Addyi... فياغرا نسائية؟

نشر في 03-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-11-2015 | 00:01
No Image Caption
يتساءل كثيرون عن دواء جديد اسمه فليبانسرين (أديي)، فقد صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء حديثاً لمعالجة ضعف الرغبة الجنسية لدى المرأة. أثار هذا الدواء أسئلة وتعليقات وتحقيقات إعلامية غير مسبوقة. تتعدد الأدوية التي تحسن الوظيفة الجنسية لدى الرجال، أشهرها الفياغرا، لكن يُعتبر الفليبانسرين أول دواء مصادق عليه لتحقيق الغاية نفسها مع النساء. في ما يلي بعض الحقائق المهمة عن دواء فليبانسرين وعن النصائح التي أعطيها لمرضاي.
تعالج الفياغرا (سيلدينافيل) ضعف الانتصاب لدى الرجال عبر إعاقة تركيب أنزيم أكسيد النيتريك لتحسين تدفق الدم إلى العضو الذكري. في المقابل، يُقال إن دواء فليبانسرين يعمل عبر زيادة إطلاق هرمونات النقل العصبي، الدوبامين والنوربينفرين، تزامناً مع تخفيض إنتاج السيروتونين في منطقة دماغية مسؤولة عن تنظيم العملية الجنسية.

تُؤخَذ الفياغرا قبل الجماع مباشرةً، لكن يجب أخذ الفليبانسرين يومياً. الفليبانسرين دواء مصادق عليه للنساء قبل مرحلة انقطاع الطمث حصراً. تبدو منافعه ضئيلة وقد تبين أنه يحسن الإشباع الجنسي لدى بعض النساء بنسبة بسيطة.

آثار جانبية

تطلبت المصادقة على دواء فليبانسرين سنوات عدة وقد حصلت بعد رفض إدارة الغذاء والدواء مرتين. فقد قيل إن الآثار الجانبية (تراجع ضغط الدم، غثيان، إغماء) كانت قوية جداً مقارنةً بالمنافع الضئيلة على مستوى الوظيفة الجنسية. وعند استعمال حبوب منع الحمل تزامناً مع أخذه، قد تزيد الآثار الجانبية سوءاً.

 في أحدث مراجعة أجرتها إدارة الغذاء والدواء، طرحت الشركة الراعية للدواء بيانات إضافية عن السلامة، وقد أثبتت أن الدواء لا يعوق القدرة على القيادة، ولكن ينبغي توخي الحذر في حال تناوله مع المشروبات.

حياة المرأة الجنسية معقدة جداً. فهي تتأثر بكيمياء الدماغ والمزاج والعلاقات والأدوية والوضع الصحي للشريكَين معاً. تطرح نساء من جميع الأعمار أسئلة بشأن الجنس والحياة الجنسية، وغالباً ما تبرز تلك المخاوف بعد الإنجاب، وفي فترة ما قبل انقطاع الطمث، وحتى في مرحلة لاحقة.

حين تحضر المرأة إلى عيادتي وهي تحمل مخاوف مماثلة، نتحدث عموماً عن المواضيع التالية:

الصحة الجسدية والنفسية: الاكتئاب سبب شائع لتراجع الرغبة الجنسية.

الأدوية: بعض أصناف الأدوية، مثل حبوب منع الحمل أو أدوية ضغط الدم أو مضادات الاكتئاب، قد تُضعِف تلك الرغبة.

الضغط النفسي وجدول النشاطات: يتضح لي في أغلب الأحيان أن الثنائيات لا تخصص ما يكفي من الوقت والطاقة لعلاقاتها.

غالباً ما أسأل المرأة: {إذا تواجدتِ مع شريكك على جزيرة استوائية وما كنت تشعرين بالقلق أو تلتزمين بجدول محدد، هل ستهتمين بممارسة الجنس؟ إذا كان الجواب {نعم}، نستكشف معاً كيفية إيجاد الوقت لتحسين العلاقة.

علاقة الثنائي: قد تؤثر المشاكل بين المرأة وشريكها على رغبتها الجنسية.

إذا كانت المرأة راضية عن علاقتها ولكنها تعجز عن إيجاد مناسبة ترغب فيها بممارسة الجماع، لا مفر من تشخيص اضطراب ضعف الرغبة الجنسية لديها.

غالباً ما أحاول إحالتها هي وشريكها إلى معالج جنسي. لكن يصعب إيجاد هذا النوع من الاختصاصيين. لطالما كانت معالجة النساء المصابات باضطراب ضعف الرغبة الجنسية مزعجة بالنسبة إلي لأنني أعجز عن مساعدتهن. تكون علاقتهن سليمة بشكل عام لكنهن يفتقرن إلى الرغبة الجنسية أو لا يتفاعلن مع المحفزات الجنسية. حين أتحدث مع أولئك النساء، أحاول استكشاف جميع الخيارات الممكنة. لكن حتى الآن، ما من خيار طبي فاعل. يستهدف دواء فليبانسرين هذه الفئة من النساء.

الدواء مناسب لك؟

 

    بالنسبة إلى المرأة التي يمكن أن تستفيد من دواء فليبانسرين، يجب أن نسألها ما إذا كان التحسن الضئيل في الوظيفة الجنسية يستحق مواجهة آثار جانبية. في النهاية، أظن أنها تقيّم الإيجابيات والسلبيات قبل اتخاذ قرارها. يجب أن تسمح العلاقة السليمة بين الطبيب والمريض بخوض هذا النوع من النقاشات واتخاذ قرار مشترك. الضعف الجنسي لدى النساء موضوع مهم وتستحق الحاجات الطبية الناقصة في هذا المجال أبحاثاً وخيارات علاجية مناسبة. كما أنّ ضعف الرغبة والنشوة الجنسية، لا سيما عند النساء، يطرح مشكلة حقيقية. أوصي باستكشاف جميع الخيارات غير الدوائية التي يمكن أن تنشئ حياة جنسية مُرْضية عبر تخفيف الضغط النفسي والاعتناء بالصحة والتحقق من الأدوية مع الطبيب وإعطاء الأولوية للعلاقة. إذا قررت تجربة دواء فليبانسرين، تصرفي بحذر واتبعي التعليمات بحذافيرها.

back to top