حرب الأنبار تستثمر الخبرات السورية في طرفَي النظام والمعارضة

التقدم الحكومي متواصل ويعرقله «قناصو الأنفاق»

نشر في 12-12-2015
آخر تحديث 12-12-2015 | 00:14
No Image Caption
يشعر العراقيون بملل شديد وهم يتابعون تقدماً بطيئاً لقواتهم خلال عمليات الرمادي، التي تستمر منذ أسابيع وتقترب من تحرير مركز محافظة الأنبار من سيطرة «داعش»، لكن الحكايات القادمة من هناك تتحدث عن أغرب التكتيكات وأعقدها لدى التنظيم المتطرف، الذي يستطيع بضع مئات منه عرقلة قوة تقدر بنحو ١٥ ألف جندي عراقي في قاطع غرب العراق.

وتقول مصادر عسكرية إن تقنيات التفخيخ وتلغيم الشوارع والمنازل وأعمدة الكهرباء، صارت تقليدية مقارنة بخطورة القناصين الذين بدأوا يطورون أساليبهم بشكل لافت مستعينين بخبرات الحروب الأهلية الأخرى.

ويروي أحد المصادر كيف أن القناصين صاروا يرفعون خسائر الجيش في الرمادي بشكل لافت، مستندين إلى خبرات من سورية في حفر الخنادق.

وفي بعض الحالات يدخل الجيش إلى منطقة تبدو خالية من المسلحين، وتقوم فرق مكافحة الألغام بمسحها والتأكد من إبطال مفعول العبوات الناسفة، لكن بمجرد دخول الجيش وتمركزه في الحي السكني مثلاً، يظهر قناصون من تحت الأرض يتحركون بين الشوارع عبر أنفاق محفورة سابقاً ومموهة، ويستهدفون القطعات العسكرية، وتؤكد المصادر أن الخبرات القادمة من حرب سورية جعلت «داعش» لا يخسر أكثر من ثمانية قتلى مقابل ٢٠٠ جندي عراقي خلال الأسبوع الماضي.

ويبدو أن التقدم البطيء متواصل رغم الخسائر البشرية، ويتحدث نواب الأنبار عن قرب طرد «داعش»، لكن القلق يتصاعد بسبب خسائر المدنيين الذين ظلوا عالقين في الأنبار.

ويُصنَّف مدنيو الرمادي أصدقاء للجيش، ولذلك لم تسقط المدينة مع الموصل في صيف ٢٠١٤ رغم انهيار الجيش، وظلت ظروف سقوطها بيد «داعش» بعد ١٧ شهراً من الصمود، غامضة.

ويقال إن مئة ألف مدني موجودون في الرمادي في وضع إنساني حرج، بسبب نقص إمدادات الغذاء والدواء، ثم جاءت العمليات العسكرية لتضيف مأزقا آخر وهو ضحايا قصف الجيش للمدينة، حيث يتحصن تنظيم داعش بالمناطق السكنية.

وتذكر مصادر حقوقية أن الجيش العراقي بدأ يفتقد التسليح النظامي ويلجأ إلى طرق بدائية في القصف توقع خسائر أكبر وتفتقد الدقة في التصويب، مثل البراميل المتفجرة التي تلقيها الطائرات، ومدفع مصنع محلياً يطلق عليه السكان اسم «الكاتيوشا العمياء» وأشياء من هذا القبيل سبق أن استخدمها الجيش السوري ضد المدن المنتفضة ضده.

وتعلق المصادر بأن المفارقة هي أن «داعش» يستفيد من خبرات الحرب السورية، كما أن الحكومة العراقية تستعير أساليب النظام السوري في الحرب ذاتها، وذلك يظهر أن السياسة جعلت الحكومة العراقية تبتعد عن التحالف الدولي بقيادة أميركا وتقترب أكثر من محور إيران، مما يمثل فشلاً يتهدد كل الخطط المراد وضعها كتسويات.

ويذكر مسؤولون أن التحالف الدولي يحاول تقليل الخسائر في صفوف المدنيين عبر تنشيط الاستخبارات، وهنالك برنامج بدأ تطبيقه أخيراً لتسيير طائرات تزود المدن المحتلة بالإنترنت عبر تقنيات حديثة، تجعل السكان قادرين على استخدام الإنترنت لتزويد الحكومة بالمعلومات، وذلك من شأنه تحديد الأهداف بشكل أفضل وتخفيف الكلفة البشرية.

back to top