بوتفليقة يسلم أمن غرداية للجيش الجزائري
سلال يتوعد مهددي الأمن والاستقرار... والقيادة العسكرية تقود حملة صلح
مع اتساع دائرة الاحتقان العرقي والمذهبي في الجنوب الجزائري، كلف الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الجيش الإشراف على غرداية واستعادة الأمن، في حدث غير مسبوق يلي مواجهات دامية أسفرت عن مقتل 25 شخصاً وإصابة المئات.وبعد اجتماع شارك فيه رئيس الوزراء عبدالمالك سلال ونائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي أحمد قايد صالح، كلف بوتفبيقة ايضاً الحكومة العمل على إنجاز البرامج التنموية التي تم تخصيصها بهدف استعادة الوضع الطبيعي، على أن تقوم النيابة بملاحقة العصابات الملثمة التي تقف وراء القتل والتخريب.
ودعا بوتفليقة "السكان المحليين بتنوعهم إلى الإسهام في عودة الهدوء والحفاظ على أواصر الأخوة العريقة التي لطالما ميزتهم".وفي أول تعليق له على أحداث العنف المذهبية، شدد سلال على أن الدولة بكل مؤسساتها "ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة مواطنيها، ولكل من يحاول المساس بوحدة البلاد واستقرارها".وقال سلال، في رسالة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن "الدولة وعلى رأسها الرئيس بوتفليقة تتابع بكل اهتمام وعن قرب مجريات هذه الأحداث الأليمة، وآثار هذه التصرفات غير المسؤولة الغريبة على مجتمعنا المسلم والمتسامح والمتشبع بروح التكفل والإخاء التي تحلى بها على مر العصور". وأكدت مصادر طبية ووسائل إعلام رسمية مساء أمس الأول، مقتل وإصابة العشرات في اشتباكات بين العرب والأمازيغ في غرداية الصحراوية الجزائرية، كما أحرقت عدة متاجر ومنازل.وقال مصدر إعلامي إن عشرات الملثمين اشتبكوا بأسلحة بيضاء لمدة ساعات دون أن تتدخل قوات الأمن لتفريقهم.وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن وزير الداخلية نور الدين بدوي وصل إلى غرداية في وقت مبكر أمس، ودعا زعماء القبائل إلى "التحلي باليقظة والحكمة"، مؤكداً أن السلطات "ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إشعال نار الفتنة بغرداية".من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع في بيان، أن قائد الناحية العسكرية الرابعة، اللواء شريف عبدالرزاق زار المنطقة على أثر الأحداث، موضحاً أن القائد العسكري "تلقى تعليمات من القيادة العليا تهدف إلى تكثيف الجهود التي تقودها مختلف الهيئات الرسمية وفعاليات المجتمع المدني من أجل تحقيق الصلح".(الجزائر - أ ف ب، د ب أ، رويترز)