Time Out of Mind... أسلوب عالي المستوى لكنّ القصة ركيكة!

نشر في 25-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 25-09-2015 | 00:01
استعمل الكاتب والمخرج المرموق أورين موفرمان سمعته الحسنة التي حصدها في أفلام مثل The Messenger و Rampartلجمع طاقم من النجوم في الفيلم الدرامي Time Out of Mind عن التشرد.
في Time Out of Mind يؤدي ريتشارد غير دور جورج هاموند، وهو رجل مشرّد في شوارع نيويورك، وتجسد جينا مالون دور ابنته، ويشارك ضيوف شرف مثل ستيف بوسكيمي ومايكل ويليامز وبن فيرين. نتيجةً لذلك، يبدو أسلوب الفيلم عالي المستوى لكنّ قصته ركيكة. مع ذلك، إنها تجربة سينمائية طموحة من الناحية الفنية.

حين نقابل جورج للمرة الأولى، يطرده متعهد (بوسكيمي) من مبنى غير مأهول، مع أنه يدعي أن امرأة غامضة اسمها {شيلا} سمحت له بالبقاء هناك.

حين يصبح وحده، من دون امرأة أو مكان يبيت فيه، يعود جورج إلى الشوارع حيث يتجول ويفكر ويبحث عن ملجأ من البرد في غرف الطوارئ ثم يصل أخيراً إلى مأوى للمشردين.

تتضح لعبة موفرمان سريعاً: هو يصور جورج في أطر تطغى عليها الأغراض أو عبر الزجاج (نوافذ، أحواض سمك، أبواب)، مشدداً على التناقض بين الخارج والداخل ومركّزاً على العالم الذي يحيط بجورج. يستعمل طبقات من الأصوات المتداخلة، إلى جانب ضجيج الشوارع والمحادثات التي تحصل وراء الكاميرا وتغزو مساحة جورج، ما يؤدي إلى إلهاء المشاهدين وإغنائهم فكرياً في الوقت نفسه.

تدور الأحداث كلها في المدينة. من المؤسف أن يختار موفرمان إخفاء الناس الذين يتكلم معهم جورج، فهم يتحركون على طرف إطار الكاميرا. يقرّب المخرج الصورة من جورج لفترة مطولة، ومن الواضح أنه يختار التركيز على تجربته الذاتية الخاصة. لكن تكمن المشكلة في واقع أنه لا يبدو مثيراً للاهتمام أو ودياً. من باب الإنصاف، استُعمل التصوير والأسلوب السينمائي بطريقة جميلة واحترافية، مع عرض جميع الألوان والأضواء والمناظر والأصوات في العالم المحيط بجورج. لكن لن يرغب أحد في تمضية ساعتين في هذا العالم.

ربما هذا هو هدفه الحقيقي: في الفيلم، سنجد صعوبة كبرى في متابعة رحلة جورج في عالم التشرد. هل يمكن أن نتصور العيش فيه؟ سيتسنى لنا على الأقل أن نعود إلى منازلنا الدافئة حين ينتهي العرض. لكن هذا ما يجعلنا مضطرين لتحمّل الفيلم بدل الاستمتاع به. كذلك، يبدو جورج مهملاً بحق نفسه والناس من حوله. يوحي فيلم Time Out of Mind بضرورة تفهّمه بسبب وضعه الصعب. لكن لا يحاول الفيلم بأي شكل كسب التعاطف له. لن نشعر بالأسف تجاهه إلا في مشاهده مع ابنته ماغي (مالون) التي تعذبت أيضاً في السابق ولا تريد أي علاقة لها معه. لكن تشكّل تلك المشاهد 10% فقط من الفيلم كله للأسف. من الواضح أن هذه التحفة السينمائية المصقولة بدقة اهتمّت بتفاصيل الأسلوب لضمان نجاح الفيلم. لكنه يفتقر إلى قصة مقنعة رغم هذه البراعة كلها. لا شك أن رحلة جورج في الشوارع لا يتصورها عقل كما يشير عنوان الفيلم، ولا شك أن مشاهدته ستصيبنا بالجنون!

back to top