الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في المغرب د. أحمد عبادي:

نشر في 15-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 15-07-2015 | 00:01
No Image Caption
التواكل الفقهي والروح الانهزامية وراء تراجع الخطاب الديني
أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء المسلمين في المغرب، الدكتور أحمد عبادي، أن المؤسسات الدينية المعتدلة والمشهود لها بالعلم، وعلى رأسها الأزهر الشريف، قادرة على قيادة تجديد الخطاب الديني في الوقت الحاضر، ولكن يعوزها إشراك حقيقي للمؤسسات العلمية، لأن التجديد هو بمثابة قوة افتراضية. وعاب عبادي في حواره مع «الجريدة» على كثير من الدعاة المنوط بهم التجديد واتهمهم بالكسل وشيوع الروح الانهزامية بينهم، واتباع سياسة التواكل الفقهي، أي الاكتفاء بما وضعه الأسلاف والسير خلفهم، وعدم الإضافة إليه. وحدَّد عبادي مواصفات يجب أن يتصف بها المجدد أبرزها مقدرته على الاستشراف والاستنطاق والاستخلاص من النصوص، وأن يكون على دراية بالعلوم الشرعية والطبيعية، وأن يتبع المنهج التفاعلي الذى كان يمارسه النبي الكريم. إلى نص الحوار.

لماذا برأيك تتنامى المطالبات منذ سنوات بضرورة تجديد الخطاب الديني؟

أصبح تجديد الخطاب الديني بين المسلمين وبين الآخر ضرورة ملحة، تفرضها التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم، وتستلزم من المسلمين مواكبتها لمسايرة ركب الحضارة المعاصرة. ولا صحة مطلقاً لما تردد في الفترة الأخيرة عن أن ثمة ضغوطاً على المؤسسات الدينية في عالمنا العربي والإسلامي لتجديد الخطاب الديني. كذلك قضية تجديد الخطاب الديني قضية أصيلة، وليست دخيلة على الإسلام، لأن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، والتجديد سنة الحياة، والإسلام بتعاليمه السمحة فيه من اليسر ورفع الحرج ما يلبي متطلبات كل عصر.

ما معنى التجديد في حد ذاته؟

من الأهمية بمكان أن نحدد معنى المصطلح الذي نبحثه، لأن الفكر الإسلامي الحديث يعيش إشكالية صعبة منذ المراحل الأولى له، نتيجة لاحتكاكه بالغرب، لذا فإن الأزمة المصطلحية قد أخذت أبعاداً خطيرة عندما وجدت نفسها عاجزة عن وضع منظومة أصيلة تعبر تعبيراً حياً عن خصوصية المجتمع، وتحمل مضامينه الفكرية وتوجهاته الحضارية وتطلعاته المستقبلية.

التحديد الدقيق لمعنى المصطلح الذي نتناوله مسألة مهمة، لأن أزمة المصطلح أضحت أزمة فكرية صعبة بسبب السطحية في المعالجة، ونتيجة لأننا أخذنا مصطلحات غربية واستعملناها من دون تمحيص كاف، ولحسن الحظ أن التجديد مصطلح إسلامي أصيل بدأ يدخل في فكرنا من حديث رسولنا (ص)، حين قال: {إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها أمر دينها}، فعند البعض يعني التجديد {إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاه}، وقال النبي {يجدد لها دينها} أي يبين السنة من البدعة، ويكثر العلم وينصر أهله، ويكسر أهل البدعة ويذلهم، ومعنى التجديد هو طلب الشيء جديداً على مثل حالته الأولى، أي كما أنزل على الرسول (ص).

هل نحن اليوم مطالبون بتجديد كلي للخطاب الديني أم أننا بحاجة إلى تحديث للأسلوب؟

لا بد من أن نعي تماماً أن تجديد الخطاب الديني أصبح قضية اليوم المصيرية، ليواكب المسلمون تطورات العصر ومستجداته، ليس بتغيير الثوابت والأصول، ولكن التحديث في الأسلوب وتوصيل المعلومة حسب طبيعة من تخاطبهم حتى تكون الفائدة أعم وأشمل، وقال سبحانه وتعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل: 125).

