مفاوضات في كرواتيا لتشكيل حكومة بعد الانتخابات التشريعية

نشر في 09-11-2015 | 16:42
آخر تحديث 09-11-2015 | 16:42
تبدأ مفاوضات كثيفة في كرواتيا الاثنين غداة انتخابات تشريعية اسفرت عن فوز المعارضة اليمينية التي لم تحصل مع ذلك على الاكثرية في هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة التي تواجه ازمة حادة على صعيدي الاقتصاد والهجرة.

فقد حصل الائتلاف اليميني، المنتظم حول "الاتحاد الديموقراطي الكرواتي" المحافظ، على 59 من 151 من مقاعد المجلس، في مقابل 56 للائتلاف اليساري الذي يتزعمه "الحزب الاشتراكي الديموقراطي الكرواتي" بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته زوران ميلانوفيتش.

وهذه النتيجة المتقاربة تعني ان المشاورات لتشكيل اكثرية يمكن ان تستغرق اسابيع في هذه البلد الذي يبلغ فيه الدين العام 90% من اجمالي الناتج المحلي، ويعد اقتصاده واحدا من افقر الاقتصادات في الاتحاد الاوروبي.

وقد اجريت الانتخابات، وهي الاولى منذ انضمام هذا البلد البلقاني في 2013 الى الاتحاد الاوروبي، على خلفية ازمة المهاجرين من الشرق الاوسط، الذين يعبر الاف منهم يوميا دول البلقان الى اوروبا الغربية.

وفي زغرب، يتعين على الاحزاب التي تريد تشكيل اكثرية، ان تتحالف مع حزب موست (الجسر باللغة الكرواتية)، الذي فاز ب 19 مقعدا، وحل ثالثا في البرلمان. ويتزعم هذا الحزب الجديد الذي تأسس قبل سنتين، رئيس بلدية مدينة متكوفيتش الصغيرة (جنوب).

وتتقاسم اربعة احزاب اخرى عشرة مقاعد، اما المقاعد الثمانية المتبقية، فمحفوظة للاقليات القومية.

وصدرت صحيفة فيسيرنيي ليست اليومية الواسعة الانتشار، صفحتها الاولى بعنوان "عبر الجسر نحو حكومة جديدة".

والاتحاد الديموقراطي الذي يترأسه زعيم المعارضة توميسلاف كارامركو، وشوهت فضائح فساد كثيرة سمعته، وابعد عن السلطة في الانتخابات السابقة في 2011، يريد استعادة السلطة، من خلال التشهير بالحصيلة العادية للحكومة المنتهية ولايتها والركود الاقتصادي شبه الدائم منذ 2009.

وسارع كارامركو (56 عاما) الذي كان رئيسا لاجهزة الاستخبارات من 2004 الى 2008، ثم وزيرا للداخلية في الحكومة المحافظة آنذاك، الى تأكيد "انفتاحه على التعاون مع جميع الذين يريدون العمل من اجل حياة افضل في كرواتيا".

كذلك دعا ميلانوفيتش صراحة حزب الجسر الى التحالف بصفة "شريك" في الحكومة.

لكن هذا الحزب اكد خلال الحملة الانتخابية انه لا ينوي التحالف مع اليسار ولا مع المحافظين، ويبقى موقفه المستقبلي اللغز الكبير في هذه المشاورات.

وينص الدستور على ان يعين رئيس الدولة رئيس الوزراء بعد مشاورات مع الاحزاب البرلمانية، ويختاره من الحزب الذي اثبت انه نجح في تكوين الاكثرية.

ويقول المحلل السياسي المستقل دافور جينيرو، ان بروز حزب الجسر يثبت ان الناخبين "باتوا لا يريدون نظام الحزبين، ولا النخب السياسية التي بدأت تتحول عالما يعيش في ابراج عاجية بعيدا عن الناس".

لكن جينيرو قال ان من الضروري اقرار اصلاحات مؤلمة "من اجل التحكم في عجز الميزانية" وانعاش الاقتصاد، ايا يكن شكل الحكومة الجديدة في هذا البلد الصغير الذي يبلغ عدد سكانه 4،2 ملايين نسمة وبلغت فيه نسبة البطالة في ايلول/سبتمبر 16،2% يشكل الشبان 43،1% منهم.

وقد عبر اراضي كرواتيا التي اصبحت العضو 28 في الاتحاد الاوروبي، منذ منتصف ايلول/سبتمبر، حوالى 350 الف لاجىء لدى توجههم الى اوروبا الغربية.

ويقول رئيس الحكومة المنتهية ولايته، ان هذا الوضع شكل مناسبة لحرف الانتباه عن الصعوبات الاقتصادية. واستغل ببراعة موجة الهجرة، فأبدى تعاطفا حيال المهاجرين، وحزما حيال البلدان المجاورة، فانتقد المجر التي اقفلت حدودها، لكنه اكد حرصه على حماية مصالح كرواتيا في المقام الاول.

وبات يتعين على الاحزاب السياسية ان تسارع الى الاتفاق على تشكيل حكومة، كما قال جينيرو.

واضاف ان "ازمة المهاجرين ستتفاقم، والمشاكل الاقتصادية لن تتوقف..." موضحا ان كرواتيا "قد تنزلق الى ازمة خطيرة" اذا لم تتشكل حكومة.

back to top