عقول مفخخة... وضمائر ناسفة

نشر في 18-07-2015
آخر تحديث 18-07-2015 | 00:01
 حمدة فزاع العنزي بعد أحداث مسجد الإمام الصادق وما ألمت بالكويت أرضا وحكومة وشعبا من ألم المصاب ولوعة الفراق في الجرأة على بيت من بيوت الله، وعلى أمن الوطن والمواطن والمقيم، نتوقف قليلا مع العقول المفخخة والضمائر التي تحمل أحزمة ناسفة قد تنفجر في أي لحظة.

تسابق أهل الكويت للالتفاف حول أمير البلاد وحول وطنهم، مكونين حزاما مفخخا بالوطنية والحب والاحترام لمشاعر الطوائف والفئات التي تعيش على أرضه، ومعلنين انفجاراً وطنيا بوجه النفس الطائفي النتن، سواء الذي ينبعث من داخل البلاد أو خارجها.

إن ما تصرخ به نفسي ونفس كل من لديه إنسانية هو: ماذا يحل بنا وبأمتنا العربية؟ ولماذا تجري بنا الأقدار لقتل بعض دون رحمة؟ فكم نادينا وصرخنا لكن صُمّت الآذان وعميت القلوب التي في الصدور.

إن تفخيخ العقول بأفكار سامة وغير إنسانية ضد الطائفة المغايرة غض بعض مسؤولي الدولة ورجالاتها البصر عنه، متناسين مصلحة البلاد ومتذكرين مصلحتهم ومصلحة أحزابهم فقط، فساد اهتمام الجميع بكيفية الوصول للمناصب والاستحواذ على الأموال، وغُض الطرف عن الأفاعي السامة التي فخخت عقول الضعاف من الأطفال والشباب.

 ولا أعني هنا طائفة دون أخرى ولا أبرئ طائفة دون أخرى، فلا نضحك على أنفسنا بكلام مشوه وغير مستساغ، ولا نقول إن هذه الطائفة متسامحة والأخرى قاتلة، كفانا مهاترات دينية وعقائدية ومزايدات لا نعي منها غير "أننا الفرقة الناجية"، وكل ينادي بأنه على حق وأنه شعب الله المختار.

 وإذا وافقنا على كل ما تدعيه الطوائف والفرق فمن المخطئ والملام على ما يجري، وعلى المشاحنات التي غصت بها نفوس الشباب وعقولهم إذاً؟ لا تضحكوني قهراً ومرارة وترموا عاركم وأخطاءكم على أميركا والصهيونية وإيران، فما فخخت العقول به هو من صنعنا، ومن تكفيرنا لبعضنا بعضا، فلماذا لا ندع كل فرد يعيش على ما يحب ويرضى؟ ولمَ نتدخل في معتقدات الآخرين؟ هل أميركا قالت لنا يجب أن نتدخل بالآخرين؟ تباً لفكر ناقص لا رجاء منه.

ارجعوا إلى ما تناسيتم من ثروات الأمة وسلّمتموها للمتأسلمين الذين أفقدوا الدين روحه وضميره، ارجعوا لعل الله يرحمنا بدماء من رحلوا عنا، ويرحمهم ويثيبهم أجرنا على توحيد صف المسلمين والوطن، عودوا إلى الالتفاف حول الرجل الحكيم "لقمان الكويت" الأب الحنون الذي لن تعرفوا قدره بفرقتكم وشتاتكم.

back to top