الطاقة البديلة تدخل ميدان التصنيع الأميركي

نشر في 27-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 27-10-2015 | 00:01
No Image Caption
مزارع الرياح تغير قواعد اللعبة وتعد لنقلة نوعية مؤثرة
يبدو أن مصادر الطاقة النظيفة، والرياح بصورة خاصة، قد بدأت بتغيير صورة الامداد والتشغيل الصناعي في الولايات المتحدة بشكل لافت. وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي، فإن شركة بروكتر اند غامبل العملاقة المصنعة للمواد الاستهلاكية العالمية شرعت في استخدام الرياح لتصنيع منتجاتها المختلفة.

وبحسب الصحيفة فإن هذه الشركة توصلت إلى اتفاق مع شركة رينيوابل انرغي لبناء مزرعة رياح في ولاية تكساس تقول إنها ستزود بالطاقة كل مصانعها في أميركا الشمالية.

ويقول محللون إن هذه أكبر حملة للشركة المذكورة في ميدان طاقة الرياح، اضافة الى كونها الأحدث في قطاع الشراكات المتنامية بين شركات أميركية كبرى ومؤسسات الطاقة المتجددة.

إلى ذلك، تمثل هذه المبادرة فرصة لشركة بروكتر أند غامبل لاجتذاب المستهلكين الذين يرغبون في استعمال سلع ذات مواصفات صديقة للبيئة في وقت تتعرض الشركات المصنعة وبقدر يفوق أي وقت مضى إلى ضغوط متزايدة للعمل في هذا الاتجاه المتنامي.

مزارع الرياح

ويذكر شيليش جوريكار، وهو رئيس قسم الأنسجة في أميركا الشمالية، أنه في "بروكتر أند غامبل نجد أن حوالي ثلثي المستهلكين يتطلعون الى نوع من الاسهام في هذا الميدان".

وتضيف الصحيفة أن مزرعة الرياح السالفة الذكر تهدف الى انتاج حوالي 370000 ميغاوات ساعي من الطاقة الكهربائية سنويا– أي ما يكفي لتزويد حوالي 34000 منزل بالكهرباء لسنة كاملة، وذلك بحسب معلومات وزارة الطاقة الأميركية.

ووفقا لجوريكار، فإن منشآت بروكتر اند غامبل في أميركا الشمالية للأنسجة والرعاية المنزلية تستهلك حوالي 300000 ميغاوات ساعي في السنة. ويضيف: "وهكذا نحن نعلم أننا سنستهلك كمية أقل من حجم انتاجنا الذي نضعه في الشبكة".

وتمضي الصحيفة الى القول إن شركات هيوليت– باكارد وكيسر بيرمانينت وداو كيميكال أعلنت عن خطط تهدف الى شراء مصادر طاقة متجددة في هذه السنة. كما أن البيت الأبيض أعلن في الأسبوع الماضي أن 81 شركة– بما فيها بروكتر اند غامبل– أكدت التزامها بتطبيق قانون الشركات الأميركي حول المناخ الذي يتضمن خفضاً في معدلات انبعاثات غازات البيوت الدفيئة.

المواد الكيماوية

وتجدر الاشارة الى ان شريحة المستهلكين في الولايات االمتحدة كانت تتابع على الدوام وبصورة متزايدة شركات المنتجات الاستهلاكية في ما يتعلق باستخدامها للمواد الكيماوية وتأثير ذلك على البيئة. وخلال السنوات القليلة الماضية حققت تلك المخاوف أرضية أقوى وأوسع نتيجة تخوف الشركات المصنعة من التداعيات المحتملة على أعمالها.

وبحسب "نيويورك تايمز" فإن مجموعة أصوات النساء لحماية كوكب الأرض التي لا تهدف الى الربح قد نظمت خلال أكتوبر الجاري مسيرة احتجاج خارج المبنى الذي عقدت فيه شركة بروكتر أند غامبل اجتماعها السنوي للمساهمين في سنسيناتي، بغية المطالبة بالحصول على مزيد من المعلومات حول منتجات الشركة من مواد العناية بصحة المرأة – وتمكنت تلك المجموعة من الاجتماع في وقت لاحق مع لين جي سورز الذي يشرف على منتجات الشركة بغية الاعراب له عن مخاوفها وقلقها.

يذكر أن وحدة الأنسجة والرعاية المنزلية لدى بروكتر أند غامبل تعتبر الأكبر بين أقسام الشركة من حيث حجم المبيعات وتشكل حوالي ربع أرباحها الصافية وذلك بحسب احدث تقرير سنوي لها، وتوجد منشآتها الصناعية الرئيسية في كنساس ولويزيانا وميزوري وأوهايو.

وخلصت الصحيفة الى القول إن تشغيل مصنع الشركة في ولاية تكساس سيبدأ في ديسمبر المقبل، ومن المتوقع ان يساعد على خفض انبعاثات الشركة من غاز الكربون بحوالي 200000 طن متري سنويا. وبشكل اجمالي تعهدت "بروكتر أند" غامبل بخفض انبعاثاتها من بيوت الدفيئة بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2020. 

back to top