رمضان في القدس زهرة المدائن

نشر في 25-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 25-06-2015 | 00:01
في ذاكرة الأيام حكايات للشعوب تناقلتها أجيالها، فيها من البساطة والأصالة والخصوصية ما يستحق أن يروى، وفيها لنا عبر ودروس ومواعظ تخرجنا من عصر السرعة والمادة والتعلق بأستار الرغبات وحطام الدنيا إلى مساحات واسعة من الخيال وفضاءات رحبة من التقرب إلى الله بنوايا صادقة.

فللشعوب الإسلامية علاقة روحية برمضان، وعشق أزلي يتجدد باستمرار، تنتظره كل عام بشوق وفرح، ارتبطت به روحا وعانقته وجداناً، كلها باختلاف ديارها وأصولها اتفقت عبادة، واختلفت طباعاً وعاداتٍ وسلوكاً.

للجغرافيا والمجتمع والتاريخ آثارها في صياغة العقل الكلي وتكوين الإرث عبر السنين.

وفي بحثنا هذا، نحاول أن نعود بالزمن إلى الوراء... نعيد الرحلة باتجاه المنابع لأن ما تعيشه شعوب اليوم أتى من بعيد... فهناك وُلِدت الأسرار، نسافر من منطقة إلى أخرى، نبحث عن أخبار رمضان في ذاكرة الزمن الجميل وذاكرة البسطاء لننقل أخبارا بسيطة مثل اهلها، لكنها تخبرنا عن الجذور وعن التاريخ حين يدوَّن برغبة صادقة للوصول الى الحقيقة التي تشير جميعها إلى نقاء العبادة والنفوس المطمئنة.

القدس إحدى اقدم المدن الحالية في العالم، حيث تأسست قبل خمسة آلاف عام وقد تعددت الأسماء التي اطلقت عليها، فأسماها الكنعانيون الذي سكنوها في الألف الثالثة قبل الميلاد اورساليم أي مدينة السلام، ومنها اخذ العبرانيون التسمية فحوروها الى اورشاليم، وتعني البيت المقدس، ثم اتاها اليونانيون فاسموها إيلياء أي ارض الله، ثم سكنها اليبوسيون اسلاف العرب من كنعان في عام 2500 ق م فأسموها يبوس، وفي عام 1600 ق م احتلها الفراعنة فبقيت تحت سيطرتهم حتى استولى عليها الخابيرو، وهم قبائل من البدو الرحّل، وقد حكمها النبي داوود منذ عام 977 ق م أربعين عاما تلاه ابنه النبي سليمان، وفي عام 586 ق م احتل الملك البابلي نبوخذ نصر القدس فبقي فيها خمسين عاما ثم عاد بكل اليهود اسرى معه الى مملكته، وبعد ان احتل قورش الملك الفارسي بابل عام  538 ق م سمح لليهود بالعودة الى القدس، وقد تناوب على احتلالها بعد ذلك اليونانيون ثم الرومانيون الذين بنوا كنيسة القيامة بعد ان طردوا اليهود منها كلياً عام 326م بعد ان نقل الامبراطور قسطنطين عاصمته من روما الى بيزنطة واعلن المسيحية الديانة الرسمية الوحيدة في الأراضي الرومانية.

وبقيت القدس تحت سيطرة الرومان حتى عام  621 م حينما وطأتها قدم الرسول الاكرم نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) في ليلة الاسراء والمعراج حيث اسري به من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ومنه عرج الى السماوات العلى، وبعدها بسنوات أصبحت تحت الحكم الإسلامي بعد ان تم فتحها عام 638م فتم تغيير اسمها من ايلياء الى القدس وبدأت الحضارة الإسلامية تدخلها بقوة فبني مسجد قبة الصخرة عام 690 م تقريبا ثم اعيد بناء المسجد الأقصى عام 709 م.

