الاكتئاب يؤدي إلى عجز كبير في حال عدم تداركه

نشر في 07-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 07-12-2015 | 00:01
No Image Caption
يُعتبر الاكتئاب أحد الأمراض النفسية – العصبية الأكثر شيوعاً، وقد يصيب أي شخص، وثمة علاجات بسيطة غير الأدوية تساهم في التخلص منه والعودة إلى الحالة الطبيعية، أما إذا أهملنا معالجته فقد يؤدي بالمصاب إلى عجز صحي أو معنوي كبير جداً.
من هو الشخص الذي لم يختبر الشعور بالحزن من وقت إلى آخر، لا سيما عندما يمرّ بظروف صعبة؟ غير أن الاكتئاب هو المرحلة الأكثر حدّة من الحزن، ويستمرّ أيضاً لفترة زمنيّة أطول. وغالباً ما يتداخل الاكتئاب مع أداء الفرد في حياته اليومية مما يسبب له مشاكل مستمرة مع المحيطين به إن في عائلته أو في عمله أو في مجتمعه.

أسباب الاكتئاب

لا يوجد سبب واحد للاكتئاب كي يعمل عليه الباحثون بشكل نمطي، بل ثمة أسباب عدة قد تؤدي إليه. فقد يكون السبب وجود خلل في كيميائيات الدماغ، ولا حول ولا قوة للمصاب به سوى الالتجاء إلى الطبيب ليحدد نوع الدواء الذي قد يعيد التوازن إلى الدماغ. وفي هذا المجال أيضاً، قد يؤدي العنصر الوراثي دوراً في الاكتئاب، فأفراد العائلة الواحدة هم أكثر عرضة للإصابة به في حال تعرّضهم للضغوطات والعوامل البيئية كالفقر وسوء التغذية والفشل والحرمان من العطف والإهمال المقصود.

أعراض الاكتئاب

الأعراض الرئيسة للاكتئاب تبلغ تسعة هي:

• المزاج المكتئب خلال معظم ساعات النهار.

• فقدان الاهتمام أو المتعة في معظم النشاطات.

• الشعور بالتعب أو فقدان الطاقة والنشاط.

• الشعور بالذنب من دون أي سبب أو لأتفه الأسباب، وعدم تقدير الذات واحترامها والثقة فيها.

• ضعف التركيز على المواضيع، وعدم التمكن أو التردد الواضح في اتخاذ القرارات وإبداء الرأي والمشاركة في الحوار.

• قلة النوم أو زيادته.

• التفكير أحياناً كثيرة في الموت أو  الانتحار ظناً ان فيه الراحة والخلاص.

• التململ وعدم الشعور بالاطمئنان.

• فقدان الوزن أو زيادته بشكل واضح.

إذا اجتمعت خمسة من هذه الأعراض على الأقل لمدّة لا تقلّ عن أسبوعين وتسبّبت بخلل كبير فإن تشخيص الاكتئاب يصبح بديهياً.

علاج الاكتئاب

تتوافر علاجات فاعلة مختلفة لحالة الاكتئاب، وتتنوّع بحسب شدّتها وخطورتها. وبعض هذه العلاجات يُستعمل منفرداً أو قد يتمّ الجمع بين أكثر من علاج لتحقيق النتيجة المطلوبة.

وتشمل العلاجات الشائعة للاكتئاب الأنواع التالية علماً بأنها لا تقتصر عليها، فقد يضيف الاختصاصيون إليها اموراً أخرى:

 تغييرات في نمط الحياة: لا شك أن الرياضة بمختلف أنواعها متنفس رئيس للجسم والعقل. كذلك لتحسين النظام الغذائي مفعوله، وتنظيم أوقات النوم ليصبح طبيعياً (8 ساعات يومياً). وعلى الصعيد الاجتماعي، ينبغي زيادة دعم المصاب معنوياً وتعويده على اتخاذ القرارات وتحمّل المسؤوليات والتخفيض من الضغوطات عليه.

الأدوية: يمكن استخدام أدوية معينة لتخفيض حدة  أعراض الكآبة ويعود وصفها للطبيب المعالج.  

العلاج النفسي: في أحيانٍ كثيرة لا يستطيع المصاب معرفة الأسباب الحقيقية وراء اكتئابه، واللجوء إلى اختصاصي في الصحة النفسية أمر ضروري لفهم أسباب الاكتئاب والسيطرة عليه. كما أن العلاج الإدراكي السلوكي، وهو نوع شائع من العلاج النفسي، يساعد على معرفة الأفكار والسلوكيات المتعلقة بمشاعر الحزن الشديدة وتغييرها.

إجراءات تحفيز الدماغ: يقوم هذا العلاج بالصدمات الكهربائية أو التحفيز المغناطيسي، وتحفيز العصب المبهم. ويتم راهناً إجراء العديد من التقنيات الحديثة لكنها ما زالت قيد الاختبار.

عدم معالجة الاكتئاب   

ماذا إن لم تتمّ معالجة الاكتئاب؟ إذا لم تتمّ هذه المعالجة الضرورية فقد يستمرّ الاكتئاب من بضعة أسابيع إلى سنوات مضنية من العذاب الداخلي. وقد يسبب ذلك عجزاً كبيراً في حياة الشخص فيمنعه من التمتع بما لديه ويبعده عن القيام بواجباته كما ينبغي ما يؤدي إلى فقدانه وظيفته أو عمله، وفي بعض الأحيان تشتدّ هذه الحالة فتدفع صاحبها إلى الانتحار.

ملاحظة

تحتوي هذه المقالة معلومات عامة لا نصائح طبية، وذلك بهدف  مساعدة المصاب وتشجيعه على سؤال طبيبه واستشارته ليرشده إلى ما يجب القيام به ليتجاوز هذه الحالة التي يغمرها الحزن والانزواء.

back to top