الأسد يبدأ استخدام السلاح الروسي ويغير على «عاصمة داعش»

نشر في 18-09-2015 | 00:04
آخر تحديث 18-09-2015 | 00:04
No Image Caption
• إدارة أوباما تقر بفشل تدريب المعارضة

• موسكو: ندعم الدولة السورية لا النظام
باغت نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أدخل أسلحة نوعية روسية جديدة في الخدمة، مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش» بأعنف هجوم جوي أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، في وقت رصدت الولايات المتحدة طائرات هليكوبتر روسية في أحد مطارات سورية.

في هجوم كبير وغير مألوف على منطقة يستهدفها أيضاً الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، شنت طائرات حربية تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد، أمس، سلسلة غارات هي الأعنف على مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش» وعاصمة خلافته في سورية.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان وجماعة «الرقة تذبح بصمت» الناشطة إعلامياً فإن «طيران النظام» شن أكثر من 12 غارة على المدينة، موضحين أنها استهدف ثمانية مواقع وأسفرت عن سقوط «عدد من القتلى والجرحى».

وفي تطور آخر، بدأ جيش الأسد في استخدام أسلحة جوية وأرضية نوعية مقدمة من روسيا، بحسب مصدر عسكري، أفاد أمس بأن هذه الأنواع الجديدة «ذات فعالية قوية جداً وكفاءة عالية ومؤثرة وتصيب الأهداف بدقة». وأوضح المصدر السوري، في تصريحات لوكالة «رويترز»، أن الجيش بدأ في استخدام الأنواع الجديدة خلال الأسابيع الماضية بعد أن تدرب على استخدام بعضها في الشهور الأخيرة.

وفي أحدث علامة على الوجود العسكري الروسي، أفاد مسؤولون أميركيون أمس الأول بأن الولايات المتحدة رصدت أربع طائرات هليكوبتر روسية بعضها قتالية في مطار سوري، مشيرين إلى أنه من غير الواضح متى وصلت إليه.

كارثة تامة

وبررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي أمس، دعم موسكو لدمشق عسكريا بمحاربة الإرهاب وحماية الدولة السورية والحيلولة دون وقوع «كارثة تامة» في المنطقة، مؤكدة استعداد بلادها لتزويد واشنطن بمعلومات عن طبيعة هذا الدعم عبر «القنوات الملائمة». وقالت إن بلادها تدعم الدولة السورية لا النظام.

ولاحقا، كشف وزير الخارجية سيرغي لافروف عن تعاون مع تركيا على أهداف مشتركة لمعالجة وتسوية الوضع في الشرق الأوسط، رغم التباين في وجهات النظر، موضحا، في ختام مباحثات مع نظيره التركي فيريدون أوغلو بمنتجع سوتشي، أن «تركيا تعتبر شريكا مهما لروسيا في معالجة الأزمات، ويريدان أن تكون المنطقة «مستقرة وديمقراطية».

ومن جانبه، شدد وزير خارجية تركيا على أن أنقرة وموسكو عازمتان على إزالة أسباب وعواقب «خطر التطرف»، مبينا أن «جدول أعمال البلدين يتضمن معالجة الأزمات والتصدي للإرهاب الدولي والتسوية في سورية».

إلى ذلك، كشف وزير الخارجية الأميركية جون كيري أمس الأول عن اقتراح موسكو على واشنطن إجراء «محادثات بين عسكريين» حول النزاع في سورية، لتفادي أي حوادث بين القوات الأميركية والروسية في الميدان.

وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية بواشنطن، إن الهدف هو «التوصل إلى فهم واضح وكامل لنوايا» موسكو حتى يتم «تفادي سوء التفاهم والحسابات الخاطئة»، مضيفاً أن «البيت الأبيض ووزارتي  الدفاع والخارجية بصدد دراسة» العرض الروسي.

وأشار كيري إلى أنه قال، خلال اتصاله الهاتفي الثالث خلال أسبوع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، «بشكل واضح أن الدعم الروسي المتواصل للأسد يفاقم النزاع وينسف هدفنا المشترك بمكافحة التطرف». كما كرر القول إن الولايات المتحدة تبحث عن «حل سياسي» وفي الوقت نفسه تحارب «داعش» وتريد من موسكو لعب «دوراً بناء» .

الأمم المتحدة

إلى ذلك، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول تعزيز الدعم الروسي للأسد، مشدداً على أنه «لا حل عسكرياً والوقت حان للتضامن والتحرك» لحل الأزمة السورية. وقال بان: «أنا قلق لرؤية أطراف تقدم أسلحة، وهذا الأمر لا يمكن إلا أن يفاقم الوضع»، معلناً أنه سيجمع في نهاية سبتمبر على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لمناقشة الوضع في سورية.

وفي أقوى ضربة لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما في هزيمة «داعش» أقر الجنرال لويد أوستن، أعلى قائد عسكري أميركي في الشرق الأوسط، بأنه لم يعد يقاتل التنظيم في سورية من مقاتلي المعارضة المعتدلة المدربة في تركيا سوى أربعة أو خمسة فقط.

وقال أوستن، خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن أول 54 ممن أنهوا برنامج التدريب هاجمهم مسلحو تنظيم القاعدة فور دخولهم سورية في يوليو وقبض على بعضهم، وقتل آخرون، أما الباقون فتفرقوا في البلاد.

حلب

ميدانياً، قتل 11 مدنياً على الأقل في قصف لطيران النظام ببرميل متفجر استهدف مساء أمس الأول حي سعد الأنصاري السكني التابع للمعارضة في شرق حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن 4 منازل دمرت على رؤوس قاطنيها، لترتفع بذلك حصيلة القتلى في حلب في اليومين الأخيرين إلى 47.

لقاءات ديميستورا

في غضون ذلك، بحث مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا أمس مع وزير الخارجية وليد المعلم في دمشق آخر تطورات الوضع السياسي ومقترحات كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية للحل السياسي.

وقال مصدر غربي مواكب لديميستورا، الذي من المقرر أن يلتقي الأسد اليوم، إن برنامج الزيارة يشمل بالإضافة للمسؤولين السوريين لقاءات مع بعض أطياف معارضة الداخل مثل هيئة التنسيق، للتشاور حول دورها في الحل الجاري التداول به مع الأطراف كافة.

(دمشق، واشنطن، نيويورك-

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top