 والحق تبارك وتعالى لا يوجه هذا الأمر بالدعوة إلى رسوله إلا وهو يعلم أنه سينفذ ما أمر به ويتحمل مسؤوليته. فكلمة {ادع} بمعنى دل الناس وأرشدهم سبيل ربك وهو الطريق والمنهج، و{الحكمة} أي وضع الشيء فى موضعه المناسب. وإننا لا ندعو إلى منهج الله إلا من انحرفوا، ومن انحرف ألف المعصية وتعود عليها، فلابد أن ترفق به لتخرجه عما ألف به وتقومه على المنهج الصحيح، والشدة والعنف في دعوة مثل هذا تنفره، لأنك تجمع عليه شدتين: شدة الدعوة والعنف، وشدة تركه لما أحب وألف من أساليب الحياة، فإذا سلكت معه مسلك اللين والرفق وأحسنت عرض الدعوة عليه، طاوعك في أن يترك ما كان عليه من مخالفة، لذا فالنصح في عمومه ثقيل على النفس، خصوصاً في أمور الدين، فإياك أن تُشعِر من تنصحه أنك أعلم وأفضل منه، وإياك أن تواجهه بما فيه من النقص أو تحرجه أمام الآخرين، لأنها تأتي بنتيجة عكسية كالمكابرة والعناد، وهذا هو المراد من قوله تعالى: {بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (النحل: 125).

خلل التجديد

يتهم البعض محاولات التجديد بإحداث خلل ديني. ما تعليقك؟

لا شك في أن ثمة خللاً ما في ما يتصل بقضية الخطاب الديني المعاصر في العالم الإسلامي، لا يمكن إنكاره ولا تجاهله، وأن هذا الخلل قد عبر عن نفسه بصور مختلفة وصلت لاختزال الإسلام في الوقت الراهن في كلمتين هما: الإرهاب والتخلف، وصار ذلك عنوانا يتردد بقوة في الأدبيات المعاصرة في الشرق والغرب على السواء، وعلى جميع مستويات الخطاب المعاصر، سياسيا كان هذا الخطاب أو ثقافيا أو إعلاميا، وقد ساهم هذا الخطاب بصوره المختلفة نتيجة لثورة الاتصالات والمعلومات في تثبيت هذا المفهوم بقوة وفاعلية غير مسبوقة، حتى أوشك أن يستقر ذلك المفهوم السلبي عن الإسلام كدين يولد الإرهاب ويكرس التخلف، كصفة لازمة للإسلام وكعلامة تدمغ المسلمين، وهذه الأمور تعكس مدى أزمة الخطاب الديني المعاصر.

تجديد رد الفعل

أكثر من نصف قرن والمسلمون ينادون بتجديد الخطاب الديني والنتيجة خطاب بلا تجديد فما السبب؟

السبب  أننا نتحرك دائما بمنطق رد الفعل، وليس بمنطق المبادرة، فقد استغرقنا في الحديث عن أزمة الخطاب الديني، حتى صار ذلك نغمة سائدة في الصحف والمجلات وفي الإذاعة والتلفاز، وفي المؤتمرات والندوات، وإذا كان الخطاب السائد في الغرب قد اختزل الإسلام في الإرهاب والتخلف، فإن الخطاب العربي الإسلامي اختزل أزمة الأمة في قضية واحدة، علق عليها سبب تخلف الأمة وانهيارها، وهي أزمة الخطاب الديني، الذي انهالت عليه السهام من كل صوب وحدب بالحق تارة وبالباطل تارات أخرى، وهو اختزال مخل، يزيد من تعقيد الأزمة ولا يساعد على حلها، لأن الأمة في الواقع تتخطى أزمة الخطاب الديني، الذي يعد أحد أوجه الخلل في حياتنا المعاصرة، كمجتمعات عربية وإسلامية، وأنه لا يمكن حل إشكالية الخطاب بمعزل عن الإشكاليات الأخرى.

 وخرجت الدعوة إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني باعتباره إشكالية حقيقية يجب مواجهتها، والتصدي لعلاجها بشجاعة، حتى نتمكن من علاج الخلل الذي أصاب الأمة، لكي تستطيع مواصلة دورها الذي تآكل، لدرجة أصبحت تهدد وجودها ذاته.

هل يعني ذلك أن التحديات التي تواجه المسلمين اليوم هي التي فرضت عليهم ضرورة التجديد؟

