330 مليون زائر صيني مرتقب بأكبر «ديزني لاند» في العالم
سياسة الطفل الواحد توجب على المشغلين تصميم العديد من أماكن الجلوس والمطاعم
اعتبرت هونغ كونغ ديزني لاند التي تبلغ مساحتها 310 اكرات صغيرة جداً، وسيكون حجم شنغهاي ديزني لاند ثلاثة امثالها، كما عانى متنزه باريس الذي يحتوي على 7 فنادق في الموقع تضم 5765 غرفة من تخمة اقامة، وسيفتتح متنزه شنغهاي بفندقين تحت ادارة ديزني ويشتملان على 1220 غرفة.
كما يعرف أي أب يجول مع أطفاله في متنزه ديزني في الولايات المتحدة، فإن نجوم العرض هم ميكي وميني وأميرات القصص الخيالية (سندريلا وأرييل واليس)، الذين حولتهم والت ديزني إلى آلات تدر ربحا دائما. ولكن زوار متنزه شنغهاي ديزني لاند الذي من المقرر ان يفتتح في فصل الربيع المقبل سيستقبلون من قبل ممثل جديد: الثقافة الصينية. وسواء كان ذلك يشتمل على كأس عملاق يمثل الفخامة والشهامة والحظ السعيد في الينبوع الخيالي أو المطعم التقليدي في منطقة حياة الليل في ديزني تاون، فإن كل تفصيل سيبرز جرعة كبيرة من تاريخ وعادات البر الصيني.ويقول رئيس ديزني روبرت إيغر «نحن نشيد شيئاً يرمز بشكل دقيق الى ديزني ويتميز بالسمة الصينية. وسيكون بالتأكيد ديزني لاند في الصين، ولكننا سنحترم الثقافة الصينية والعلاقة مع الشعب الصيني».وكانت الشركة افتتحت في شهر مايو الماضي أكبر متجر في العالم لديزني في شنغهاي باسم ديزني ستور، ولكن المنتجع الذي تبلغ تكلفته 5.5 مليارات دولار وتبنيه ديزني بمشاركة مع حكومة شنغهاي المحلية –على بعد ثلاث ساعات بالسيارة ويستقبل أكثر من 330 مليون زائر محتمل– هو رهان أكبر كثيراً على الطبقة المتوسطة الصاعدة في الصين. وهو أيضاً أكبر الاستثمارات الخارجية لديزني على الإطلاق.وعلى الرغم من نجاح ديزني في ميدان المتنزهات تظل الأخطار قائمة. ومنذ الثمانينات من القرن الماضي أضاف العديد من المطورين العقاريين في الصين مكونات ترفيه الى مشاريعهم، ولذلك يوجد الكثير من المنافسين في هذا المجال في البر الصيني.منافسون محليونومن المتوقع أن يصل عدد متنزهات التسلية –بما في ذلك المتنزهات المائية والوجهات الأخرى الى 850 متنزهاً في هذه السنة، بارتفاع بنسبة 40 في المئة منذ عام 2006، وذلك بحسب الشركة الاستشارية آي بي آي اس وورلد IBIS World. وتقوم شركة كومكاست يونيفرسال ستوديوز Comcast Universal Studios ببناء متنزه في بكين كما شرعت شركة دريم ووركس أنيميشن Dream Works Animation بافتتاح ستوديو سينمائي ومجمع ترفيه في شنغهاي. وتصنف مواقع الجذب التي تشغل من قبل منافسين محليين مثل سونغتشنغ بارك Songcheng Park في هانغجو Hangzhou، وتشيملونغ اوشن كينغدوم Chimelong Ocean Kingdom في هينغين Hengqin تصنف بين الأكثر حضوراً في العالم، بحسب شركة ايكوم Aecom الاستشارية.ويقول دينيس سبيغل، وهو مستشار متنزهات من سنسيناتي، وسبق له أن عمل في الصين إن على «ديزني أن ترتقي الى القمة في هذه العملية. ومن الأفضل انتهازها بصورة صحيحة، وأن تنتهي بشكل ملائم، نظراً لتقدم الصينيين في ميادين التقنية والتواصل الاجتماعي وهم يعرفون الآن ماذا يجري».