همسات على ورق: هل تعاني «إسهالاً فكرياً»؟

نشر في 14-11-2015
آخر تحديث 14-11-2015 | 00:01
 حمدة فزاع العنزي أعتذر لسوء العنوان، ولكنه مقتبس من تغريدة في عالم التواصل الاجتماعي لأحد الإخوة البحرينيين، فتحت لي آفاق التفكير بعدما أغلقت بسبب الإحباط والانحطاط الحواري الذي اعتاده كثير من أفراد المجتمع أثناء حواراتهم وكتاباتهم الفارغة المحتوى.

حالة الإسهال تصيب الكبير والصغير نتيجة لخل فيروسي يصيب جزءاً من الجهاز الهضمي، ليفقد الجسم الكثير من السوائل والعناصر الغذائية، لذا ينصح الأطباء بسرعة معالجته وعدم إهماله، لكن الإسهال الفكري الذي أصاب بعض الجنس البشري، من كتاب وحقوقيين ومن يدعي المطالبات باسم المستضعفين في بقاع الأرض، لا علاج له بالأدوية المؤقتة، بل يحتاج إلى استئصال جذري، لأن مثل هذه الأمراض هي التي تنتج لنا التطرف والعنصرية الفكرية التي أضرت، ولا تزال تضر، بعقول المستضعفين في المجتمع.

نجد العديد ممن يدعي التفكر والتبحر بأمور المجتمع يخوض قضايا ليست من اختصاصه، لمجرد أنه يرغب في الخوض حتى لا يقال عنه لا يفقه، نفتقر إلى التخصص الفكري، لا نجد من يتناول المواضيع بحسب تخصصه، فنجد رجل الإدارة يتناول الأسرة والمرأة والفن، كما نجد رجل السياسة يتناول حياة "الفاشينسات" وتفاهاتهم التي لا تنتهي، ونجد حقوقية متعددة المواهب تفتي وتنجر بكل واد تستقطع باعاً من هذه القضية، وترمم آخر في تلك! لماذا هذه الازدواجية بالأدوار التي أنهكت المجتمع، وتسببت في نفور كثير من أفراده؟ عذراً التخصص مطلوب حتى يتم إيفاء كل أمر حقه من مختص به، لا يأتي شخص لمجرد قراءة قضية ما واستطلاع رأي في إحدى وسائل التواصل، فيعلن نفسه مفتياً في القضية، ويبدأ التحليل والتدمير، ويسمح لفكره بالإسهال، لتختلط السياسة بالاقتصاد والتصرفات الشخصانية بالأمور السياسية والطائفية، حتى يقال عنه "ملم وفاهم في جميع الجوانب الفكرية".

وأخيراً...

يطل علينا خلال الأيام المقبلة معرض الكتاب، والذي سنكتشف به كثيراً من حالات إسهال "الفكرأخلاقي" كما طلت علينا العام الماضي، وهواية الكتابة التي أصبحت الدارجة للشباب، حيث يتم تأليف وتلحين وطباعة الكتاب خلال أسابيع، لتنتج لنا "الخروف وأتباعه"، نعلن أننا بحاجة إلى أطباء فكر لعلاج هذه الحالة من الإسهال الفكري.

back to top