هل يخوض أولاد النجمات الوسط الفنّي؟!
في كل مرة يظهر أحد ابناء الفنانين على الساحة الفنية تكثر الأقاويل حول مدى موهبته وهل ظهوره جاء بناء على شهرة أهله أم بناء على موهبته. ولا يتوقف الموضوع عند هذا الحد بل يتسع ليشمل رأي الفنانين بأنفسهم حول خوض أبنائهم المجال الفني، وكيف يتعاملون معهم وهل يشجعونهم أم يكتفون بنصحهم ويقفون على الحياد ليشق أولادهم طريقهم بنفسهم، كي لا يربط النقاد بين نجاحهم ونجاح أهلهم. أن يخوض أبناء الفنانين الوسط الفني موضوع شائك وله دلالات ترتبط بمدى تقبل الأهل أن يواجه أبناؤهم الصعوبات والعقبات نفسها التي واجهوها ليصلوا إلى الشهرة والنجومية، ومدى تقبل الجمهور المواهب الشابة بعيداً عن مقارنتها بالنجوم الذين عملوا سنوات طويلة ليصلوا إلى المرتبة التي يتربعون عليها اليوم. {الجريدة} استطلعت آراء نجمات بشأن كيفية تعاملهن مع موهبة أولادهن وهل يشجعنهم على خوض مجال الفن، لا سيما إذا توافرت لديهم الموهبة.
تعاون بين الأهل والمدرسة
عواطف البدرتؤكد الكاتبة عواطف البدر أهمية الموهبة وكيفية تنميتها وتقول: {تحتاج تنمية المواهب إلى سلوك تربوي، وإذا كان الابن موهوباً، على سبيل المثال في الرسم، لا تشغله تلك الموهبة عن أداء واجباته المدرسية وفروضه، وعلى الأسرة، حينها، ألا تتعامل معه بانفعال، لأنها إذا عالجت الموقف بطريقة سلبية، فستقضي على موهبته وتعزز الشعور بالإحباط لديه}.تضيف أنها تركز على شخصية المعاق، وتتناولها في أعمالها، لا سيما في مسلسل {همس الحراير}، {لأنها من الممكن أن تكون سوية، وتمتلك موهبة مثل أي شخصية أخرى، لذلك على الوالدين أن يكونا حذرين في توجيه الابن المعاق}.تضيف أن إحباط الموهبة يمكن أن يكون منبعه ليس المنزل فحسب، بل المدرسة، لذلك يتوجب أن يكون ثمة تعاون بين البيت والمدرسة لإبراز موهبة الأبناء، وينقذونها من حالة الإحباط إن وجدت.تشدد البدر على سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي وأنها تهدر وقت الأبناء، ولا تنمي موهبة بل تقضي عليها وتضع حاجزاً في تطوير مواهب الأبناء، لذلك يتوجب أن تكون ثمة مباشرة وتوجيه من الأهل.إلهام الفضالةتتمنى الفنانة إلهام الفضالة أن يتقلد أبناؤها أعلى المراتب الدراسية والنجاح ونيل الأفضل دائماً في حياتهم، وتقول: «الأبناء هم هاجس كل أم، وتتمنى أن يكونوا أفضل منها، سواء في المجال الدراسي أو المهني، ولا تحب أن يواجهوا المواقف الحياتية نفسها التي مرت فيها». تضيف أنها ترفض دخول أبنائها المجال الفني عازية ذلك بأن «الأشخاص المشهورين من بينهم: الفنانون والعاملون في مجال الميديا، يتعرضون، في بعض الأحيان، إلى أمور سلبية، على سبيل المثال النقد والنقد اللاذع والإشاعات، ولا أتمنى أن يواجه أبنائي تلك المواقف في المستقبل».