ووقعت القدس بأيدي السلاجقة بعد ان اخرجوا الفاطميين منها ثم تحاربوا فيما بينهم فسهل الامر وقوعها بأيدي الصليبيين للمرة الأولى فقتلوا اكثر من سبعين ألفا من أهلها المسلمين، وبقيت بأيديهم حتى استعادها المسلمون مرة أخرى في معركة حطين ثم سقطت بيد الصليبي فريدريك ملك صقلية مدة 11 عاما قبل ان يستعيدها المماليك ويضموها مع الشام الى مصر لتبقى تحت حكمهم حتى احتلها العثمانيون بقيادة سليم الأول بعد معركة مرج دابق، وقد أعاد السلطان سليمان القانوني بناء قبة الصخرة وبنى سور المدينة، ثم استولى عليها محمد علي وضمها الى مصر فاستعادها العثمانيون ثانية بعد وفاة محمد علي، وفي عام 1898م أزال العثمانيون في عملية مشبوهة سور القدس من اجل مرور الملك الألماني وليام أثناء زيارته المدينة، وبعد عشرين عاما من الحادثة تقريباً احتل البريطانيون المدينة وبقي انتدابهم لها 30 عاما تقريبا بقرار من عصبة الأمم تم خلالها تسهيل الهجرات اليهودية من أوروبا خاصة بعد وعد بلفور عام 1917م أي بعد وقوعها بيد الجيش البريطاني وقائده الينبي بشهرين تقريباً، واستمر الانتداب البريطاني حتى قرار الأمم المتحدة بتدويل القدس عام 1947م لتخرج القوات البريطانية منها منهية الانتداب فجأة وبشكل مدروس لتستغل العصابات اليهودية الفراغ فيعلن بن غوريون قيام الدولة الإسرائيلية وعاصمتها القدس الغربية ثم تم ضم القدس الشرقية بعد نكسة يونيو لتكون القدس الموحدة عاصمة للدولة العبرية.

رمضان قبل الاحتلال

كانت القدس قبل الاحتلال الإسرائيلي مدينة الاخاء والمحبة، تتجاور المساجد والكنائس، المآذن والصلبان، رمزا للمحبة والالفة واحترام الجوار، ومن العجائب التي كانت تروى ان المسحراتي في احد الاحياء المقدسية القديمة كان مسيحيا مارس عمله هذا لسنوات تطوعا بلا أجر وان أهالي الحي كانوا يتنادرون فيما بينهم بتسميته الخواجة المسحراتي، وان بعض المطاعم التي كان يملكها مسيحيون كانت تغلق أبوابها نهارا طوال أيام الشهر الكريم، وان الكثير من الحلوانيين المسيحيين المقدسيين كانوا يبدعون في صنع أنواع الحلويات التي يفضلها المسلمون في رمضان، بل ان بعض سكان الاحياء المختلطة كانوا يتبادلون الأطعمة والاكلات في الفترة التي تسبق الفطور مثلما كان المسلمون يفعلون فيما بينهم، ولأن سكان المدينة المقدسة قد اعتادوا على استقبال أفواج الزوار القادمين من الخارج مسلمين ومسيحيين لزيارة الأماكن المقدسة طوال مئات السنين فقد ساهمت هذه الخصوصية التي حازتها القدس كمدينة مقدسة لدى الديانات السماوية على اعتياد الناس في استقبال مخالفيهم بالعقيدة والتعامل معهم في اللقاءات والتعاملات مما كسر كل حواجز العداء التي غالبا ما يكون مصدرها الحساسية المفرطة من عقائد الآخرين.

