نعيمة عاكف... التمر حنة (25)

نشر في 12-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 12-07-2015 | 00:01
«سيبوني أغني»
حاول حسين فوزي قبل كتابة الفيلم الجديد، أن يعمل بنصيحة نعيمة، ويبحث عن فكر سينمائي مختلف، فاستعان بالكاتب الروائي أمين يوسف غراب، ذلك الكاتب الأعجوبة، الذي ظلَّ من دون تعليم، ولم يقرأ حرفاً واحداً حتى بلغ السابعة عشرة من عمره، رغم نشأته في أسرة ثرية. كان وحيد أبويه، وفجأة بدأ الاطلاع والمعرفة، ليقرأ كل ما يقع تحت يده من أدب عربي وأدب غربي مترجم، وبعدها بدأ يكتشف في نفسه بذرة الأديب، فكتب القصة القصيرة.

عندما أعلنت مجلة «الصباح» عن مسابقة للقصة القصيرة شارك فيها وفاز بالمركز الأول عن قصة «بائعة اللبن» عام 1940، ليقرر احتراف الأدب بعدما نشر له محمد التابعي قصة «في البيت» في مجلة «آخر ساعة» في أبريل عام 1942، بل ويجعله يكتب قصة العدد في المجلة لسنوات طويلة، ليترك بعدها مدينة «دسوق» بمحافظة كفر الشيخ، حيث استفاد من هذه النشأة الريفية، ليبرع في تصوير الحياة الريفية، وتصوير الشخصية، وعرض التفاصيل الدقيقة الخاصة بالحياة بالريف وأهله، بل والمدن المطلة على النيل والبحر، وربما كان ذلك السبب الأول الذي اختاره من أجله حسين فوزي، ليكتب معه السيناريو والحوار، للقصة التي كتبها بعنوان «بحر الغرام» والتي تدور أحداثها في إحدى المدن الساحلية، التي ترتبط إلى حد كبير بحياة الصيادين، إلى جانب الطابع الريفي.

تعيش «تونة» في إحدى المدن الساحلية وتحب «أمين»، حيث هناك شراكة بين والدها ووالد أمين، على مركب صيد، كما أنهما ينويان الدخول في شراكة عائلية على وعد بزواج أمين من تونة. لكن «قمر» الزوجة الشابة لشيخ الصيادين، تغرم بأمين وتحاول أن تلقي بشباكها حوله، خصوصاً أنها تعرف أنه على علاقة حب بفاتن، وهناك وعد بزواجهما، فتلجأ إلى الحيل وتدبر المكائد حتى يهجر تونة ويتفرغ لها، وتأتيها الفرصة عندما يحل على البلد فنان كبير ومساعده، للاستجمام والراحة. غير أنه يلتقي تونة صدفة، ويكتشف فيها مواهب كبيرة في الغناء والرقص، فيحاول إقناعها بأن تلتحق بفرقته للرقص، لكنها ترفض بسبب العادات والتقاليد، غير أن قمر تعلم بهذا العرض فتقوم بتشويه سمعة فاتن في البلدة، فيغضب أمين، لكن يتم الصلح بينهما فوق سطح مركب الصيد، وفجأة تهب عاصفة كبيرة، ويتعرض المركب للغرق، فيهب الجميع للدفاع عنه، فيقع أمين من فوق الساري، ويصاب بكسور كبيرة، فيما يبتلع البحر والد تونة.