بغض النظر عن كون الحديث عن ضرورة تجديد الخطاب الديني في واقعنا المعاصر رد فعل منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، وصولاً إلى الأزمة التي تعصف بالأمة اليوم، فإنه من الأهمية بمكان ملاحظة أن هذه الأحداث أظهرت بعداً جديداً للخطاب الديني في الإسلام، فجعلته خطابا عالميا، وهي ملاحظة إيجابية وعلى قدر عظيم من الأهمية ربما لم نلتفت إليها في عالمنا العربي والإسلامي بالقدر الكافي، وربما تعود إلى قوة الإسلام في حد ذاته باعتباره خاتم الأديان، وما يتمتع به من حيوية ذاتية تجعله دائما قادراً على تجديد ذاته، ونبذ ما ألصق به من جهل وخرافات وأساطير، نتيجة لغفلة أصحابه أو ركونهم للتقليد، وذلك أن نبرة العداء ضد الخطاب الديني الإسلامي في الغرب أوجد نقيضه في داخل المجتمع الغربي ذاته، طبقا لقانون الاستجابة والتحدي، فكانت حركة رد الفعل الطبيعية من كثيرين من المواطنين الغربيين، أن دخلوا في الإسلام طواعية بعد معرفتهم بمبادئه وأصوله.

ضوابط المُجدد

ما هي ضوابط المتصدي لتجديد الخطاب الديني؟

يجب أن يعي القائم أو المتصدي لتجديد الخطاب، أن يحيط بمراعاة الكلام لمقتضى الحال، وضرورة معرفة العادات، والأعراف داخل محيط الجماعة الإسلامية، ولا بد من أن يحذو بما فعله الإمام الشافعي عندما رحل من العراق واستقر به المقام في مصر.. رأينا أنه تراجع عن أكثر من ثلث ما كان ينادي به مذهبه، نظراً إلى وجود مستجدات لا تواكب ما استُقِر عليه، أما اليوم فالأمر قد اختلف كثيراً، حيث أصبح العالم كله مدينة صغيرة، وأصبحت العادات متشابهة، فقد أمكن اليوم أن يعتقد المسلم بمجموعة آراء دينية وهو مقيم داخل وطنه نظراً إلى التأثر بظاهرة {العولمة الرقمية}، ذات الإيقاع الزمني السريع، والمكثف للمعلومات، وذات التأثير الأقوى في تشكيل الرأي العام، فهنا يتغير الانتماء من مفاهيم ضيقة إلى مفاهيم رقمية.

هل تراجع المؤسسة الدينية المعتدلة كان سبباً في ظهور خطاب ديني لا يواكب ظروفنا الحالية؟

المؤسسسة الدينية في عالمنا العربي والإسلامي لم تتراجع، فلدينا مؤسسة الأزهر بتاريخها المشرف وهي رمز للوسطية، ومؤسسة القروين، وقد وضعتا قواعد وأسساً وتخصصات للتجديد كانت دقيقة جدا، وكان لديها القدرة على استشراف المستقبل، لكن هذه المؤسسات ينقصها الإشراك الحقيقي للمؤسسات العلمية، لأن التجديد في الخطاب الإسلامي، هو بمثابة قوة {افتراضية}، بخصوص القضايا الآنية، التي تتطلب تواصل عملية التجديد بالسياقات، والتوافق والتكيف بين فقه النصوص ومفاتيح فقه الواقع.

كيف تنظر إلى قضية تجديد الخطاب من خلال واقع المسلمين اليوم؟

التجديد لدى المسلمين أمر ليس غريباً أو مستحدثاً، فالإسلام يواكب كل العصور والأزمان، وقادر على أن يتكيَّف مع أي مجتمع. لكن الأزمة التي تواجهنا اليوم في موضوع التجديد، هي أن ثمة عدداً كبيراً من علمائنا ينتابه الكسل، والزعم بأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان. وأرى أن هذه روح انهزامية. فمن المسلم به أن ما كتبه السلف الصالح كان هو الأفضل لزمانهم، ومحيطهم فليس من الطبيعي أن نطبق ونتواكل ونعتمد على أمور فقهية عفا عليها الزمن بأكثر من ألف عام، ونرى قول المولى عز وجل: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (العلق: 1)، فهنا تتجلى القراءة المتجددة التي تدعو إلى اكتشاف الجديد، لأن هدف ومقصد الدين الإسلامي هو إسعاد المسلمين، وليس معنى أن نكون أوفياءً للسلف الصالح أن نقف عند ما وقفوا عليه. بل يجب أن نضيف على ما قدموه، فمنذ تكليف الرسول (ص) قبل أكثر من 1400 عام، ونحن نمثل اليوم الجيل رقم واحد بعد 800 جيل، علماً بأن هذا الجيل الذي نعيش سنواته وأحداثه ومستجداته تفوق أكثر من عشرات الأجيال التي سبقتنا، فالزمن متسارع والأحداث متتالية، والعالم أصبح متغيراً.