ويقول كريغ هانا، وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة ثنكول Thinkwell Group، وهي مصممة متنزهات تتخذ من لوس أنجلس مقراً لها، وقامت بأعمال في الصين، إن سياسة الطفل الواحد في الصين ورغبة العائلات الأوسع في السفر معاً تعني في غالب الأحيان وجود ما يصل الى أربعة بالغين مقابل كل طفل في المتنزهات. ولذلك يتعين على المشغلين تصميم العديد من أماكن الجلوس والمطاعم ومناطق المشاهدة والمساحات المكشوفة، حيث يستطيع أفراد العائلة الأكبر سناً التجمع، بينما ينطلق الآخرون نحو ألعابهم.يذكر أن الشركات الصينية لا تقدم بشكل نموذجي نزهات مدفوعة، ولذلك يميل حضور المتنزهات إلى التجمع في قلة من الأعياد الوطنية، بحسب توني سزي، وهو مستشار رفيع لدى مجموعة تشيملونغ، وهي واحدة من أكبر مشغلي المتنزهات في الصين. ويقول إن الشركة وبغية خفض وقت الانتظار للركوب خلال أوقات الذروة تعمل على تنظيم عروض وبرامج في الشوارع من اجل جذب العملاء الى أماكن اخرى في متنزهاتها. وقد أضافت ديزني الألعاب ومقاطع الفيديو والروبوتات لتسلية العملاء أثناء فترات الانتظار. ويتمثل التحدي الآخر في نزوع الصينيين الى تجاوز الصفوف كما ورد بصورة مفصلة في مقال في سنة 2010 نشرته مجلة «إن بارك» التي تصدرها جمعية متنزهات التسلية الدولية، والذي وصف التكتيكات المتبعة لهذه الغاية، والتي تتم من خلال التقدم مع التظاهر بعدم وجود صفوف.ويقول جون راست، وهو مدير فني رفيع لدى ريثنك ليشر وترفيه Rethink Leisure and Entertainment، وهي مصممة متنزهات اخرى تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها «بدلاً من دفع الناس جانباً والقول أنا آسف ليس في وسعك عمل ذلك، عليك جعل تلك العملية مستحيلة». قلعة شنغهايسيشتمل منتجع ديزني شنغهاي على أحد عشر أكراً من الحدائق في الوسط، مع مقاعد ومناطق للتجول.وطبقاً لتفويض إيغر حول التركيز على الثقافة الصينية ستجمع حديقة الاثني عشر صديقاً رموز دائرة البروج الصينية مع شخصيات من ديزني ويمثل «ريمي» من فيلم راتاتويل «سنة الجرذ»، وتفعل الحملان من ماري بوبينز الشيء ذاته في «سنة الخراف».ويقول هانا إن الصينيين يحبون المشاهد البصرية الواسعة المدى، وستحقق ديزني ذلك من خلال قلعة شنغهاي لكتب الحكايات وهي أعلى وأكبر بناء في متنزه ديزني. ويتوقع الصينيون رواد المتنزهات تسلية حية أيضاً. وخارج متنزه شنغهاي ستقام ديزني تاون، وهي ساحة تسوق من دون رسم دخول وتشتمل على مسرح يقدم أول فيلم بعنوان «الأسد الملك» بلغة المندرين، وهي اللغة الرئيسية في الصين.وقد تعلمت شركة ديزني من أخطائها السابقة. وافتتحت ديزني لاند باريس في سنة 1992 وقوبلت بانتقادات فرنسية بسبب عدم وجود كحول في قوائم الطعام، وستوجد وفرة من الأطعمة المحلية في شنغهاي بأسعار متعددة. واعتبرت هونغ كونغ ديزني لاند التي تبلغ مساحتها 310 اكرات صغيرة جداً، وسيكون حجم شنغهاي ديزني لاند ثلاثة امثالها، كما عانى متنزه باريس الذي يحتوي على 7 فنادق في الموقع تضم 5765 غرفة من تخمة اقامة، وسيفتتح متنزه شنغهاي بفندقين تحت ادارة ديزني ويشتملان على 1220 غرفة.ويقول لي كوكيرل الذي كان يشرف على عروض الطعام في فنادق ديزني لاند باريس عند افتتاحه «لقد تعلموا بعض الدروس بكل تأكيد، مثل فهم واحترام الثقافة والتأكد من حصول النزلاء على ما يتوقعونه».(بلومبرغ)