رمضان في الأحساء

نشر في 20-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-06-2015 | 00:01
في ذاكرة الأيام حكايات للشعوب تناقلتها أجيالها، فيها من البساطة والأصالة والخصوصية ما يستحق أن يروى، وفيها لنا عبر ودروس ومواعظ تخرجنا من عصر السرعة والمادة والتعلق بأستار الرغبات وحطام الدنيا الى مساحات واسعة من الخيال وفضاءات رحبة من التقرب الى الله بنوايا صادقة.

فللشعوب الإسلامية علاقة روحية برمضان، وعشق أزلي يتجدد باستمرار، تنتظره كل عام بشوق وفرح، ارتبطت به روحا وعانقته وجداناً، وكلها باختلاف ديارها وأصولها اتفقت عبادة واختلفت طباعا وعادات وسلوكاً.

للجغرافيا والمجتمع والتاريخ آثارها في صياغة العقل الكلي وتكوين الإرث عبر السنين.

ونحن في بحثنا هذا نحاول ان نعود بالزمن الى الوراء، ونعيد الرحلة في اتجاه المنابع لأن ما تعيشه شعوب اليوم أتى من بعيد، فهناك ولدت الأسرار. نسافر من منطقة إلى أخرى نبحث عن اخبار رمضان في ذاكرة الزمن الجميل وذاكرة الناس البسطاء، لننقل اخبارا بسيطة مثل اهلها لكنها تخبرنا عن الجذور وعن التاريخ حين يدون برغبة صادقة للوصول الى الحقيقة التي تشير جميعها الى نقاء العبادة والنفوس المطمئنة.

والأحساء التي عرفت في فترتي الإسلام الأول والوسيط بإقليم البحرين هي احدى المناطق الاصيلة التي تستحق ان نسافر في ذاكرتها خلال الأعوام المئة الماضية لننقل صورة تحاكي الحقيقة قدر المستطاع، وكيف كان الأهالي هناك يعيشون رمضان يوما بيوم وذكرى بذكرى، فنروي قصة شعب يفوح منه شذى الطيبة والتواضع والبساطة.

البيت الأحسائي القديم

كان البيت الاحسائي القديم كبيرا في حجمه وعدد ساكنيه، اذ تقطنه عدة عائلات تسكن بيتا واحدا يسمونه بيت العود أو البيت العود, حيث يسكن كل الأبناء المتزوجين وزوجاتهم وأبنائهم والاخوة غير المتزوجين في بيت الأب، ويكون البيت عادة بسور رئيسي واحد وباب رئيسي واحد أيضا، وينقسم من داخله الى عدة منازل صغيرة تحيط بمسكن الوالدين أو الحي منهما، ولا يتجمعون في العادة كل يوم على الغداء أو العشاء في أيام السنة الأخرى البعيدة عن رمضان، وإنما تكون لهم جلسة مسائية في الغالب وربما في الظهر أيضا في البيت العود يتقابلون ويتبادلون احاديث الساعة الخاصة بشؤونهم أو شؤون الفريج والاقارب والقرية، وربما تقتصر الجلسة على الرجال أو ينضم إليهم الأولاد الذكور أو في بعض الأحيان يجلس الجميع من رجال ونساء وأطفال معاً إذا كانوا اسرة واحدة ومحارم فيتسامرون كمجموعة أو كمجاميع صغرى، لكنهم في شهر رمضان يجتمعون يوميا على الإفطار حيث تكون ساعة الإفطار الساعة التي تجمع شمل الاسرة الكبيرة، فتتساعد النسوة معا لتجهيز الفطور، وربما يساهم الصغار والأولاد خاصة البنات منهم في مساعدة الأمهات وتجهيز السفرة الكبيرة التي عادة ما تكون عبارة عن مفرش كبير مصنوع من سعف النخيل يفرش على الأرض، وتوزع مختلف أنواع الأطعمة التي جهزت فوقه بطريقة مدروسة، حيث يؤخذ بالحسبان ما يناسب كبار السن والرجال من الطعام أو ما يرغبون في تناوله، وتوزع باقي الاطباق لتكون في متناول كل الجالسين على السفرة.

عادات اجتماعية

كان شهر رمضان في الأحساء القديمة شهر التواصل والتراحم والسماحة والطيبة، فعادة ما كانت العائلات تتبادل الزيارات فيما بينها بعد الإفطار مباشرة أو بعد العشاء، حيث يخرج الرجال مجموعات وأفرادا باتجاه بعض الدواوين او المجالس الى زيارات متفق عليها سابقا أو تم الاتفاق عليها في اللحظة بين الأقارب او الأصدقاء أو الجيران لزيارة أفراد أو مجاميع اخرى، وعادة ما تكون هذه الدواوين أو المجالس التي تتم زيارتها لوجهاء في القرى والاحياء أو لكبار السن من الأقارب والاصحاب، وتكثر هذه الزيارات في الأيام الثلاثة الأولى للمباركة بالشهر الكريم، ثم تتوالى بعد ذلك بقصد الترفيه والسمر وتجديد الهمم بعد عناء الصوم ومشقته، في حين تنصرف النساء لإنجاز الاعمال المنزلية وربما يقطعنها أحيانا في استراحات قصيرة وأحاديث مشتركة وزيارات للاهل الذين يقطنون البيت العود أو زيارة الجيران.