الأسواق القديمة

مع قرب انقضاء أيام شهر شعبان ووصول شهر رمضان تبدأ الحركة التجارية تدب في الأسواق القديمة لتلبية حاجة المقدسيين من طعام وكساء ومفروشات وبقية لوازم الشهر الكريم وعيد الفطر المبارك، وقد اشتهرت العديد من الأسواق القديمة التي كانت قبلة المشترين واشهرها سوق خان الزيت وهو اول الأسواق وأكثرها شهرة وتنوعا بالبضائع وسمي بهذا الاسم لوقوع محل قديم لبيع الزيتون وزيت الزيتون في اوله ويقال ان هذا المحل كان نواة السوق حيث توالت بعده المحلات فأصبح اكبر الاسواق، وسوق اللحامين وتتخصص معظم محلاته القديمة ببيع اللحوم بانواعها والاسماك والدواجن والبيض، وسوق العطارين وهو امتداد لسوق خان الزيت وتتوزع على جانبيه محلات العطارة والاعشاب والزعتر، وسوق الدباغة ومعظم محلاته كانت متخصصة بدباغة الجلود وتصنيع المنتجات الجلدية مثل الأحذية والاحزمة والشنط وبقية المنتجات الجلدية الأخرى، والبازار وهو سوق الخضار والفاكهة كان يقصدة الفلاحون وأهالي الريف المقدسي يبيعون منتجاتهم الزراعية بالمزاد والمفرق وكانت المزادات تقام في ساعات معينة من صباح كل يوم، وسوق الحصر ويقع بموازاة البازار ويقوم الأهالي ببيع منسوجاتهم من الحصر والفرش المنتجة في غالبها بأيد مقدسية، وسوق الباشورة وهو اقدم الأسواق حيث يعتقد ان الرومانيين هم الذين انشأوه، وسوق القطانين وهو سوق قديم انشأه الفاطميون وكان مخصصا للعطور والحمامات.

بداية الشهر الكريم

ما ان تثبت رؤية هلال شهر رمضان حتى تنطلق طلقات مدفع رمضان مدوية بعد ان يكون قد نفض عنه غبار عام من الصمت والهدوء، وفي بعض الاحياء البعيدة يتم الإعلان عن اول أيام الشهر المبارك عبر المناداة من مآذن المساجد، وعادة ما يكون المسحراتية بحالة ترقب في الليلة الأخيرة، ولذا فإنهم ما ان يلتقطوا خبر ثبوت الهلال حتى يحثوا الخطى بين الحارات والازقة ضاربين على طبولهم منادين بصوت جهوري معلنين ان غداً هو اول أيام شهر رمضان، وعادة ما ينتشر الخبر قبل صلاة العشاء عند معظم المقدسيين، لكن ساكني الأرياف والمناطق البعيدة عن المركز ربما تأخرت معرفتهم بدخول الشهر الى ما بعد العشاء ان لم يتمكن الأهالي هناك من رؤيته بأنفسهم.

التزاور والتراحم

إن بساطة الناس في تلك الأيام جعلت الحب والوئام يسودان العلاقات الاجتماعية، فما ان يهل الشهر المبارك حتى يتبادل الناس التهنئة، ويبدأوا في ترتيب اوقاتهم بما يتناسب مع الاعمال العبادية والأنشطة العامة والتواصل مع الارحام والاقارب والاصحاب، وقد يقوم البعض ممن يجيد القراءة والكتابة بقراءة القرآن وإتمام (الختمة) والحفاظ على أداء الفروض جماعة، والالتزام بصلاة التراويح، وقد يتقاسم أهالي الحي انارة الازقة والممرات كلٌّ مما يلي بيته ليأنس الذين يتنقلون بين بيوت الاهل والأصدقاء والذين يذهبون الى المساجد او المقاهي وجلسات السمر، وعادة ما تتم الانارة بوضع بعض الفوانيس امام باب الدار او في الزقاق المقابل للباب، والفانوس الزيتي نوع من الفوانيس القديمة التي عرفها المقدسيون بعد دخول القدس في حكم الفاطميين، ورغم ان لأهالي القدس اهتماما خاصا بنظافة الافنية ومداخل البيوت فان اهتمامهم بالنظافة يزداد في شهر رمضان فتجد المدينة قد ارتدت حلة جديدة.