يقر الطبيب بأن أمين يحتاج نقله إلى المستشفى لإجراء أكثر من عملية جراحية، وهذا الأمر يحتاج إلى مبلغ ضخم من المال، حيث يعجز والده عن الإيفاء به لضيق حالهم، وهنا يطرأ على ذهن تونة العرض الذي قدمه لها الفنان الكبير، وهو السفر إلى القاهرة للعمل كراقصة في فرقته، فيصحبها «رزق» صديق والدها الذي يعمل معهم في المركب، للبقاء معها في القاهرة، وتلتقي بالفنان الكبير وهبي، الذي يحولها إلى فنانة استعراضية كبيرة، وما إن تتقاضى المبلغ المطلوب لعلاج أمين، حتى ترسله للمستشفى الذي يعالج فيه، وتطلب من إدارة المستشفى عدم ذكر اسمها، فتنتهز قمر هذه الفرصة وتدعي أمام أهل البلدة بأن زوجها هو من دفع مصاريف علاج أمين، ورفض أن يذكر اسمه من أجل عدم التباهي بفعل الخير، وعندما يشفى أمين يصبح ناقما على تونة لأنها هجرته وتركت البلدة لتعمل راقصة، ويقرر الانتقام منها، وتنتهز «قمر» الفرصة لتراوده عن نفسه، وتعترف له بحبها، وأنها تنتظر موت المعلم «عاشور» شيخ الصيادين لترثه وتتزوج منه، فيسمعها المعلم عاشور، ويقرر تبرئة ذمته أمام أهل البلدة، وفي الوقت الذي يذهب الفنان وهبي لتبرئة تونة أمام أهل البلدة، يصدق عاشور على كلامه، فيقتنع الجميع ببراءة تونة، ويجري أمين للقائها في المركب الجديد الذي صنعته من أجله، غير أن قمر تسبق وتشعل فيها النيران انتقاما منها، فينقذها أمين وأهالي البلدة، وتعود تونة لأمين ولأهل بلدتها بعد أن تعود إلى عملها بالفن.   

ممثلة أولاً

كانت الأحداث والأجواء التي قدمها حسين فوزي وأمين يوسف غراب، جديدة بالنسبة لتواجد نعيمة على شاشة السينما، غير أنه راعى خلال الفيلم ألا تتخلى نعيمة عن روحها المرحة وخفتها وشقاوتها المعهودة، كما حرصت نعيمة أن تظهر قدراتها كممثلة، إلى جوار عمالقة التمثيل، غير أنها حرصت في الوقت نفسه على أن تقدم الاستعراض والرقص، لكنها لم تقدم سوى أغنية فقط وضعها حسين فوزي على «تترات» الفيلم:

على رمل المالح نايمة

والبحر يبوس رجليها

وتشوف الموجة الهايمة

وتقول اسم الله عليها

جنتها قلوبنا الصافية

ونعيمها العين والعافية

على رمل المالح نايمة

بلدي والنخل عليها

حراس وافقين حواليها

والفرح يميل على فوق

ويسقط شهد وسكر

والشمس تميل من فوق

وتخلي الخوص دهب أحمر

على راااامل المااالح

في فيلمهما الجديد، حرص حسين فوزي على أن يغير الفنانين الذين دأب على الاستعانة بهم إلى جوار نعيمة في أفلامهما السابقة معاً، فاستعان لأول مرة بالفنان الكبير يوسف وهبي، ليقوم بدوره واسمه الحقيقي في الفيلم، بل ويتصدر اسمه التترات، لتكون المرة الأولى التي يسبق فيها اسم فنان، اسم نعيمة عاكف، منذ أن عملت بالسينما، لقامته وقيمته، كذلك استعان بفتى مصر الأول الفنان رشدي أباظة في دور «أمين»، ومعهما عبد السلام النابلسي في دور «رشيق» مساعد الفنان وهبي، وسميحة توفيق في دور «قمر»، والسيد بدير في دور المعلم «عاشور» وعبد الوارث عسر في دور «مبروك» والد أمين، ومختار حسين في دور «رزق» ومحمود لطفي في دور والد تونة.

في الوقت الذي كان فيه حسين فوزي لا يزال يصور المشاهد الداخلية لفيلم «بحر الغرام» فوجئ بنسخة سيناريو، وقد وضعت على المكتب الصغير الذي تجلس إليه في غرفة نومها، لتقرأ أو لتكتب. غير أن النسخة وضعت بشكل لافت، كأن ثمة تعمداً لوضعها بهذه الطريقة لتلفت النظر، فاقترب ودقق ثم أمسك بها، فوجد مكتوباً عليها: فيلم «مدرسة البنات» قصة حلمي حليم، سيناريو وحوار علي الزرقاني، إخراج كامل التلمساني».