غدير السبتيتتعامل الفنانة غدير السبتي مع أولادها من منطلق الصداقة، ولا تتعامل معهم كأم وأطفالها إلا في حالة واحدة، إذا أرادت أن تعلمهم اكتساب شيء، أو من منطلق التربية، «مثال على ذلك ابنتي، فالناس لا يصدقون أنني والدتها ويعتقد البعض أنها شقيقتي، بل توأمي». حول دخولهم الوسط الفني تضيف: «لا أعارض، لأن أي مكان في العالم يتضمن الجانبين السلبي والإيجابي، ولو كان الوسط الفني سيئاً لما خضته، في النهاية يعتمد الأمر على الإنسان وحسن تربيته، وكيفية تعامل المرء مع الأشخاص في محيطه، أما المكان فلا يؤدي دوراً ولا يساهم في التربية، لأن المرء عندما يكون داخل المكان الذي اختاره يعكس انطباعاته وتربيته». تتابع: «للأسف لا أحد من أبنائي يرغب في خوض المجال الفني».عبير الجنديفي حال كانت ابنتها تمتلك موهبة وترغب في الدخول إلى الساحة الفنية، تستند الفنانة عبير الجندي إلى عامل تجريب هذا المجال ومعرفة مضامينه وإعطائه خيارات عدة وتقول: {دوري كأم أن أرشدها وأطلعها على إيجابيات المجال وسلبياته بحكم خبرتي كفنانة، وإذا كانت مجدة في دراستها تتجه إلى الجانب الأكاديمي ولا تعول على هذه الموهبة، ففي حال أرادت ترك الفن لسبب ما، تمتلك سلاحاً آخر وهو الشهادة التي تمكنها من توفير فرص أخرى}.تضيف أنها لا تعارض دخول ابنتها أكاديمية الفنون المسرحية حتى تصقل موهبتها، لافتة إلى أن القرار الأول والأخير يرجع إلى ابنتها: {الأبناء ليسوا دمى، ولا قطع شطرنج نحركهم في أي اتجاه نريد، لماذا نحرمهم من حق التجربة، طالما يكونون تحت أعيننا ونساندهم ونوجههم إلى الطريق الصحيح؟}تشجيع وخشيةبيروت - ربيع عواددومينيك حورانيتؤكد دومينيك حوراني أن ابنتها ديلارا تشبهها في كل شيء وتقول: {أستاذ الموسيقى الذي يدرّسها يخبرني أنه عندما يدرّبها يشعر بأنني أمامه، إضافة إلى أنها تغني وترقص وتكتب وتلحن، فهي نجمة صغيرة وسيكون لها مستقبل باهر عندما تكبر}. تضيف في مقابلة لها أنها لن تمنع ابنتها من خوض الفن، {لكن أتمنى ألا تقابل الأشخاص المزيفين الذين صادفتهم في حياتي، للأسف ثمة شعراء وملحنون ومنتجون لا علاقة لهم بالفن، ويدعون أنهم خبراء فيه من أجل مصالحهم الشخصية والتعرف إلى نساء جميلات}.حول علاقتها بابنتها تتابع: {ابنتي ديلارا أغلى ما لدي، والدقيقة إلى جانبها تساوي كنزاً لا يقدر بثمن. لم أكن أعرف حقيقة هذا الشعور إلى أن رزقت بابنتي، حياتي تغيرت وأصبحت أنظر إلى الأمور بشكل مختلف، ومن خوفي عليها أخشى من الغد وأفكر دائماً في المستقبل}.سيرين عبد النور تشجع سيرين عبد النور عبد النور ابنتها على خوض مجال الفن في حال كانت تملك موهبة في الغناء أو التمثيل، حينها ستتركها لاتخاذ قرارها بنفسها، وتقف إلى جانبها وتدعم موهبتها في أي مجال. تضيف أن ابنتها تشبهها في تصرفاتها، فقد اعتادت منذ بدأت تمشي ان تفتح أدراجها وتعبث بمستحضرات التجميل الخاصة بها، وهو نفس ما كانت سيرين تقوم به في طفولتها، إذ كانت ترتدي حذاء والدتها وتقف أمام المرآة لتتبرج. تصف ابنتها بأنها ذكية ونشيطة وخفيفة الظل وتصدمها بتصرفاتها الفجائية. كانت سيرين شاركت الصيف الماضي في حملة مكافحة المخدرات التي نُظمت في بيروت، وصورت فيديو للحملة داخل منزلها أكدت فيه أنها تخشى على إبنتها تاليا من المخدرات ، وتحاول أن تفعل شيئاً لها ولمجتمعها لمواجهة هذه المشكلة التي تفاقمت في السنوات الأخيرة .