محمد عبد المعطي: {سكر مُر} فيلم واقعي ومقارنته بـ {سهر الليالي} سطحية

نشر في 21-08-2015
آخر تحديث 21-08-2015 | 00:01
للمرة الثانية يخوض المؤلف محمد عبد المعطي المنافسة السينمائية في فيلم «سكر مُر» المطروح راهناً بدور العرض، وهو من بطولة مجموعة من النجوم، ويستعرض العلاقات العاطفية والاجتماعية بينهم على خلفية الأحداث السياسية التي عاشتها مصر في السنوات الأخيرة،

 حول مراحل كتابة الفيلم وتنفيذه، وأبرز الصعوبات التي واجهته كان الحوار التالي معه.

كيف انبثقت فكرة الفيلم؟

منذ عامين فكرت في كيفية طرح قصة توضح تأثير الاضطرابات السياسية في مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة على الحياة العاطفية والاجتماعية لعشر شخصيات بمختلف ثقافاتها ووضعياتها.

لماذا اخترت يوم رأس السنة الميلادية ليكون الإطار الزمني للأحداث؟

لأننا في  هذا اليوم نفكر ماذا سنفعل في السنة المقبلة، ونقيم ما  أنجزنا في السنة الماضية، وهكذا، من هنا اخترت هذا اليوم لجمع خيوط الشخصيات، فأنا لا أكتب بمجرد أن تأتيني فكرة، إنما حينما أعثر عليها وأمسك بخيوطها بنسبة كبيرة.

كيف  تقيّم تعاونك مع المخرج هاني خليفة؟

في الحقيقة عندما  كتبت الفيلم لم أكن أعلم أن خليفة سيتولى مسؤوليته، إذ عرضته على المنتج محمد المنظور ليقرأه، وبعدها علمت أنه اختار خليفة لإخراجه، وفوجئت به ظهر اليوم التالي يخبرني أنه معجب بالقصة، وسيتولى إخراجها، وكنت قلقاً لأنني سمعت أن التعامل معه صعب.

هل واجهت صعوبات أثناء كتابة القصة؟

بالطبع، أرهقني  الموضوع وشخصياته العشر، ولا أقول ذلك لأنني مؤلفه، لكن إعطاء كل شخصية حقها من ناحية وضعيتها وظروفها وحياتها المختلفة عن باقي الشخصيات أمر مرهق، بما في ذلك تفاصيل متعلقة بها، إلى جانب أن طريقة الكلام ليست طبيعية أو معتادة، والخطأ وارد حدوثه، لكن إمساكنا بتفاصيل العمل وشخصياته  جنبنا ذلك.

ما الغرض من ربط قصص الفيلم بالأحداث السياسية؟

بداية لا يمثل عرض هذه الأحداث رأياً شخصياً لي، إنما رغبت في تقديمها لبيان تأثيرها على العلاقات العاطفية والاجتماعية، إذ ألقت بظلالها على التعامل بين الأفراد، وأصبحت المشاعر متقلبة بين فرح وحزن وغضب، وتفاؤل وتشاؤم، منذ قيام ثورة 25 يناير وانتخابات الرئاسة في ما بعد، وما تلاها من أحداث ضخمة.

ماذا عن ردود الفعل  التي وصلتك؟

أحدث الفيلم جدلاً ومناقشات بين جمهوره، وأياً كانت نتيجة هذا الجدل، سواء مدح أو ذم، فهو في رأيي يؤكد نجاح الفيلم، وأفضل من عدم التحدث عنه، وأكثر من ذلك أن يخبرني بعض المشاهدين بتفاصيل داخل العمل، فهذا نجاح أكبر، إلى جانب كتابات نقدية تؤكد أنه لفت نظر كثيرين واستدعى الكتابة عنه.

