الرياض تبعث من موسكو برسالة إلى المؤسسة الأمنية السورية
ظريف يؤجل زيارة أنقرة ويعرض «المبادرة» في بيروت ودمشق
لم يُعلن «لقاء موسكو»، الذي جمع أمس وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وهو اللقاء الثالث بينهما في أقل من شهر، اختراقاً واضحاً في جدار الأزمة السورية، إلا أنه أتى في سياق الترتيبات والتحركات الدبلوماسية التي تجري منذ أسابيع في المنطقة، والساعية إلى وضع نهاية للحرب الأهلية السورية. وإذا كان اللقاء بين ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومدير مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك في جدة قبل مدة، جرى خلف الأضواء، إلا أن الرياض اختارت هذه المرة أن توجه رسالة علنية إلى المؤسسة الأمنية السورية وخاصة الجيش، من قلب موسكو، التي بُني الجيش السوري بخبرائها وتقنياتها وأسلحتها.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك، الذي جمع الجبير ولافروف، لم يتردد الوزير السعودي في الإجابة عن سؤال، مؤكداً أنه «يجب الحفاظ على الجيش السوري» بعد التوصل إلى حلّ سياسي، مشدداً على أهمية «استخدام هذا الجيش في الحرب على داعش».وأكد الجبير أن «بشار الأسد جزء من المشكلة، ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل»، مشيراً إلى أن الخلاف بين بلاده وموسكو بشأن مقررات «جنيف 1» ينحصر في ضم الأسد إلى «الهيئة الانتقالية» أم لا. كما أكد أنه «ليس هناك أي علم لنا بوجود مبادرة روسية لتشكيل تحالف إقليمي مناهض للإرهاب، يضمنا إلى جانب تركيا ونظام الأسد، ولا يمكن أن يكون بيننا وبين الأسد أي تعاون».من ناحيته، تحدث الوزير الروسي عن بحث «تفاصيل أولية» للتنسيق مع الرياض في الحرب على «داعش».في غضون ذلك، أجّل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، فجأة، زيارة مقررة لتركيا. ووصل ظريف إلى بيروت أمس، حيث يلتقي إلى جانب المسؤولين الرسميين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، كما يزور اليوم دمشق في أول زيارة له منذ إبرام الاتفاق النووي في 14 يوليو بين طهران والدول الكبرى.وكانت طهران تحدثت عن طرحها مبادرة معدلة لحل الأزمة السورية، وقالت إنها ناقشتها مع مصر وتركيا، وستعرضها على الأمم المتحدة، إلا أنها عادت وتراجعت بعد رصد توتر بينها وبين دمشق على أحد البنود المسربة للمبادرة.وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أمس أن ظريف سيبحث هذه المبادرة في بيروت ودمشق، مضيفة أن خطتها ترتكز على «احترام الحق المشروع للشعب السوري في الإصلاحات وفي تقرير مصيره، ورفض أي تدخل أجنبي (يستهدف) السياسة المستقلة للحكومة السورية ودعمها للمقاومة، ورفض استخدام الإرهاب لغايات سياسية».