ثبوت الهلال

كان الاحسائيون في الفترة الماضية يعتمدون على الرؤية بالعين المجردة في مناطقهم لثبوت اول أيام الشهر الكريم، وحين تثبت رؤيته لدى بعضهم ويطمئن الفقهاء المحليين لشخوص الذين رأوا الهلال ينتشر الخبر بين بقية الاحياء فيبدأ الجميع بالاستعداد لصوم اليوم الأول من رمضان، وتكون ليلة رمضان الأولى ليلة فرح وسرور، اذ يبدأ الصغار بالاحتفال وترديد الأناشيد الشعبية المتداولة في الأحساء وقراه مثل حياك الله يا الرمضان أبو القرع والبيديان، في حين يبدأ الكبار الاستعداد لليوم الأول نساء ورجالا بطرق شعبية متوارثة تميز الإقليم عن غيره من أقاليم الجزيرة العربية.

قريش

يجتمع شمل العائلة الكبيرة معاً في اليوم الأخير أو الليلة الأخيرة على الوجبة الأخيرة التي تسبق اليوم الأول من شهر رمضان، وهي الوجبة التي تكون بمثابة الوداع لشهر شعبان وتهيئة لأجواء الالفة والمحبة التي ترافق الشهر الكريم، وتسمى هذه الوجبة قرش أو قريش، وهي عادة متداولة في العديد من مناطق الخليج وكذلك التسمية متداولة ايضا، وقد اختلف تفسير الاحسائيين لأصل التسمية، فيرى بعضهم أنها وصف لما تقوم به نساء الحي في آخر أيام شعبان من احضار كل منهن لطبق ثم يجلسن معا ويتناولن الطعام مع اطفالهن، وهي عادة يقال انها متداولة بهذا الشكل قديما في سيهات والهفوف وبعض المناطق الاحسائية الاخرى، في حين يروي المهندس عبدالله الشايب في كتابه مقالات من تراث الأحساء ان اهل القطيف تعودوا قديما ان يجمع كل فرد من المجموعة قرشا أو اكثر ويشتروا بالمبلغ المجموع طعاما تقوم النساء بتجهيزه وإعداده، ويجتمع شمل الاسرة الكبيرة برجالها ونسائها وأطفالها لتناول الوجبة الأخيرة في شهر شعبان معا كشكل من اشكال الالفة التي يتم من خلالها توديع شعبان واستقبال رمضان بطريقة جماعية، ومن حكاية القرش المجموع أخذت هذه الوجبة تسميتها فصارت قريشا كتصغير للقرش واستهانة بقيمته.

استعدادات الرجال

يعترف كبار السن الاحسائيين أن العديد من التقاليد الاحسائية القديمة التي كانت متداولة قد اختفت أو انحسرت، وقد كان الرجال يقومون بالعديد من الاعمال والتجهيزات التي تسبق رمضان، وخاصة الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر شعبان، ومن هذه التقاليد تنظيفهم المساجد وفرشها ووضع المصاحف في داخلها وتهيئتها للتعبد والاعتكاف أيضا، خاصة أن الاقبال على المساجد يتزايد في الشهر الفضيل، كما يجهزون أيضا حلقات تحفيظ القرآن التي عادة ما تكون في فترة العصر، ويحفّظ بعض الرجال الذين يحفظون أجزاء من القرآن أو يجيدون التلاوة من يرغب في الحفظ، في حين يشتري بعض ميسوري الحال بعض الأطعمة ويوزعونها على الفقراء والمحتاجين من أقاربهم وجيرانهم وساكني الحي، ولعل أهم الأطعمة التي كان الميسورون يشترونها ويوزعونها على الفقراء الطحين والدهن والتمر، وهي أهم ما تتكون منه المائدة الاحسائية في رمضان.

