10 حلول للتغلّب على البطالة

نشر في 05-12-2015
آخر تحديث 05-12-2015 | 00:00
No Image Caption
لا شك في أن خسارة العمل اختبار صعب. وتكثر الأوصاف التي ترافق فترات البطالة الطويلة، مثل «الانطواء على الذات»، «الموت الاجتماعي»، العار»... وقد أصبحت البطالة اليوم مشكلة كبيرة نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية والمالية المتردية التي تمر بها دول عدة، ما يدفع كثير من الشركات والمؤسسات إلى صرف العمال والحد من عدد موظفيها. لذلك من الضروري أن تسعى في هذه المرحلة إلى التخلص من الشعور بالذنب والعمل على عيش هذا «الفاصل» من حياتك بأفضل طريقة ممكنة. يجب أن تحاول الاستفادة قدر الإمكان من وضعك، وينبغي أن تفهم بيئتك الخارجية كما مشاعرك الداخلية، واسعَ إلى بلوغ حالة من السكينة والاستقرار. من الضروري ألا تستسلم وتواصل المضي نحو انطلاقة جديدة.

من المتعارف عليه أن البطالة والصرف من العمل يشكلان سببين حقيقيين للإصابة بالاضطرابات النفسية، مثل الإجهاد، التشكيك في القدرات الذاتية، تراجع الثقة بالنفس واحترام الذات، ضعف الروابط الاجتماعية. لذلك من المهم أن نفهم ما نمر به من دون أن نزداد هشاشة على المستوى النفسي، وأن نعثر في داخلنا على الموارد الضرورية لمواصلة الحياة بأفضل طريقة ممكنة. إليك عشر نصائح لمواجهة هذا الوضع الجديد:

 

قبول ما لا يقبله العقل: من الضروري أولاً قبول الوضع على حاله. لا شك في أن البطالة، أو الصرف من العمل، تعرض مواردك المالية لهزة كبيرة. ولكن هل يعني هذا أن تصب اهتمامك كله على هذه المسألة؟ هل عليك أن تركز على هذا الوضع المؤلم؟ يشكل قبول ما يبدو لك للوهلة الأولى أمراً لا يقبله العقل الطريقة الفضلى للإمساك بزمام الأمور واتخاذ كل الخطوات اللازمة والممكنة في وضع مماثل.

رأي الخبراء

تؤدي البطالة إلى نوع من فقدان الهوية. ولا شك في أن هذا يهز استقرار الفرد نفسه كما المحيطين به. وبما أننا ما عدنا نعيش في مجتمع تتحكم فيه قيمة العمل، نتوقع ألا يكون لدور العمل هذا في تحديد الهوية أهمية كبيرة إلى هذا الحد. لكن خبراء كثيرين يرفضون هذا الطرح. فعندما يخسر الإنسان عمله، يفقد شعور أنه «مفيد» في المجتمع، علماً أن هذا الشعور بالغ الأهمية للحفاظ على كيان الفرد وبنية المجتمع. كذلك يعاني الإنسان بفقدانه عمله خسارة كبيرة في مكانته الاجتماعية. فتميل دائرة علاقاته إلى التقلص. فيجد العاطل عن العمل نفسه وحيداً ليواجه عواقب أمر مماثل على صحته النفسية والجسدية.

 

التنظيم: قد يكون من الأفضل في هذا المجال أن تعتبر المرحلة الجديدة هذه نوعاً من العمل الجديد. فقد آن الأوان لتبدأ العمل على وضعك المالي، مسألة التقاعد، وبرامج التأهيل والتطوير التي تحتاج ربما إلى الالتحاق بها. عليك أيضاً على الأرجح أن تعيد النظر في سيرتك الذاتيك (CV) ورسالة طلب العمل والشكر التي ترافقها. كذلك لا تتردد في التوجه إلى مكاتب التوظيف المتوافرة في منطقتك. في المقابل، حاول أن تعيد جدولة ديونك، إذا دعت الحاجة، وارسم خطة مدروسة لتحد من نفقاتك الشهرية قدر المستطاع.

 

تفادَ العزلة واطلب المساعدة: تمثل هذه النصيحة الأولى التي يقدمها خبراء واختصاصيو التوظيف. فعليك أن تشارك الآخرين في تجربتك، أن تتحدث عن وضعك، وأن تتجنب تحولها إلى مسألة تُشعر بالعار والخجل. عليك أولاً أن تناقش هذه المسألة مع شريك حياتك وأولادك والمقربين منك. وحاولوا أن تتوصلوا معاً إلى وسائل جديدة للتنظيم والتوفير. وإن كانت هذه المرحلة صعبة جداً على الصعيد النفسي، فلا تتردد في استشارة طبيب نفسي أو خبير في تطوير الذات. بالإضافة إلى ذلك، ثمة نصائح أخرى ترتبط بالكفاءات وبرامج أعادة التأهيل المهني يمكنها أن تساعدك كثيراً.