مايا ديابتشير مايا دياب الى أن ابنتها تتأثر بها، وألا مانع لديها من دخولها مجال الفن، إن أرادت ذلك في المستقبل، وتقول: «أتحدث إليها بثقة وبأسلوب نقاش بيننا، وأحاول زرع فكرة معينّة في رأسها وأشتغل عليها بشكل دائم، لكي أثبتها في فكرها، وأحرص دوماً على أن تكون مهذبّة وأعلمها حسن التصرّف بين الناس وألا تطلب طلباً مني أو من جدتّها في حضرة الناس». تضيف: «تشبهني ابنتي في صفات كثيرة وأعود معها إلى طفولتي لأنها تذكرني بنفسي وأنا صغيرة، ثم تتميّز ابنتي بخفة ظل، وأتعامل معها كصديقة وقريبة مني للغاية، حتى أنني أصطحبها إلى أغلب الأماكن التي أذهب إليها، ومن بينها جلساتي مع أصدقائي، وفي الوقت نفسه أزرع في داخلها الصفات بطريقة هادئة، وأتحدث معها في الصواب والخطأ بأسلوب حضاري».نيكول ساباتعتبر نيكول سابا أنه من المبكر الحديث عن موضوع دخول ابنتها مجال الفن إلا أنها لا تمانع ذلك في حال اختارته، شرط أن تمتلك موهبة وصبراً وذكاء لأن الفن مجاله صعب ومن يريد خوضه عليه أن يكون على قدر المسؤولية، وهي بالطبع ستقف إلى جانبها.لدى مشاركتها في أحد البرامج الحوارية، اجهشت نيكول بالبكاء، بعدما طلب منها عرض صورة ابنتها على الشاشة ورفضت بشدة، ولدى سؤالها عن سر بكائها أجابت: {أخاف عليها ولا أفضل ظهورها على الشاشة... هي طفلة لها عالمها النقي والبريء، بعيداً عن الأضواء والحياة الصاخبة، وتابعت: {أعي جيدا أن هذا الخوف خطأ وأحاول التقليل منه.تصف ابنتها بأنها {أغلى إنسانة في حياتي وهي سبب سعادتي، فأنا أعيش لها ومن أجلها، ولن أسمح بأن يؤثر انشغالي بارتباطاتي الفنية عليها، فرغم أن التوفيق بين الحياة الشخصية والعملية معادلة صعبة إلا أنني نجحت فيها، الأمومة أعظم إنجاز حققته وأتمنى تكرار هذا الإنجاز}.الموهبة والدراسة... والدعمالقاهرة – بهاء عمرتعتمد رانيا فريد شوقي مبدأ الاختيار الحر في تقرير مصير الأبناء، مع تقديم النصح وعرض المخاوف، ولا تمانع في خوض ابنتيها ملك وفريدة المجال الفني شرط امتلاك موهبة، وألا يعتمد ذلك على المجاملة لوالدتهما، على سبيل المثال.تضيف أن في حال إثبات موهبة أحد أولادها، توجهه نحو الدراسة المتخصصة، وعدم الاكتفاء بالفطرة، مشيرة إلى أن المهن التي تعتمد على الإحساس على غرار الفن، لا يمكن أن تعتمد على الواسطة او اسم الأب أو الأم، لاستحالة التأثير على ردة فعل الجمهور، ومن يملك موهبة وخبرة سيجد طريقه بسهولة، ولا يمكن لمنتج أو مخرج أن يغامر بأمواله واسمه للمجاملة فحسب. موهبة وإحساستتحلى ابنة رانيا يوسف بحس فني وميول غنائية، لذا تشجعها والدتها على بذل مزيد من الجهد والتدريب للاحتراف، وليس مجرد تأثر بالرغبة في النجومية والأضواء.