كيف يمكن التحكّم بنوبات غضب الطفل؟
هل بدأ طفلك منذ فترة يصرخ ويضرب رجلَيه بالأرض حين ترفضين له أي طلب؟ لا نفع من التوتر والصراخ أكثر منه! إليك 12 حيلة لاحتواء نوباته...
تقبّل الوضع: من الطبيعي أن يغضب!
بين عمر السنتين والثلاث سنوات، تتسارع مواقف المعارضة التي يبديها الطفل وتزداد صعوبة فرض سلطة الأهل! لا داعي للذعر إذا ما عدتِ تتعرفين إلى ابنك الذي كان ودوداً منذ بضعة أشهر! هذا الوضع طبيعي. حان الوقت كي تتخلي عن فكرة الطفل المثالي الموجودة في أحلامك. خلال مرحلة المعارضة الجديدة، يحتاج كل طفل إلى التعبير عن رفضه شفهياً كي يصبح فرداً مستقلاً ويثبت شخصيته. لذا تصيبه نوبات غضب مريعة إذا رفضتِ طلباته وإذا شعر بأن سلطته محدودة. إذا ركزتِ على غضبه، سيزداد سلوكه سوءاً. فكري بأن هذه المرحلة حتمية ولا بد من تجاوزها: إنها الوسيلة الوحيدة كي يعبّر الطفل عن عواطفه الفائضة. بعد فترة، سيلجأ إلى وسائل مختلفة للتعبير عن نفسه. إنها مرحلة طبيعة من نموه ويعتبر علماء النفس أن الوضع يصبح شائباً ما لم يمر الطفل بلحظات غضب.عدم التشكيك بالأسلوب التربويغالباً ما يشعر الراشدون بالفشل حين يشاهدون نوبات الغضب التي تصيب أولادهم، فيشعرون فجأةً بأنهم يعجزون عن السيطرة على الموقف ولا يجيدون تربية الأولاد بطريقة سليمة. لا مفر من أن يشعروا بالذنب ويعكسوا للأطفال المتمردين نوايا شائبة. حين يرفض ابنك الجلوس في عربته أو الإمساك بيدك لقطع الشارع، لا يهدف إلى تجاوز القواعد بكل بساطة أو استفزازك عمداً أو إزعاجك بنزواته. هو يثبت نفسه ويعبّر عن رغباته بطريقة استعراضية وغير مناسبة لكنه لا يقصد أن يفسد حياتك!الحفاظ على الهدوءيحاول الصغار أن يثيروا أعصاب أهلهم أو يختبروا مدى ثباتهم أمام سلوكهم المتمرد. لتهدئة هذه النوبات سريعاً، يجب أن تحافظي على برودة أعصابك. إنه أمر صعب لكن سينتابك الغضب أيضاً إذا صرختِ في وجهه وبدأت تطلقين التهديدات. سينعكس وضعه العاطفي على وضعك الخاص وينطبق الأمر نفسه على مظاهر الغضب. إنها حلقة مفرغة ويجب تجنبها بأي ثمن. يجب أن يخرج الأهل من هذه الدوامة أولاً. تسلحي بالصبر للتعامل معه بهدوء. إذا عجزت عن ذلك، سلّمي المهمة إلى الأب وابتعدي إلى أن تسترجعي هدوءك.تقبّل أداء دور «الشر»في أوقات النوم والأكل والقيلولة واللعب والاستحمام وعند تلقين قواعد الأمان والنظافة واللياقة في المجتمع، ثمة ممنوعات أساسية! لتربية الطفل بشكل سليم، يجب أن تحددي أهم القواعد وتفرضيها بصرامة ويجب أن يكون بعضها غير قابل للتفاوض. لا شك أن تلك القواعد لن تروق له. لكن حتى لو جعلك تبدين أماً شريرة وانتفض في وجهك، لا تدعيه يتلاعب بك. لست أماً سيئة بل إنك تقومين بواجبك بكل بساطة!الطفل ليس مساوياً للأهلقد يعيش الطفل نوبة غضب في وقت غير مناسب. حين ينفجر غضباً، لا تعامليه وكأنه مساوٍ لك ولا تنسي أن “خصمك” صغير وأنك أم راشدة. بنظره، يُعتبر الأب والأم عملاقَين وأكبر وأقوى منه بكثير. تخيلي كم يمكن أن يخيفه صراخك وتهديداتك إذا فقدتِ السيطرة على نفسك! هل رفض اعتمار قبعة تحت الشمس؟ لا داعي للعصبية، بل تكلمي معه بحزم وهدوء: “ستضع قبعتك الآن. هذا هو قراري وانتهى الأمر”.التعبير عن الغضب بالكلماتيغضب الأطفال لأنهم لا يجيدون التعبير عما يحصل معهم بطريقة أخرى وهم لا يعرفون مفردات كافية كي يفهمهم الآخرون. يجب أن تصغي إلى طفلك وتساعديه كي يستعمل الكلمات للتعبير عن مشاعره. تكلمي معه بهدوء وأثبتي له أنك تفهمينه حتى لو رفضتِ الرضوخ لطلبه. يجب أن يفهم أن الصراخ ليس الحل لمشكلته وأنه لن يحصل على ما يريده بهذه الطريقة. يمكنه أن يفرّغ غضبه بسرعة حين يشعر بأنك تفهمينه. عدم الاستسلام لنوباتهقد لا نتحلى أحياناً بالصبر أو الشجاعة أو القوة للتحرك، فنسمح للطفل بالركض والصراخ على أمل أن يفكر ويهدأ وحده. لكن يصعب أن يتحقق ذلك بهذه السهولة. إذا أصر على طلب معين، ارفضيه بشكل قاطع وواضح. ما لم تفعلي ذلك، ستتكرر نزواته وسيعتمد الأسلوب نفسه في كل مرة إذا حصل على مبتغاه.احتواء الطفل جسدياًأمام نوبات الصراخ، لا نفع من أن تطلبي من طفلك أن يهدأ بشكل متكرر لأنه يكون قد خرج عن طوره. لا مفر من تفاقم نوبة الغضب لكنها ستدوم لبضع دقائق وسرعان ما يتحسن الوضع. لا يمكن السيطرة على الطفل الذي يصرخ ويتمرّغ على الأرض. يجب أن تحتوي قوته التدميرية. ابقي بالقرب منه وحافظي على احتكاك جسدي معه كي لا يؤذي نفسه. ساعديه على تفريغ عواطفه. ثم احضنيه إذا أمكن لكن من دون تكبيله أو تدليله. سيستعيد بذلك أمانه الداخلي.عدم الاهتمام بنظرة الآخرينيعرف الأولاد نقاط ضعفنا وقد يستغلونها. إذا بدأ طفلك يصرخ وسط الشارع، لا يمكنك القيام بالكثير: يكفي أن تمسكي بيده وتخبريه بأنكما ستعودان إلى المنزل. ويجب أن يعرف أنه يصرخ بقوة ويزعج الناس وهو ليس وحده في الشارع.طمأنة الطفل بعد مرور النوبةبعد نوبة الغضب، يحتاج الطفل ليعرف بأنك ما زلت تحبينه وبأن شيئاً لم يتغير. احضنيه بكل حنان واحرصي على طمأنته. لن يكون الغضب مفيداً إلا إذا تجاوزه الطفل من دون أن يدمر الصورة الإيجابية التي يحملها عن نفسه أو عن الرابط الذي يجمعه بك. مهما حصل، لا يجب معاقبة الطفل تحت عمر الثالثة بسبب نوبات غضبه.تحويل انتباههبعد عودة الهدوء إلى الأجواء، يجب أن تحولي انتباهه إلى موضوع مختلف. يمكنك أن تقترحي عليه مثلاً قراءة القصص معاً أو تطلبي منه المساعدة لاختيار منتجات مختلفة إذا حصلت نوبة غضبه في المتجر. بهذه الطريقة، يمكن تحويل الموقف السلبي إلى موقف إيجابي.التحدث عن المشكلة بعد أن تبرد الأجواءإذا أردت مناقشة ما حصل سابقاً، انتظري إلى أن تهدأ الأجواء ثم تحدثي مع الطفل عن سبب غضبه وتفهّمي موقفه لكن أكدي له بكل حزم أنك لا توافقين على طريقة تعبيره وأخبريه عن وجود أساليب أخرى للتصرف. وإذا استسلمتِ بدورك للغضب، أوضحي له أنك كنت غاضبة وتفوهت بكلمات جارحة ولكنك لا تقصدينها. يبقى التواصل أفضل طريقة لمساعدته على تجاوز غضبه. كلما أجاد التعبير عن نفسه، ستتراجع حدة غضبه. لذا تتلاشى النوبات عموماً بعد عمر الرابعة أو الخامسة، أي حين يبدأ الأولاد بإتقان اللغة.