مدفع رمضان

دخل مدفع رمضان القدس في المرة الأولى أيام العثمانيين قبل اكثر من مئة عام وقد وضع في المقبرة القديمة الواقعة في شارع صلاح الدين، واوكلت مهمة الاشراف واطلاق الطلقات الى رجل مقدسي اسمه أمين صندوقة، وقد توارثت اسرة صندوقة مهمة الاشراف على المدفع واطلاق طلقات رمضان عبر السنين، حيث جرت العادة ان يرث الابن المهمة عن الاب حتى يومنا هذا، وقد جرى التقليد ان يتم اطلاق ثلاث طلقات عند ثبوت رؤية هلال شهر رمضان كإشارة الى بدء الشهر الكريم ثم يتم اطلاق طلقة واحدة يوميا إيذانا بالفطور، وأما في عيد الفطر المبارك فيطلق سبع طلقات، وقد كان يستخدم البارود الحي في الطلقات منذ نصب المدفع، لكن بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية تم استبدال البارود بطلقات صوتية، وقد جرى العرف قديما ان يصعد احدهم الى المئذنة وبيده بيرق ويراقب غروب الشمس، فإذا ما اطمأن الى غروبها أومأ بالراية او البيرق لصاحب المدفع ليقوم الأخير باطلاق الطلقة مدوية إيذانا بحلول المغرب ووقت الافطار.

الفوانيس

كما اشرنا فإن دخول الفانوس الى القدس جاء متزامنا مع ضم المدينة للدولة الفاطمية في مصر زمن المعز لدين الله الفاطمي، ولم يكن استخدام الفانوس يقتصر على شهر رمضان، لأن الناس في رمضان اعتادوا الخروج من منازلهم ليلا بكثرة حاملين معهم الفوانيس ليسترشدوا الى طريقهم لذا ارتبط الفانوس بشهر رمضان، ونظرا لتعدد الحاجة له وتنوعها فإن تجارة الفوانيس وزيادة الطلب عليها كانت تزداد في رمضان، ومعظم مستخدمي فانوس رمضان كان من الأطفال حيث يصطحب معظمهم فانوسه معه حين يجتمعون في ساحة الحي في اول الليل، واما الرجال فقد كان بعضهم يحمله معه ان توجه الى زيارة بعض اقاربه او اصحابه، ولا يقتصر الحصول على الفانوس من خلال شرائه من الأسواق وانما يقوم بعض الأهالي بتصنيعه محليا عبر احضار “تنكة” خارجة عن الاستعمال المنزلي وثقبها من الجهات الأربع ووضع شمعة في وسطها.

 

 المسحراتي

وهو شخصية محورية لدى أغلب الشعوب العربية في الماضي حيث اعتادت الاسر على الانتباه من نومها في موعد السحور على نقرات طبلته، والجمل المتناسقة التي يرددها بطريقة أشبه بالغنائية وصوته يبدد سكون الليل، وهو يدور بين الازقة والحارات بهمة وسرعة، وغالبا ما يكون عمله اشبه بالتطوع لكن بعض الأهالي اعتادوا ان يعطوه بعض الأطعمة اثناء مروره امام منازلهم، فيما يعطيه بعض الميسورين ومتوسطي الحال بعض النقود خاصة في الأيام الأخيرة من الشهر كي يقضي بها حاجاته ويشتري لوازمه ككسوة العيد، والطريف ان بعض المسحراتية في الاحياء المختلطة كانوا مسيحيين يؤدون عملهم بكل كفاءة وإخلاص، ويرددون الجمل واللزمات وكأنهم مسلمون.