العمل النسائي

في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر شعبان تبدأ الأجواء الرمضانية بالحضور بشكل واضح، ولذا تبدأ النسوة في الأيام الأخيرة الاستعداد للشهر الكريم بتجهيز المنزل بشكل خاص ليتناسب مع المناسبة، فيصنعن السفرة الجديدة الخاصة بشهر رمضان، وتكون عادة من سعف النخيل وبالحجم الذي يتناسب مع عدد افراد العائلة والعدد المتوقع للضيوف، وغالبا ما تكون هناك سفرتان إحداهما للرجال والأخرى للنساء، في حين يتوزع الصغار على السفرتين بحسب الجنس والعمر، كما يتم تنظيف الاواني كاملة من خلال حملها على دفعات والتوجه بها الى عين الماء لتتم عملية الغسل والتنظيف هناك، وتساعد البنات الصغيرات أمهاتهن في المهمة التي يتم تدريبهن عبرها على الاعمال المنزلية منذ نعومة أظفارهن ليكن جاهزات في اداء مهام النسوة مستقبلا بمعرفة ودراية، ومن ضمن المهام النسائية أيضا تنظيف المنزل بشكل خاص ومتكامل ليتناسب مع النشاط المنزلي الذي يصاحب الشهر الفضيل.

ولعل المهمة الرئيسية التي يجب على النسوة إنجازها تجهيز الرز الحساوي من خلال دقه بالمهباش ونسفه بالمنسف لإخراج السبوس والقشور والشوائب منه، وكذلك طحن القمح بالرحى وتجهيزه للخبز وجنز التمر اذا ما صادف شهر رمضان موسم الثمر، في حين يتم شراء البلاليط وحب الهريس من السوق لمعظم الاسر التي لا تستطيع تجهيزها في منازلها، وتتم الاعمال المذكورة في الغالب بمنزل الاسرة الكبير الذي يجمع زوجات الاب وزوجات الأولاد والبنات عبر تقسيم المهام بينهن وبإشراف الام الكبيرة أو اكبر النسوة سناً، لتتم عملية تجهيز المنزل بمؤونة الشهر أو بالمونة كما يسمونها باللهجة الاحسائية.

خصوصيات الشهر

يبدأ التخطيط للزيارات الاسرية قبل بداية شهر رمضان، فيتم تداول الاقتراحات والاسماء خاصة الأقارب الذين يسكنون في مناطق بعيدة، ويتم استغلال المناسبة للتواصل والتراحم، فتحدد الاسر المقرر زيارتها واليوم الذي تتم فيه الزيارة.

وعادة ما يتم تحديد اليوم الأول من الشهر الكريم عن طريق شيخ المنطقة الذي يجتمع عنده الشهود كما يتواصل مع شيوخ المناطق المجاورة، وحين يحدث الاطمئنان الى ثبوت هلال الشهر يقوم الشيخ بإبلاغ العمدة أو الكبير الذي يعلن ذلك، ويتبادل أهالي المنطقة المنتظرين الخبر بسرعة ليبدأوا بترديد دعاء الاستهلال لتهيئة النفس للعبادة.

المسحر

هو رجل عرف في القرية على انه الملتزم بتحديد بدء وقت السحور وانتهائه وبتسحير الناس وإمساكهم، ويقوم عادة بمهمة إيقاظ الأهالي الذين تعودوا النوم مبكرا لتناول وجبة السحور التي تكون في الغالب عيشا ولبنا وبعض الأطعمة الزائدة من الإفطار، وتعتبر وجبة العيش واللبن هي الغالبة لما يعتقد بأن من يأكلها لا يحتاج الى الماء ولا يشعر بالعطش في النهار كما انها تشعر آكلها بالشبع وتوفر له الطاقة التي يحتاج إليها لاداء اعماله النهارية دون تعب مع صعوبة الأجواء والمشقة في الماضي، ويردد المسحر بعض العبارات المتناغمة التي يسهل ترديدها بما يشبه الغناء كما يسهل حفظها فيكررها بعض الأطفال الذين يرافقونه في التنقل من سكة الى اخرى بقصد التسلية، ولعل اشهر العبارات التي يرددها: {اصحوا يا نيام واشربوا الماي القراح قبل لا يأتي الصباح}، ويكون عمل المسحر أقرب الى التطوع، لأنه لا يشترط على الأهالي أجرا، وإنما يعطيه البعض طواعية بعض النقود أو الأطعمة المطبوخة ليتسحر بها مع اهله ويعود ثانية للمناداة عند أُزوف وقت السحور ودخول الإمساك بعبارة {إمساك يرحمكم الله}.

الماء والحطب

كانت المنازل الاحسائية تجلب الماء قديما بطريقتين، أولاهما حفر الجليب في المنزل واستخراج الماء منه حسب الحاجة، وثانيتهما جلب الماء من العين القريبة لمن ليس لديه جليب في بيته، وقبل رمضان بيوم أو يومين يتم جلب كميات كبيرة من الماء لتعدد الحاجة له في رمضان، ويتعاون الرجال والنساء في جلب الماء خاصة إذا ما كانت المسافة بين المنزل والعين ليست بقريبة، وتتكرر عملية جلب الماء عدة مرات في الشهر الكريم لكثرة استخدامه والحاجة المستمرة إليه، وأما الحطب فتجلب منه كميات كبيرة، وعادة ما يكون من جريد النخيل أو من أغصان الأشجار المختلفة وبعضه يجلب من الصحراء، لأن بعض الشجيرات البرية تصلح لإضرامها من اجل الطبخ والاستخدامات المنزلية، ويكون جلب الحطب في الغالب من السوق عن طريق الشراء، في حين يجمع بعض أصحاب البساتين الأغصان والجذوع والجريد الزائد من بساتينهم لنفس الغرض.