تضيف أنها ستقف بكل خبرتها وقوتها لدعم ابنتها في أي مجال تختاره لنفسها بما فيه الغناء لو قررت احترافه، مشيرة إلى أن البعض يضع ضغوطاً في غير محلها على أبناء الفنانين بحجة أنهم يستندون على أهلهم، رغم أن ذلك قد يكون صحيحاً في أي مجال باستثناء الفن، لأنه يعتمد، في الأساس، على الموهبة والإحساس الذي لا يمكن أن يتدخل فيه أي وسيط، باعتبار أن الجمهور لا يعرف المجاملة.من حق أبناء الفنانين أن يأخذوا فرصتهم الكاملة من دون حظر من أحد، برأي رانيا محمود ياسين، مشيرة إلى أنها لا تتردد في دعم موهبة أولادها في حال توافرت لديهم، من خلال الدرس الذي تعلمته من والدها الفنان محمود ياسين الذي دعمها روحياً قبل الجانب العملي، ولم يتوقف عند المقارنة التي روجها البعض بين قدراتها كفنانة وقدراته، أو الحديث عن توريث المهنة.تضيف أن مواهب فنية كثيرة قد لا تجد طريقها للرواج بسبب مقارنات في غير محلها، مثل مقارنة موهبة جديدة بفنان كبير بسبب الشبه بينهما، وطرح السؤال حول القرابة بينهما، رغم أن الأمر يمكن أن يكون مجرد صدفة.شروط واضحةتنتمي أميرة العايدي إلى عائلة فنية كبيرة، فهي ابنة المنتج المسرحي عبدالقادر العايدي، ووالدتها الفنانة الراحلة عزيزة راشد، وقد قدما لها الدعم المعنوي اللازم لدخول الوسط الفني، من دون النظر إلى المقارنات أو الهجوم عليها، كونها تنحدر من عائلة فنية، مؤكدة أن درسها الأول الذي تعلمته من والديها أن الموهبة هي التي تحمي في الوسط الفني، وليس العائلة أو العلاقات رغم أهميتهما.تضيف أنها تهيئ الأجواء لولديها يوسف وسارة، ليكونا مستقلين في خياراتهما، مؤكدة أنها لن تعارض دخولهما الوسط الفني، لكنها لن تسعى لذلك حتى لا تؤثر على تكوينهما الشخصي وحريتهما.تضع لقاء سويدان شرطاً واضحاً لدخول ابنتها جومانة إلى الساحة الفنية، وهو الدراسة الجادة للفن، مؤكدة أنها فعلت ذلك ودرست في الكونسرفتوار أنواعاً عدة من الفنون، لتكون فنانة شاملة مستعدة لخوض المنافسة الفنية.تضيف أنها لن تبخل في تقديم النصح لابنتها، لا سيما أنها تفعل ذلك مع كثيرين في الوسط، ومن المنطقي ألا تبخل على فلذة كبدها، مؤكدة أن المعيار النهائي للحكم على موهبة أبناء الفنانين وصلاحيتهم للعمل في الوسط الفني هو قدرتهم على كسب جماهيرية وفتح مساحة ود مع الجمهور، عبر تقديم أعمال تحترم عقل المشاهدين بكافة شرائحهم وأذواقهم، مع ضرورة إعطاء فرصة زمنية لأي موهبة جديدة للحكم عليها وعدم مقارنتها بنجوم محترفين، قضوا سنوات طويلة في الساحة الفنية حتى تمكنوا من صقل خبراتهم.تحرص في تربية ابنتها على أن تكون لها شخصيتها البعيدة عن مجال عمل والدتها الفني لتستطيع تكوين شخصية سوية يمكنها أن تعيش حياتها بعيداً عن التربص بأي تحرك أو سلوك، كما يحدث لبعض الفنانين من قبل وسائل الإعلام.