آليون... مزارعون وطهاة!

نشر في 23-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 23-07-2015 | 00:01
No Image Caption
تسمح التطورات في عالم الروبوتات بتحوبل مهام مثل معالجة الدواجن والخضراوات إلى عمليات آلية. صحيح أن هذا التطور أقل بروزاً من انتصار الكمبيوترDeep Blue على بطل لعبة الشطرنج غاري كاسباروف، إلا أن ريتشارد فان در ليند يقول إن حرفية هذه الذراع الآلية في قطف الملفوف تشكِّل تقدماً بالغ الأهمية في عالم الآلات.
 بمساعدة خمس كاميرات، فضلاً عن أجهزة استشعار في معصمها لمراقبة المقاومة التي تواجهها، تستطيع ذراع مزودة بثلاث أصابع قطف الملفوف بدقة، إعادة توجيهها، ووضعها على آلة تنزع لبها. يوضح فان در ليند: {في الصناعة، يستطيع الإنسان وحده القيام بهذه الخطوات في الوقت الراهن}.

تعمل شركته Lacquey (مقرها في ديلفت بهولندا) مع FTNON، مصنع معدات معالجة الطعام، لتطوير هذه التكنولوجيا كي تُستخدم داخل البرادات الكبيرة حيث يعمل الناس اليوم على معالجة الملفوف، الخس، ومنتجات أخرى لإعدادها للتوضيب. تختبر Lacquey أيضاً نسخاً مختلفة من هذه الذراع يمكنها أداء مهام مختلفة، مثل توضيب الطماطم، الفلفل، والمانغا.

يشكِّل التقدّم الذي أحرزته الشركة مثالاً يُظهر أن التطورات في تقنيات تعاطي الآلات مع الأشياء يفتح الباب على عدد من الوظائف الجديدة التي يستطيع الآليون أداءها في قطاع معالجة الطعام. من السهل على الآليين التعاطي مع أشياء صلبة، قاسية، ومتطابقة الشكل، مثل قطع السيارات. لكن الأشياء الدقيقة، المرنة، والمتبدلة طبيعياً، مثل اللحم، الفاكهة، والخضراوات، تتطلَّب عملية استشعار وتلاعب أكثر دقة وتطوراً.

يعود الاهتمام بتطوير آلات مماثلة إلى إمكان الحد من كلفة اليد العاملة، تماماً كما حدث في صناعات أخرى. لكن شركات معالجة الأطعمة تعتبر أيضاً عالم الروبوتات كطريقة لتعزيز الأمان، وفق غارب ماكموري، الذي يرأس قسم تكنولوجيا معالجة الأطعمة في معهد الأبحاث التكنولوجية في جورجيا. يقول: {لا مفر من وقوع الأخطاء في المواضع كافة التي يتولى فيها الناس معالجة الطعام}. ولا شك في أن الحوادث التي تتلوث خلالها اللحوم والخضراوات، مثلاً، بالإشريكية القولونية أو الليستيريا تكبّد شركة معالجة الأغذية كلفة كبيرة. على سبيل المثال، كشفت دراسة نُشرت عام 2015 أن الكميات المرتجعة من اللحوم قضت كمعدل على 109 ملايين دولار من قيمة شركة عامة لمعالجة الطعام في غضون خمسة أيام من الإعلان عن المرتجعات. صحيح أننا لا نملك أرقاماً محددة عن عدد الحالات الناشئة من التلوث في مصنع لمعالجة الطعام، إلا أن مراكز ضبط الأمراض في الولايات المتحدة تقدّر أن نحو 128 ألف أميركي يدخلون المستشفى كل سنة بسبب أمراض شتى منشأها الطعام، حتى إن 3 آلاف منهم يموتون.

صناعة الدواجن

تعمل مجموعة الأبحاث التي يرأسها ماكموري راهناً على تطوير نظامين لصناعة الدواجن. يستطيع الأول الإمساك بالدجاجة المذبوحة التي تتنقل على خط إنتاج وقطع أوتار الكتفين استعداداً لنزع الصدر والجانحين. ويستطيع هذا النظام اليوم مضاهاة كمية الإنتاج التي يحققها العامل البشري.

أما المشروع الثاني، فيشمل آلياً منخفض التكلفة وله ذراعان يُدعى باكستر من إنتاج Rethink Robotics. صُمم  للعمل بأمان إلى جانب الإنسان، وهو مبرمج لوضح الدجاج المذبوح على حمالات مخروطية الشكل تنقله عبر مصنع المعالجة.

يعتمد النظامان على بيانات بصرية وحسية. على سبيل المثال، يستخدم آلي التقطيع نظام رؤية ثلاثي الأبعاد ليقدّر موضع مفاصل الدجاجة وأوتارها. يعتمد بعد ذلك على أجهزة استشعار في السكين لتحديد ما إذا كان يقطع اللحم أو العظم. يوضح ماكموري: {يشكل العمل مع هذه الأشياء الرطبة، الزلقة، والمتبدلة الأشكال تحدياً كبيراً. ولكن يبدو أن الفوز في هذا التحدي ليس مستحيلاً}.

بغية جعل آلي يقوم بمهمة مماثلة، على المهندسين عموماً برمجة مجموعة من التقنيات والأوامر بدقة. لكن برامج هذه الآلات الذاتية التعلم قد تساهم في أتمتة الجزء الأكبر من هذه العملية، ما يسهل على الآليين القيام بمهام أكثر تعقيداً مع مجموعة متنوعة من الطعام، حسبما يوضح أشوتوش ساكسينا، بروفسور مساعد متخصص في علوم الكمبيوتر في جامعة كورنيل.

اعتمد ساكسينا هذه المقاربة ليعلم آلياً مزوداً بذراعين إعداد طبق سلطة. مرّ الآلي أولاً عبر مرحلة تدريب يستخدم خلالها السكاكين، الملاعق، الشوك، وأدوات أخرى للتعاطي مع خصائص الطعام الحسية، مثل الطماطم، الخس، وجنة شيدار.

بعد ذلك، صار بإمكان الآلي أن يحدد بنفسه كيفية تقطيع مكون ما في السلطة ونقله.

لا نعرف متى سينجح آلي في مضاهاة طاهٍ بشري، هذا إن بلغ هذه الدرجة من التطور أساساً.

ولكن في المستقبل، يقول فان در ليند إن على Lacquey وشركات أخرى أن تبرهن أن آلاتها تستطيع مضاهاة أو حتى تجاوز سرعة الإنسان في إنجاز مهام معينة في خطوط الإنتاج القائمة راهناً.

back to top