الشيخ سلامة الراضي... مؤسس الطريقة الحامدية الشاذلية

نشر في 08-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 08-07-2015 | 00:01
صاحب هذا المقام هو أول شيخ صنعَ طريقة "مدرسة" يبتدئ بها المريد، تتولاه بالعناية والرعاية في كل مناحي حياتِه المادية والروحية، إلى أن يفتح للمريدِ إن صدق، وكان يقول إن الشيخ هو بالدرجة الأولى طبيب للنفس، ليخلصها من شهواتِها، ويلزمها حدود ربها، ويعرفها ما خفي عنها من رعونتها.

هو العارف بالله سلامة بن حسن الراضي مؤسس الطريقة الحامدية الشاذلية ولد في ليلة 16 رجب 1284 هـ، 1867 ميلادية، من أبوين شريفين، حيث ينتهي نسبه الشريف إلى مولانا الحسين بن علي رضي الله عنهما.

حفظ القرآن الكريم في سن التاسعة، ووضع كتيباً في الأدب والأخلاق في هذه السن، وأجاد الخط العربي، وخصوصاً الفارسي منه، والحساب والأدب، وقد بدأ العمل بالخاصة الملكية في سن الـ13 من عمره وكان مثالاً للموظف الكفء المواظب على عمله إلى أن أحيل إلى المعاش.

وعاش الشيخ سلامة طوال حياته صائما قائما ناسكا، وكانت مجالسه مدرسة للتثقيف والتهذيب والإرشاد يسودها الحب والتآلف والتآخي، وكانت تزدحم بالمريدين والمحبين، لحرصهم على الاستماع لهديه، والنهل من علمه بقلوب واعية، وآذان وأفئدة صاغية.

وعن مجاهداته يقول: "أعلم أني ذكرت الله كثيراً وكنت أصوم من السنة نحو 300 يوم، ومع الصوم أداوم على الرياضة غالباً، وكنتُ لا أدع الوضوء، فكل أحياني أكون على طهارة وكنت أصلي على النبي (ص) في كل ليلة نحو ساعتين، ذلك فوق أنني كنت مريضاً، حتى صرت نحيفاً مصفر الوجه، وما كان يصادفني من توبيخ وزجر عنيف ممن حولي كل هذا لم يثنِ من عزمِي على التوجه إلى الله.

ويقول: "ومع هذا كله لم أفز بالوصول، فلما ضاقت نفسي، وكدت أن أقع في يأس فلم أشعر إلا والهاتف قد ناداني: يا هذا إنما الحيلة في ترك الحيل"، فعلمت أن مجاهداتي التي سرت فيها بهذه الشدة كنت فيها محتالاً، وأن الوصول لا يكون إلا بمحض فضله ومنته، وداومت على ذكر الله، لا لعلة وصول ولا غيره، فوافاني من ربي الرضا، ونور قلبي، وهداني طريقه.

سلك الشيخ جميع الطرق الصوفية، فتنوعت معارفه وأصبح ملما بجميع علوم التصوف وأصبح إماماً للمحبين، لكنه استقر على الطريقة الشاذلية، وهو القائل: "غدوتُ إماماً للمحبين فاقتضى... تلونهم في الحب أن أتلونا".

توفي رضى الله عنه ثالث يوم الأضحى بتاريخ 31 يناير عام 1939م، ودفن في مسجده المعروف بمسجد "الحامدية الشاذلية" في ضاحية المهندسين بالقاهرة، وفي المسجد أيضاً مقام خليفته حامد سلامة الراضي، ومقام سليم السباعي، وتحتفل الطرق الصوفية بمولده في شهر رجب من كل عام.

back to top