 

توصل إلى وتيرة حياة جديدة: تقود خسارة العمل إلى حالة من الفوضى في تنظيم الوقت، فسرعان ما ينحدر المرء إلى حياة خالية من أي وتيرة أو نمط أو نقطة ارتكاز. لذلك من الأهمية بمكان التوصل إلى نمط حياة سليم وتنظيم الحياة اليومية: حدد وقتاً للاستيقاظ، وقتاً لتناول الغداء، وقتاً للبحث عن عمل، ووقتاً للاسترخاء. علاوة على ذلك لا تتوقف عن ممارسة الرياضة والاعتناء بمظهرك الخارجي. كذلك لا تحرم نفسك من بعض المتع التي تحبها لأن ذلك ضروري للحفاظ على احترام الذات والثقة بالنفس. ومن هذا المنطلق عينه، يمكنك أن تعتبر فترة البطالة هذه استراحة ذات مغزى ولا تحرم نفسك من رسم المشاريع والخطط. تفادَ أن يتحول البحث عن عمل مشروعك وهدفك الوحيد في الحياة. فتستطيع مثلاً المشاركة في الأعمال الخيرية.

 

لا تشعر بالذنب: من المهم جداً ألا تشعر أنك ارتكبت ذنباً. من الضروري أن تنظر إلى وضعك الجديد هذه من بعيد لترى الصورة الكاملة وتدرك كفاءاتك، مواهبك، ومميزاتك. فلا أحد محصن ضد الصرف من العمل أو البطالة، وخصوصاً في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة. وتذكر أن الشعور بالذنب لا يحقق أي هدف غير إضعافك أكثر بعد.

 

فكّر في الحلول والمساعدات التي تقدمها الحكومة: تقدّم الدولة في بعض البلدان عقود عمل مدعومة أو عروض توظيف مستقبلية. ويمكنك الاستعانة بعروض مماثلة لأنها تشكل وسيلة تساعدك على النهوض مجدداً.

 

حسّن مهاراتك: اعتبر مرحلة البطالة التي تمر بها فترة لتعزز مهاراتك وتتعرف إلى أناس جدد. لذلك حاول أن تعد لائحة بالكفاءات التي تتمتع بها، ادرس المهارات المطلوبة في سوق العمل، واسعَ إلى سد النواقص التي تعانيها، إن دعت الحاجة. لا شك في أن هذا كله يعزز فرصتك للنهوض من جديد والعثور على عمل ينسابك.

 

الجأ إلى مكاتب التوظيف: إن كنت تفتقر إلى الثقة بالنفس كي تبحث أنت وحدك عن عمل جديد، فالجأ إلى وكالات التوظيف التي تقيّم كفاءاتك وتوجهك نحو الدرب الصحيح. صحيح أنها قد لا تعثر لك على عمل بدوام كامل، إلا أنها قد تساعدك بالتأكيد في العثور على مصدر دخل على الأمد القصير.

 

نشّط شبكاتك الاجتماعية: من الضروري في هذه المرحلة أيضاً أن تنشط شبكاتك الاجتماعية كلها. اتصل بأصدقائك الذين يملكون عملاً في منطقتك واسألهم إن كانت أي من شركاتهم تطلب موظفين. سيفهم الأصدقاء وأفراد العائلة أنك تطلب منهم المساعدة لأن معظمنا عثر على عمل من خلال شبكة المعارف. كذلك من الممكن للتواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة أن يعود عليك بالفائدة على الصعيد العاطفي لأن البطالة تقود غالباً إلى القلق والكآبة. إذاً، لا تتردد في إحياء العلاقات في زملائك وأرباب عملك السابقين، فقد يطلعونك على منصب شاغر قبل نزول الإعلانات في وسائل الإعلام. كذلك اشترك في الصحف المتخصصة في مجال التوظيف، زر الشركات الخاصة والاقتصادية المحيطة بمكان سكنك، وتعرف إلى العاملين فيها في أقسام التوظيف.

 

ضع أمام عينيك الاحتمالات كافة: عليك أن تتعلم توسيع نطاق بحثك، وألا تتمسك بتجاربك الخاصة فحسب. فقد يكون الوقت مناسباً الآن لتبدل مجال عملك، ولتبدأ مثلاً العمل في بيع المنازل، أو للتعاقد مع شركات للعمل على حسابك. أو ما رأيك أن تؤسس عملك الخاص؟ فلعل فترة البطالة هذه فرصة مذهلة تتيح لك تبديل حياتك ومسيرتك المهنية.

اعتبر مرحلة البطالة فترة جديدة تتخلل حياتك وتتيح لك الوقت الكافي لتثبت مهاراتك، لتتأمل رغباتك الفعلية، لتعزز قناعاتك الشخصية، لتتبع مصادر شغفك وما تحلم به، ولتبدل حياتك. وتذكر أن الفشل لا أهمية له إلا تلك التي نوليه إياها نحن. إذاً، إن توقفت عند هذا الفشل وصببت اهتمامك عليك، تحرم نفسك من السعادة ومن الرضا النفسي. صحيح أن الناس متساوون بالحقوق، إلا أنهم ليسوا كذلك بالمهارات: فلكل منا نقاط قوة ومميزات خاصة لا بد من أن نثبتها. ويبقى الأهم أن تتحلى بالشجاعة الكافية لتسير وراء حدسك.

back to top