«الإسلام في كتاب» «صراع الدعاة»... كتاب يحاول استعادة الوسطية

نشر في 14-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 14-07-2015 | 00:01
No Image Caption
تسبب الحراك السياسي في عدد من البلدان العربية المسماة ببلدان الربيع العربي، في تصدر عناصر التيارات الدينية للمشهد السياسي، ما أدى إلى خلطهم السياسة بالدين، وحدث الصدام بين الدولة والإسلاميين، ليعودا في مصر إلى أدراجهم مرة أخرى مصابين بفتنة التمكين.

هذا ما تناوله كتاب "صراع الدعاة بين الدين والسياسة" للباحث الإسلامي إيهاب نافع، الذي أوضح أن هدف الكتاب هو محاولة حقيقية لتجميع الأمة الإسلامية حول وسطيتها المفقودة، ودعوة المؤسسات الدينية والجمعيات والهيئات المعنية بالدعوة إلى الله بمراجعة مواقفها، وتتعاون جميعا لإنقاذ الأمة وتحصينا لشبابها.

لقد وضع الكاتب يده على الجرح الغائر الذي يعكر صفو الدعوة الإسلامية باستمرار، والخلط المعيب بين الخطاب الدعوي الذي يتحدث عن ثوابت الإسلام، وعن الخطاب السياسي المتغير، والذي لا يعرف الثبات، ويتعلق بموازين القوى، وفقه المصلحة، لذا فقد اختلط الخطابان في مصر بعد ثورة يناير 2011، خلطاً دمر الخطابين معا، ودمر الدعوة والسياسة معا، فلم يبق لنا دعوة ولا سلطة ولا جماعة ولا حزب ولا تربية ولا عمل اجتماعي.

ويوضح الكاتب أن ثورات الربيع العربي كانت قبلة الحياة لكل الحركات الإسلامية ومنحتها أثمن فرصة لتقدم للناس خطابا معتدلا راقيا وسطيا يجمع ولا يفرّق يبشر ولا ينفر، يوحد ولا يمزق ولا يكفر مخالفيه من السياسيين، ولا يحتكر الإسلام والدين.

ويؤكد المؤلف أنه لم يحدث شيء من الخطاب الديني الذي توافرت فيه الشروط، لكن حدث العكس وأصبح معظم الخطاب الإسلامي بعد ثورة يناير استعلائيا تكفيريا عدائيا "يطفش" الأصدقاء ويصنع الأعداء، يدعو للحرب والنزال بدلا من السلم والتصالح، ويدور حول السلطة لا الدعوة.

وقال المؤلف إن جماعات الإسلام التي ارتدت ثوب الدين كان تأثيرها على الدعوة بعد زوالهم كبيرا جدا، فرأينا منع بعض الدعاة من الخطابة والدروس، وإذا بالمؤسسة الرسمية للدعاة تقدم خطابا روتينيا ضعيفا، لا يجذب أحدا أو يدعو أحدا إلى الالتزام، ما شجع العلمانيين على مهاجمة الإسلام نفسه ورموزه، والقفز عمدا من نقد الإسلاميين غير المعصومين إلى نقد الإسلام المعصوم، فلا نجد من الدعاة الرسميين إلا الصمت، وإن كان رد فهو في خجل مريب، وإذا بدعوات التكفير تزداد دون ردود علمية، وإذا بالإلحاد ينتشر ويصبح له أتباع ودعاة وقنوات تشجعه، وإذا بالمسلمين اليوم ينقسمون إلى فريقين؛ فريق يريد جر الأمة إلى الغلو والتكفير و"الداعشية"، وآخر يريد جرجرة الأمة إلى مستنقع الإلحاد والعلمانية والرقص.

وينهي الكاتب كتابه بنتيجة مؤكدة، هي أن الحركات الإسلامية بصراعاتها السياسية المريرة هي التي أعطت لهم المبرر تلو الآخر لشنق الإسلام، ولعل نماذج "داعش" و"أنصار بيت المقدس" وغيرهما من الحركات الارهابية أكبر نماذج على ذلك، فقد أساء معظمها إلى نفسه وإلى الإسلام.

back to top