غيرة فنية

وضع حسين فوزي النسخة مكانها، وكأنه لم ير شيئاً، كما لم يفاتح نعيمة في الأمر، انتظاراً منه أن تبدأ هي وتصارحه. غير أنها لم تفعل، حتى مر على رؤيته للسيناريو أكثر من أسبوع، ولم يرد أن يسألها. لكنه لاحظ توترها في هذا اليوم، فما إن انتهى من تصوير أحد المشاهد الداخلية من فيلم «بحر الغرام» ونادى بإيقاف التصوير للغداء، حتى ركضت نعيمة إلى حجرته بالبلاتوه، لتجد الخادم في انتظارها، ومعه حقيبة بها طعام الغداء، تم إعدادها في البيت تحت إشرافها، حيث لا يأكل حسين إلا من يدها، فأعدت الطاولة ووضعت الطعام، وجاء حسين وجلسا يتناولان طعامهما معاً، وفجأة دخل عليهما رشدي أباظة:

- الله.. دا أنا حماتي بتموت فيا.

= حماتك كمان يا رشدي.. مش كفاية بنتها.

* اقعد يا رشدي اتغدى معانا.. دا سمك ماكلتش زيه قبل كدا.

- طبعا من ايدين تونة بنت كبير الصيادين.. بس والله مرتبط بمعاد غدا.

* فشر.. دا من ايدين نعيمة عاكف... اقعد لو ماكلتش منه هاتندم.

- ولو كلت منه برضه هاندم... لأن هاتروح عليَّ غدوة طلياني زي اللوز.. علشان كدا بستأذنك يا أستاذ ساعة واحدة.

= رشدي إحنا لازم نخلص التلات مشاهد دول النهاردة مش هاينفع تزوغ.

- ابد والله... هي ساعة واحدة... واحدة بس ربنا يخليك يا أحلى حسين فوزي في الدنيا.

تركهما رشدي وانصرف، وراحا يأكلان، ولاحظ حسين ما عليه نعيمة من توتر. حتى إنها كانت تتجنب النظر في عينيه، حتى لا تفضحها نظراتها، فأرادت أن تبحث عن شيء يتحدثان فيه لقطع حالة الصمت التي تزيد من قلقها وتوترها، فبادرته قائلة:

* شقي أوي رشدي أباظة.. بس بيحبك جداً.

= وأنت؟

* باموت فيك.. أنت لسه بتسأل دلوقت؟

= أمال إيه حكاية مدرسة البنات؟

* إيه آه.. مدرسة البنات.. والله العظيم كنت عايزه أكلمك في الموضوع من ساعة ما شوفته على مكتبي في أوضة النوم.

= عادي زي ما بتكلميني دلوقت.

* أكمني يعني...

= أكمنك اتفقتي عليه من غير ما أعرف.

* ابدا والله ما اتفقت ولا حاجة.

= عادي ما أنت اشتغلتي مع غيري قبل كده فين المشكلة؟

* مفيش مشكلة... بس والله أنا ما اتفقتش ولا حاجة.. .كل الحكاية أني كنت قابلت كامل التلمساني وقلت له إني مش فاضية... قام.

= قام قالك بس خدي السيناريو ده واقريه بس حتى لو مش هاتشتغليه.

* بالظبط والله هو قالك.

= وبعدين أنت اخدتي السيناريو وقريته وعجبك.

* بالظبط هو أنا قولتلك.. قصدي بس كنت هقولك... بس كنت منتظرة أنك تخلص تصوير علشان تشوف هاتعمل فيه إيه وهانشتغله إزاي؟

= وأنا إيه علاقتي بالموضوع.. الفيلم عليه اسم مؤلف واسم مخرج وجهة الإنتاج... هاشتغل فيه إيه؟ ممثل ولا مساعد إنتاج.

* حسين أنت عصبي وزعلان.

= أنا لا عصبي ولا زعلان... لكن لازم تعرفي أن اسمك دلوقت مايخصكيش لوحدك يخصني أنا كمان... وأي هزة فيه هاتأثر على شغلنا احنا الاتنين.

* عندك حق وأنا آسف... وأوعدك مش هاتكرر.

= لا لازم تكرر... بس نختار اللي أنت تقدميه حتى لو مع غيري.

* وأنا مش هاعمل الفيلم ده ولو أنه حلو أوي... إلا إذا أنت قريته ووافقت عليه.

