القطط لا تحتاج إلى مالكيها
بخلاف الكلاب، لا تحتاج القطط إلى البشر لتشعر بالأمان والطمأنينة، مفضلة الاعتناء بنفسها.
كان روديارد كيبلينغ محقاً. تسير القطط حقاً بمفردها ولا تحتاج إلى مالكيها لكي تشعر بالأمان والطمأنينة، حسبما أظهرت دراسة جديدة.صحيح أن المالكين يشعرون بالقلق لأنهم يعتقدون أن حيوانهم الأليف ينتظر بتوق عودتهم إلى المنزل، عندما يُغادرون، إلا أن القطط لا تعاني أي قلق ناجم من الانفصال.
استخلص الباحثون في جامعة لنكولن أن القطط، بخلاف الكلاب، لا تحتاج إلى البشر كي تشعر بالحماية، مفضلة الاعتناء بنفسها.ولكن قبل أن يبدأ محبو القطط بالشعور بالأسى حيال حيوانهم الأليف المستقل، يقول خبراء سلوك الحيوانات إن عليهم اعتبار هذا إطراء. فإن ظلت هذه الحيوانات في المنزل، فيعني ذلك أنها تود البقاء هناك.مرافق اليفيذكر دانيال ميلز، بروفسور متخصص في الطب السلوكي البيطري في كلية علوم الحياة في جامعة لنكولن: {تخطت القطط المنزلية أخيراً الكلاب بصفتها المرافق الأليف الأكثر شعبية في أوروبا، مع اعتبار القطة حيواناً أليفاً مثالياً للمالكين الذين يعملون ساعات طويلة}.يضيف: {أظهرت الأبحاث السابقة أن بعض القطط تعاني عوارض قلق الانفصال، عندما يتركها مالكوها وحدها، تماماً مثل الكلاب. لكن نتائج دراستنا أظهرت أن القطط أكثر استقلالية من الكلاب. فما اعتبر إشارات إلى قلق الانفصال ليس في الواقع سوى علامات الشعور بالاستياء}.بغية تحديد ما إذا كانت القطط بحاجة إلى مالكيها لتشعر بالأمان، راقب الباحثون تفاعل 20 قطة حين توضع في بيئة غير مألوفة مع مالكيها، مع غرباء، أو بمفردها. تتبعت الدراسة مقدار الاحتكاك الذي سعت إليه القطط، مستوى سلوكها الخامل، وإشارات الاستغاثة الناجمة عن هجران مالكيها.يقول البروفسور ميلز: {صحيح أن القطط بدت أكثر مواء عندما تركها مالكها مع شخص آخر، مقارنة بإنسان غريب، لم نلحظ أي أدلة أخرى تشير إلى أن الرابط بين القط ومالكها يقوم على الشعور بالأمان}.يتابع موضحاً: {قد يكون هذا المواء مجرد تعبير عن الاستياء أو ردة فعل مكتسبة، بما أننا لم نلاحظ أي إشارات أخرى إلى التعلق. في أوضاع غريبة، يميل الحيوان المرتبط بمالكه إلى البقاء قريباً ممن يرعاه، يعرب عن إشارات إلى الخوف عند الانفصال عنه، ويشعر بالمتعة عندما يعود الشخص المرتبط به. لكن هذه الميول لم تظهر خلال بحثنا}.أكثر استقلاليةيؤكد ميلز أيضاً: {بالنسبة إلى الكلاب الأليفة، يمثل المالك ملجأ آمناً محدداً. ولكن من الواضح أن القطط الأليفة أكثر استقلالية عند التأقلم مع أوضاع غير معتادة}. صحيح أن الباحثين يقولون إن القطط تستطيع أن تنمي رابطاً مع مالكها ومشاعر التعلق به، إلا أن الدراسة الجديدة تكشف أنها لا تحتاج إليه بقدر الكلاب.لكن خبيرة القطط سيليا هادون، مؤلفة Cats Behaving Badly (قطط سيئة السلوك) و To Read Your Cat’s Mind (كيف تقرأ تفكير قطك)، توضح أن المالكين يجب ألا يشعروا أن قططهم لا تحبهم.تضيف: {تُظهر هذه الدراسة أن القطط لا تحتاج إلى البشر لتشعر بالأمان، فهي لا تعتمد علينا لأنها تعتني بنفسها. فإن شعر القط بالخوف لا يأتي إلى مالكه، بل يقفز فوق الخزانة أو يختبئ تحت السرير. لكن هذا يشكل مديحاً إلى حد ما. لا تعيش القطط في منزل لا تجد فيه السعادة، بل ترحل. يستطيع القط الهارب أو المشرد أن يعيش بأمان وحده}.وتتابع: {لا تعيش القطط ضمن مجموعة، ولا تعتمد على قطط أخرى. لذلك لن تعتمد على مالكها. إلا أن هذا لا يعني أنها لا تريد العيش مع مالكها. على العكس، يكشف أنها تريد ذلك}.تقول أليس بوتر، خبيرة متخصصة في سلوك القطط وخيرها العام في الجمعية الملكية للوقاية من سوء معاملة الحيوانات شاركت في إعداد الدراسة، إن هذه الأخيرة قد تساعد المالكين في تلبية حاجات حيواناتهم الأليفة.تعلن: {تشير هذه الدراسة إلى أن القط، إذا شعر بالخطر أو تعرض لحادث، لن يحتاج إلى عناق، بل إلى الهرب والاختباء. وهكذا على المالك أن يؤمن له مكاناً لذلك. على نحو مماثل، يجب ألا يقلق المالك إن رفض القط المواساة. فهو يتصرف على طبيعته}.