المائدة المقدسية

عرفت المائدة المقدسية بغناها وتنوعها، فلا يكاد يخلو الفطور من التمر والقطايف، فيما تتنوع الاكلات بحسب حالة الاسرة المالية، ولعل اشهر الاكلات المقدسية المنسف والمقلوبة وهما أكلتا الميسورين وبعض متوسطي الحال، واما المطبق والمفتول والمجدرة فهي اكلات كانت في متناول الجميع في الماضي، ولعل اشهر المشروبات الباردة في الفطور الخروب وقمرالدين والعرقسوس، وتقوم النساء الريفيات بتصنيع بعض العصائر الأخرى معتمدة على الفواكه المنتجة محليا، فيما يتكون السحور عادة من الفول او الزعتر والخبز وربما الكعك بالسمسم وبعض منتجات الالبان التي تأتي من الريف المقدسي وتباع بالأسواق في المركز.

المسجد الأقصى

للقدس حالتها الخاصة بين الحواضر العربية والإسلامية، فهي زهرة المدائن وملتقى الأديان السماوية، وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الذي تشد اليه الرحال، وقد اعتاد المقدسيون رؤية الزائرين في مدينتهم يوميا قادمين من مختلف بقاع الإسلام، واعتاد الأهالي على أداء صلاة التراويح في المسجد الأقصى طوال ليالي رمضان، واحياء مختلف العبادات فيه كتلاوة القرآن وختمه والاعتكاف والصلوات الخمس والتبرع بنصيب من موائد الإفطار.

وقد ارتبط المقدسيون بالمسجد ايما ارتباط فكانوا يقصدونه من مختلف احياء القدس قريبها وبعيدها، وربما قطعوا المسافات في سبيل الوصول اليه، وقد يأتي بعضهم من الريف المقدسي قاصدين المسجد الأقصى بعد صلاة المغرب مباشرة وربما تناولوا فطورهم اثناء سيرهم من اجل أداء صلاة التراويح في المسجد المبارك.

المقاهي والحكواتي

اعتاد الرجال قديما  التجمع في بعض المقاهي المقدسية للسمر والاستئناس بلقاء الجيران والاصحاب، وكانت المقاهي تقدم المشروبات الساخنة وربما كان اشهرها الشاي بالنعنع، وتتنوع الاحاديث الجانبية او المشتركة حول مختلف القضايا المتعارف عليها في تلك الفترة، وغالبا ما تكون في بعض المسائل الشرعية والتاريخية واخبار الحي وأهله، وربما اتفق البعض في المقهى على زيارة مريض او مساعدة محتاج او تهنئة من رزق بمولود او توديع مسافر خاصة الذاهبين الى الحجاز لأداء عمرة رمضان، وهم عادة يغادرون القدس في اول أيام رمضان ليصلوا في العشرة الاواخر منه.

وقد كانت بعض المقاهي المقدسية الشهيرة تقيم بعض الأنشطة التي تجذب الناس للحضور والاستمتاع بما تقدمه، ولا تخرج هذه الأنشطة عن ثلاثة في الغالب، أولها المنافسة والتحدي بالأشعار والازجال بين الشعراء المقدسيين، وثانيها أناشيد المديح وفرق الانشاد الصوفية، وثالثها الحكواتي وشاعر الربابة. والحكواتي في تلك الفترة اشبه بالمسلسلات التلفزيونية حاليا حيث يتسمر الناس على كراسيهم مستمعين بشغف الى الحكواتي وهو يروي قصة عنترة بن شداد او الزير أبو ليلى المهلهل، ولا يتوقف الا على نهاية مشوقة من اجل شد انتباه الحضور وتشويقهم الى سماع الحلقة التالية من أولها فتجد الحضور قد اكتمل او زاد قبل ان يبدأ الحكواتي في الليلة التالية حلقته الجديدة، فالرجل خبير في هذه الأمور وقد اعتاد ان يمارس التشويق بطريقة احترافية، واما شاعر الربابة فعادة ما يأتي الى القدس قادما من مصر، وهو ذو صوت شجي يحفظ الاشعار والحكم ترافقه ربابته وعادة ما يروي السيرة الهلالية بصوته الشجي وعزفه المصاحب لروايته فيسحر الحضور.

*كاتب وباحث كويتي

back to top