بصمة خاصة

انتهى تصوير «بحر الغرام» وانشغل حسين فوزي بالمونتاج، فيما تفرغت نعيمة للاستعداد لتصوير فيلم «مدرسة البنات» الذي أعجبت بفكرته بشكل كبير.

قدمت نعيمة في «مدرسة البنات» دور «نادية»، طالبة في إحدى المدارس الداخلية،  تقع في غرام الممثل كمال الشناوي، من خلال حوارات أفلام رومانسية تبثها الإذاعة، وتقوده الظروف للتعرف إليها، بعد أن يقنعه بذلك ابن عمته الذي وقع في حبها. لكنها تحب كمال، في الوقت الذي يسعى خاله لأن يزوجه ابنته طمعاً في ثروته، ويضطر كمال إلى أن يرضخ لذلك إرضاء لوالدته. لكن ابن عمته يقنعه بضرورة الدفاع عن حبه.

على الجانب الآخر، يحرص عم «نادية» على أن يزوجها من ابنه «مخيمر» ليضمن ثروتها، لكن نادية ترفض، وتدافع عن حبها هي وكمال ويستطيعان إقناع عمها بحبهما، فيوافق راضيا.

شارك نعيمة في بطولة الفيلم كمال الشناوي بدوره واسمه الحقيقي، ومعهما عبد السلام النابلسي، ولولا صدقي، وزينات صدقي، وسراج منير، ورياض القبصجي، وعزيزة حلمي، وثريا فخري، ورغم ثقافة وأفكار، وقراءات واطلاع كامل التلمساني، فإنه لم يستطع أن يجذب نعيمة عاكف إلى عالمه، بل إنها هي التي جذبته إلى عالمها الخاص، فاجتهد أن يقدمها كما عرفها جمهورها، وحرص على تقديم فيلم غنائي استعراضي، يحمل بصمة نعيمة قدمت فيه نعيمة كل فنون الرقص والغناء:

لما أبقى مدرسة هافتح لي مدرسة

وابنيها بالحساب وافرشها بهندسة

ولا اجبش مدرسات ما أنا وحدي كويسة

آدي حصة الحساب وطبعا تعرفوه

يلا افتحوا الكتاب والجدول حضروه

قالولي سبعة في عشرة قولت أنا عشرين

واتنين في عشرة يا روحي يطلعوا سبعين

لا بسهر ارتاح ولا بنعي... لا بنعي يجيني نوم

عشان تمانية في تمانية بأربعة وستين

ليلي ليلي يا عين

= آاااه حلاوة الشنج ربنج النو

* الخمسة في ستة بكام

= يبقوا يا أبلة بتلاتين

* علشان خاطرك خليهم بس تلاتة وعشرين

= مرسي متشكرة

* دا واجب يا سناء ورسالة المدرسة مكافحة الغلاء

حاصل ضرب تمانية في واحد يطلع إيه

= مش عارفين والله يا أبلة قوليلنا عليه

* تعرفوا حاصل ضرب تمانية في واحد إيه

= إيه

* كسر دراعه وفلق دماغة وقلع عنيه

أصل تمانية كتير على واحد

= طبعا طبعا أمال إيه

* فهمتو

= فاهمين كلنا

* والطرح ده في زرعنا والجمع يجمع شملنا

آه والقسمة دي من ربنا

= خلاص فهمنا درسنا نقطع دراعنا من هنا

لو واحدة نجحت مننا

* وآدي حصة الألعاب... من وضعي آه وتفكيري

من غير قلم وكتاب ولا شفهي ولا تحريري

أقفوا يا بنات صفين من غير هرجلة يا بنات

اقفوا خلو القدمين كدهه زي السبعات

وهاقولك واحد اتنين تنقلوا دوغري الخطوات

واخدين بالكم

= أيوا أمال

* واحد.. اتنين واحد.. اتنين

واحد اتنين واحد اتنين أنا واياك يا حبيب العين

يوم ويومين سنة وسنتين مش راح اقولك رايحين فين

أما التاريخ كمان ولو أني ماقبلوش

واحد ملك زمان.. كان اسمه قراقوش

بعت رجاله في رحلة من الصبح لسه ماجوش

زعلان يا كبدي عليه نداوي زعله بإيه

- اعملك قهوة سادة

= لا

- طيب سكر زيادة

= لا

- أطلبلك شاي

= لا

- قرفة يا مولاي

= لا لا لا

- أهم خلاص راجعين ومن بعيد جايين

باين كدا صاحيين وبالساعات مانموش

* مولاي قراقوش

= في إيه؟

* تسمح لي بكلمة

= اوكيه

* قبل ما ازف البشرة العال ايدك بقا على نص ريـال

= أوعى يكون مقلب يا واد أنت

* عيب يا ملك هو إحنا عيال

= اكتب له شيك ع البنك

* بكام

= بنص فرنك

* إزاي

= ده تحت الحساب أحسن تكون كداب

اشجيني يلا وقول عملتوا إيه على طول

* جينا ورحنا ثم هجمنا ثم شتمنا ثم ضربنا

ثم غلبنا ثم حلفنلهم بشنابنا

= أما برافو برافو تمام... هاتوله بيبسي كولا أوام

أمر مولاي... وعندك واحد بيبسي كولا وصلحه

= هه وبعدين

* ثم عزولنا كبسنا عليه... ثم قالولنا

= قالولكم إيه

* على الجهاد القوي والاعتداد

بالنظام والعمل والاتحاد

فانهضي يا مصر يا خير البلاد

واسعدي بالمجد وامضي للأمام

بالاتحاد والنظام والعمل

انتهي تصوير «مدرسة البنات» وتصادف عرضه في توقيت واحد مع فيلم حسين فوزي «بحر الغرام» في 7 فبراير 1955، ليعرض لأول مرة فيلمان لنعيمة عاكف في وقت واحد، فتصبح موضوع الصحافة الفنية، وينجح الفيلمان بشكل كبير، لكن يحدث ما لم تتوقعه نعيمة.

كامل التلمساني

خلال تصوير فيلم «مدرسة البنات» أعجبت نعيمة بشخصية وأفكار مخرجه كامل التلمساني، فرغم أنه عصبي المزاج، حاد الطبع، كان متوقد الذكاء، قوي المنطق، مطلعاً على المذاهب والأفكار كافة من اللغات الإنكليزية والفرنسية والعربية... فباتت لديه ثقافة رفيعة من نوع خاص، جعلته يتكلم في الفن والأدب والفلسفة والسياسة والعلم والدين والمجتمع والحضارة. حتى يبدو لمن أمامه أنه مجموعة من المتناقضات، تلتحم وتتصارع في لحظة، فرغم تفوقه الدراسي والتحاقه بكلية الطب البيطري، فإنه قرر إنهاء تعليمه بالكلية، بعدما قضى بها خمس سنوات رسب خلالها أكثر من مرة بسبب حبه الجارف للفن التشكيلي، والتحامه بالحركات التشكيلية في مصر، خصوصاً السريالية التي بدأت في مصر على يد جورج حنين ورمسيس يونان، واستطاع كامل أن يكون أحد أبرز روادها سواء بلوحاته أو مقالاته، وعن طريق صديقه المنتج والمخرج أحمد سالم يلتحق كامل التلمساني باستديو مصر عام 1943 ويعمل مساعدا له، ثم شرع في كتابة فيلمه الكبير «السوق السوداء» الذي قدمه عام 1945، لكنه فشل فشلاً كبيراً، ما أصابه بإحباط جعله يبتعد عن السينما. لكن صديقه أحمد سالم يعيده إليها مرة أخرى عام 1947 بفيلم «البريمو» عن قصة أحمد سالم وسيناريو وإخراج كامل التلمساني، لتتوالى بعده أفلامه فيقدم عام 1948 {شمشون الجبار} و{البوسطجي}، ثم {كيد النساء} 1950، وهو الفيلم الوحيد الذي أنتجه كامل التلمساني لنفسه بعد تأسيسه شركة أفلام التلمساني، وفي عام 1953 يقدم الكوميديا الغنائية الاستعراضية «أنا وحبيبي» بطولة شادية ومنير مراد. وفي عام 1954 قدم «الأستاذ شرف» عن مسرحية توباز لبانيول، وفي نهاية العام نفسه قدم له مساعده حلمي حليم قصة فيلم «مدرسة البنات» ليكتب له السيناريو والحوار علي الزرقاني.

البقية في الحلقة المقبلة

back to top