطقة الجفون الهشة. لذا يجب اختيار الجراح بحذر ومن الأفضل أن يكون خبيراً في استعمال الليزر ومواكباً لأحدث التقنيات لأن التقدم التكنولوجي يحصل بوتيرة متسارعة.ندى (37 عاماً): «إنها تقنية مدهشة!»{كنت قد لجأتُ إلى علاج الليزر لطمس حب الشباب. لكن لإعادة صقل الوجه، استعمل طبيبي الليزر المجزأ غير القاطع بثاني أكسيد الكربون. شعرتُ بحرقة بسيطة لكن كان يكفي أن تمر ثلاثة أيام فقط كي ألاحظ {مفعول الشد}. إنها تقنية مدهشة! في جلستي الثانية التي حصلت بعد شهر ونصف، تحسنت تركيبة بشرتي أيضاً. في النهاية، أصبحت بشرتي أكثر إشراقاً وجمالاً}.