والانتقادات التي أشارت إلى أن الفيلم لم يبرز التحول إلى النقيض للشخصيات ؟

أتقبل النقد عموماً، لكن في رأيي أن الشخصيات تحولت بشكل واضح، وتوقع المنتقدون أنني سأوضح أدق التفاصيل في كل شخصية لأعطي تفسيرا للتحول، لكن هذا ليس مجاله، فأنا أقدم فيلماً وليس مسلسلا، لذا ركزت على نقطة تبرز هذا التحول، وتعمدت أن يحدث التغيير بشكل مفاجئ، كما حالة شريحة واسعة من  الشباب واقعياً.

ما الرسالة التي رغبت في إيصالها للجمهور من  خلال هذا التحول؟

ارتفاع نسب الطلاق وتأخر سن الزواج في مصر لم يأتيا من فراغ، والمشكلة ليست في الزواج نفسه، بل في الاختيار وطريقة تعامل  الفرد في هذه العلاقة تحدد نجاحها أو فشلها.

هل أنت راضٍ عن الإيرادات؟

هذه النقطة خارج اهتماماتي، لكنني راض عنها الحمد لله، وأجد أن الفيلم وصل إلى مستوى جيد في شباك التذاكر، لا سيما أننا نقدم فيلماً فنياً أكثر من كونه تجارياً، وهذا ما يميزه عن الأعمال المطروحة التي تنحصر بين الأكشن والكوميدي.

بين النماذج العشرة من شخصيات الفيلم.. أي نموذج تؤيد وجوده؟

 لا أؤيد نموذجاً وأدعمه على حساب آخر، أهتم بعرض النماذج  أمام الجمهور، وهو يقيِّم كل نموذج،  مثل أحمد الفيشاوي الذي عاش حياته على راحته ثم قرر الاستقرار، لكنه اختار آيتن عامر التي لا تساعده في ذلك، وأيضاً هيثم أحمد زكي الذي يتدين فجأة ويقرر الزواج مرات... عموماً  هي نماذج واقعية في حياتنا.

هل شاركت في اختيار أبطال الفيلم؟

عقدنا ورشة عمل في مرحلة التحضير ضمتني مع المخرج هاني خليفة والمنتج محمد المنظور، ووضع كل منّا اقتراحات بأسماء فنانين يشاركون في البطولة، حتى توافقنا في النهاية على مجموعة، وسعيد بأداء من رشحتهم وبالتجربة ككل.

من فاجأك بين الأبطال؟

جميعهم فاجأوني، وأبهروني بإجادتهم لشخصياتهم، والفضل في ذلك يرجع إلى هاني خليفة، فمن المعروف أن الممثل الذي يعمل تحت رؤيته يخرج بشكل متميز ومختلف عن العادة، لأنه، في رأيي، من أفضل المخرجين القادرين على توجيه الممثل.

هل مقارنة الفيلم بـ{سهر الليالي» أثرت عليه سلباً؟

لا، هذه المقارنة سطحية للغاية، ومن عقدها تابع العمل من الخارج، ولم يدقق في تفاصيله وشخصياته وأحداثه، واكتفى بأنه بطولة جماعية من إخراج هاني خليفة، كما هي الحال في الفيلم الأول، ولم يشاهده ليجد أن الثنائيات بالفعل مختلفة، وهل كان بإمكاني تقديم قصة رومانسية بعيدة عن وجود رجل وامرأة؟

ما تقييمك لكتاباتك السينمائية؟

قدمت تجربتين سينمائيتين مختلفتين تم عرضهما وراض عنهما، فيلم «المهرجان» أراه واقعياً، وعرض طريقة حياة مجموعة من الناس، وقصة صعودهم، في المقابل «سكر مُر» واقعي، لكن في منطقة وطبقة ثانية، والحمد لله الجمهور تجاوب معه.

ما نوعية الأعمال التي تحب كتابتها؟

لا أطمح في أن يتم حصري في نوعية معينة، فقد أكتب  عملا كوميدياً أو رومانسياً كوميدياً، والأمر يتوقف على أساس الفكرة التي تشغل بالي، ثم أكتب عنها.

ما خططك المقبلة؟

لدي قصة أعمل على كتابتها في الوقت الحالي، وقريباً سأعلن تفاصيلها.

back to top