الإسلام المعاصر يواجه محنة النهوض الحضاري

نشر في 20-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-06-2015 | 00:01
No Image Caption
يستعرض الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الأسبق الدكتور محمد الشحات الجندي في كتابه "الإسلام المعاصر ومحنة النهوض الحضاري" الصادر حديثاً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب واقع الإسلام وسط العالم الآن، وما يواجهه من أحداث ومشكلات وأفكار، منها ما هو رشيد ومسؤول وثري، ومنها ما هو ضال ومضلل مثلما ابتلينا به من أحزاب وجماعات عالية الصوت ولها قوة وتقوم باستقطاب الشباب بحجة تقديم حل إسلامي واستعادة دولة الإسلام التي ستقود العالم مثلما كانت في عصره الأول.

يقول المؤلف إن العالم العربي هو قلب العالم الإسلامي، لأن الإسلام نشأ فيه ثم انتشر إلى جميع أنحاء العالم، ومن أبرز المشكلات التي واجهها هو وجوده تحت حكومات مستبدة، وموروث صعب على الناس فهمه، فبدلا من انتشار العدل والسلام اختفت المثالية وظهرت المشاكل السياسية والمظالم الاجتماعية مثل الاختلاس والتمييز والرشوة والأمية وأفكار سيئة سائدة، فكان الإسلام بمعناه الصحيح مختلفا تماما عن الواقع المؤلم الذي يعيشه الناس من فساد واستبداد ساعد على بروز من قال نحن سنعمل ونقدم ما يكفل للمجتمع السعادة، فظهر الإخوان في العشرينيات، وظهر التكفير والهجرة، بوكوحرام، القاعدة، أنصار الشريعة، جبهة النصرة، أنصار بيت المقدس وغيرها من الجماعات التي تقوم بتكفير ما عداها، مع أن المتفق عند أهل السنة عدم تكفير من نطق الشهادتين.

وتناول الكتاب أسباب وجود التيارات الهدامة وسبل التغلب عليها بتصحيح الأفكار التي اعتنقها بعض المسلمين ممن حادوا به عن تعاليم الإسلام الحقة، ورؤيته الإنسانية وآفاقه العالمية، حتى تعرض لمحنة حقيقية أرادها له أعداؤه والمتربصون به من الداخل والخارج، فنالوا من عطائه الحضاري وإسهامه العالمي حتى أصبحت الاتهامات بالعنف والتطرف والإرهاب هي البضاعة الجاهزة التي يقدمها هؤلاء المتطرفون باسم الإسلام في العالم المعاصر، مستندين على تأويل مغلوط للنصوص الدينية.

كما عرض الكتاب ما تعانيه الأمة من محنة ومرض معاصر مع بيان الأسباب للمرض والتحديات التي تواجه أهل الإصلاح وبيان الوسيلة التي تؤدي بنا إلى الإصلاح وإلى القضاء على هذه المحنة عبر خمسة فصول، فيناقش الفصل الأول مفاهيم تأسيسية غائبة، والفصل الثاني يتناول إشكاليات وأزمات المجتمعات الإسلامية، أما الفصل الثالث فيتناول تحديات الإحياء والنهوض، في حين يتناول الفصل الرابع مفاسد الجماعات والحركات المتأسلمة، وأخيراً الفصل الخامس بعنوان على طريق التصحيح وإعادة البناء.

back to top