صفات المجدد

• إذا وضعنا صفات يجب أن يتسم بها المجدد. كيف تحصرها؟

للمجدد صفات أساسية يجب أن يلتزم بها، ويمكن إيجازها في أمور عدة: أن يكون على علم بالعلوم الشرعية، كذلك العلوم الدنياوية، والعلوم الطبيعية، وأن يكون ملماً بالأمور المتداخلة، وألا تكون الأحكام مقصورة على زمن معين. هنا يتطلب الأمر أن يتصف المجدد بالقدرة على الاستشراف لأحوال المسلمين لأكثر من مائة عام، والقدرة على معرفة ما سوف توؤل إليه الأمور بعد فتواه. لكن اليوم نواجه إشكالية تعد معوقة للتجديد، وهي مدى كيفية فهم النصوص، والتي تعني مدى مقدرة المجدد على {الاستنطاق} و}الاستخلاص} من النصوص مع ضرورة تقديم حلول لمشاكل تواجهنا اليوم، وقد كان الرسول (ص) يستخدم هذه الطرق وهذا المنهج التفاعلي مع اصحابه، من أجل تصحيح وتنقيح أمور الدين، فمن السهل أن تلقي الكلام على علاته دون تفسير دقيق للنص، ما يؤدي إلى الغموض.

• ما خطوات تجديد الخطاب الديني كما ترونها؟

تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى خطوات عدة، الأولى من بينها هي الوعي بالسياق، أي الواقع الذي نحيا ونعيش فيه بتضاريسه ومعالمه، والمشاكل التي تواجهه. فالوعي بالسياق لا بد من أن يكون متدرعاً بالعلوم الدينية والاقتصادية والتكنولوجية والعلوم الاجتماعية، ويشكل الوعي بالسياق جزيرة معرفية لها محدداتها المنهجية والمعرفية. أما الخطوة الثانية فهي ضرورة فهم الدين، أي أن تتوافر رؤية كلية، وهذه الرؤية يسميها علماء الدين {المحددات المنهجية} أو الأطر، وحين تغيب الصورة الكلية تحدث المشكلة، لذا نحن اليوم بحاجة إلى جهد علمي منهجي لرد الوظيفة لعلومنا الإسلامية حتى تصبح علوماً محببة، فلا يمكن النظر اليوم إلى علوم الفقه ونغفل قانون الحريات، أي المكون الملتحق بالكرامة. ويعد هذا المكون من مقاصد الشريعة التي بنيت عليها قواعد الدين الإسلامي، فالعالم اليوم ينتظر منا كمسلمين قوة افتراضية للتغلب على المشاكل التي تواجهنا.

 والخطوة الثالثة: يجب أن نعيد النظر في الكتب الإسلامية التي تدرس في المدارس والجامعات، أو تلك التي تقدم في وسائل الإعلام. والخطوة الرابعة: لا يمكن أن نطمح في تجديد خطاب ديني مستنير إلا إذا كانت الجهود مؤسسية، لأن الاشتغال بالعلم إذا لم يكن به هذا البعد فسيواجه عثرات عدة. كذلك لا بد من أن نعي أن العلم الذي يتصف بالرشادة والعلمية والمتصل بالإدارة أي {الحكامة} والتغيير، فإنه يبقى مجرد {أمنيات}. والخطوة الخامسة: إذا لم يكن ثمة نوع من التربية على الإبداع، والتربية على التفكير خارج الصندوق وخارج الجدران فإن أمر التجديد لن يتم. كذلك دورنا التعليمية للأسف الشديد ما زالت تفتقر إلى الإبداع، فمن دون الخطوات السابقة سنصبح حالمين فحسب بتغيير الخطاب من دون التقدم في تجديده، فلم يعد حوار الحكمة وحده، ولم يعد حوار العقل وحده بل يجب أن يشترط جوانب عدة لأجل حوار القدرة على الحسم.

في سطور:

- الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في المملكة المغربية د. أحمد عبادي.

- حاصل على دكتوراه الدولة في الدراسات الإسلامية، وله دراسات عُليا في تاريخ الأديان في جامعة «السربون» في باريس.

- رئيس شعبة الدراسات الإسلامية في جامعة القاضي عياض بمراكش.

- صدر له كثير من الكتب أهمها: «الإسلام وهموم الناس»، و{منهج ابن الجوزية في التفسير»، و{المسلمون وحقوق الإنسان».

- عمل عضواً في منتدى الحكمة للمفكرين، ومستشاراً لجمعية الإمام مالك للبحث في العلوم الإسلامية، إلى جانب أنه أسس برنامجاً ثقافياً إسلامياً في «كوت ديفوار».

- مدير الشؤون الإسلامية في وزارة الأوقاف المغربية.

back to top