عادات حساوية

تعودت بعض الاسر الاحسائية عملَ تلاوات قرآنية في منازلها ليلا حيث يجتمع اهل الحي عندها لسماع التلاوات طلبا للأجر وتواصلا مع أصحاب المنزل، ويسميها الأهالي هناك عادة، فيقال عادة آل فلان أي الختمة القرآنية التي تعود آل فلان إقامتها سنويا في الشهر الكريم، ويصطحب الكبار أطفالهم معهم من اجل تعليمهم القرآن الكريم أو تحبيبهم به، ولأن ذاكرة الصغير قادرة على حفظ واسترجاع الآيات القرآنية بسهولة ويسر فإن الآباء عادة ما يمتحنون أولادهم بما حفظوه الليلة الماضية، فيستمعون لهم بابتسامة وتشجيع ومن يحفظ من الكبار يساعد صغاره في تصحيح أخطائهم، ويتفاخر الآباء بما حفظ الأولاد عندما يجتمعون في جلسات السمر الليلية، وقد يطلبون من صغارهم إسماع الحاضرين شيئا من محفوظاتهم، في حين ان بعض العائلات الاحسائية الكبيرة تتنقل اجتماعاتها الليلية لختم القرآن فيما بينها، أي أن يختاروا منزلا من أهلهم ساكني الحي لكل ليلة بما يعرف بالدايرية.

المائدة الأحسائية

لا تخلو المائدة الاحسائية من التمر واللبن، لأن الأحساء كانت واحة النخيل الغناء في الماضي، يقصدها طالبو التمور من نجد لغزارة المحصول وقرب المسافة، ولذا فإن التمر هو اللقمة الأولى التي تدخل جوف الصائم في الافطار، كما لا تخلو المائدة من الثريد وهو الخبز الذي يسكب عليه المرق الذي يكثر فيه القرع والبيديان (الباذنجان) في الغالب، خصوصا في الشهر الفضيل الذي كانت اهم اهازيج الصغار في الماضي عند استقباله “حياك الله يا الرمضان أبو القرع والبيديان”، كما تتعدد الاطباق الأخرى كالبلاليط والعصيدة والمنفورة والصالونة، ومعظم الاسر الاحسائية تقيم سفرة واحدة يجتمع عليها صاحب الدار وزوجاته وأبناؤه وزوجاتهم والصغار، ويتم تجهيزها من خلال عمل جماعي تؤديه كل النساء، وكل منهن يوكل إليها عمل محدد، وتقسم سيدة المنزل وهي الزوجة الكبرى لصاحب البيت وعادة ما تكون كبيرة السن أيضا العمل بين النسوة بطريقة عادلة ومنظمة، وأما المرأة التي تعاني عائقاً يمنعها من أداء ما يوكل إليها فإن زوجها ملزم باستئجار من يؤدي عنها العمل سواء كانت المرأة المستأجرة من خارج المنزل أو من نفس النسوة، وربما تعتبر اكثر الاعمال مشقة تجهيز الخبر والرز حيث يجهز الرز بالمهباش قبل طبخه لإخراج السبوس منه ويجهز الطحين بالرحى قبل عجنه، وتوكل مهمتا طبخ الرز وعمل الخبز إلى الماهرات من النساء لما يتطلبه عملهما من دراية، وقد يزاد في الخبز بعض الارغفة الصغيرة التي تسمى الحلول وتحفظ لتقدم الى الصغار الذين لا يصومون كوجبة نهارية تسد الجوع لحين وقت الفطور في اليوم التالي، ولعل اشهى الاكلات في مائدة الإفطار عند الأطفال هي اللقيمات وتعملها احدى النساء الخبيرات بأعمال الطبخ حيث تعجن الطحين وتضيف إليه السكر، ثم تقوم بمك اللقيمات ووضعها في السمن وتغلى به حتى تحمر، وتستغل النساء شهر رمضان لتدريب بناتهن الصغار على أنواع الاعمال المنزلية خاصة تنظيف الفوانيس وملئها بالزيت وتنظيف الموقد وغسل الاواني وفرش السفرة وجمع الاواني بعد انتهاء وجبة الفطور وغسلها ثانية والعديد من الاعمال الأخرى.

*كاتب وباحث كويتي

back to top