أستاذ الفلسفة المساعد في جامعة طنطا د. أحمد سالم: نحتاج خطاباً يقدِّم حقيقة الإسلام لا اجترار تراث تكفير الآخر

نشر في 16-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 16-07-2015 | 00:01
No Image Caption
اعتبر أستاذ الفلسفة المساعد في كلية الآداب جامعة طنطا، الدكتور أحمد سالم، أن الحاجة إلى خطاب ديني، ضرورة لإعادة تقديم الإسلام بوجه جديد بعيداً عن ممارسات جماعات التطرف والعنف التي تظهر على الساحة.
وأشار في حوار مع «الجريدة» إلى ضرورة تقديم قراءة جديدة لمسار تطور الإسلام تاريخياً ووضعه في السياق السياسي والاجتماعي المناسب...
إلى نص الحوار.
كيف ترى مصطلح تجديد الخطاب الديني؟

هو يعكس فكرة علاقة الإسلام بالواقع الاجتماعي، وكيف أن قراءة الإسلام تتطور عبر الزمن باعتبار أن المسلمين كانت لهم اجتهادات فقهية عبر مسار التاريخ باختلاف الأزمان والألوان والثقافات. ففكرة قراءة الدين في نصوصه الأصلية - القرآن والسنة - وفقاً لطبيعة الزمن واللحظة التاريخية هو ما يعنيه تجديد الخطاب الديني.

وضِّح لنا تفاصيل هذه العلاقة؟

على سبيل المثال، الواقع التاريخي والثقافي والاقتصادي للأمة المسلمة في القرن العشرين، مختلف عن الواقع في القرنين السادس والسابع الهجريين، لأن الظروف اختلفت والطريقة اختلفت والأمر يتطلب تجديد الفكر الديني. بالتالي، هنا نتكلم على مراعاة الزمان والمكان، ولا يجوز الحديث عن نصوص تتعلق بإرضاع الكبير وملك اليمين، وهي نصوص تجاوزها التاريخ، وتجاوز ميثاق حقوق الإنسان مثل مسألة الرق، والذي كان مسموحاً به تاريخياً.

ماذا عن تداخل الدين مع البعد الاجتماعي للأفراد المؤمنين به وحياتهم الخاصة؟

تداخل الإسلام في كل ما هو اجتماعي بداية من علاقة الرجل بزوجته أو ما شابه، يجعل ذلك باعثاً لتجديد الفكر الديني السائد ككل، باعتباره أساس تطور الشعوب.

هل تختلف نظرة المسلمين إلى الإسلام باختلاف مجتمعاتهم؟

في البلاد المتقدمة ثمة صورة تقدمية، والعكس صحيح، وعلى المستوى العقدي ثمة اختلاف مذهبي بين المسلمين وبين بعضهم البعض، وعلى المستوى الفقهي ثمة اختلاف أيضاً، فكيف يكون الإسلام متعايشاً مع الحضارة الحديثة؟ على سبيل المثال، النظرة إلى الإسلام في تركيا وماليزيا تتسم بالتقدمية، بينما نجد التشدد سمة لصورة الإسلام في منطقة شبه الجزيرة بتأثيرات الحركة الوهابية أو تشدد جماعات العنف المعاصرة، وهو ما يؤكد وجود صور متعددة للإسلام على مستوى الممارسة الواقعية من المسلمين أنفسهم، تفرضها طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه، وطبيعة الثقافة السابقة على دخول الإسلام، ومدى تداخل حداثة الثقافات والحضارات الأخرى مع مجتمع الإسلام.

إسلاموفوبيا

هل يختلف خطاب عوام المسلمين وليس دعاتهم بين كون المسلمين أكثرية في مجتمع وأقلية في مجتمع آخر؟

أي اعتقاد ديني كأقلية مختلف عن الغالبية أياً كان الاعتقاد.على سبيل المثال، تميل الأقلية إلى عدم وضوح الشعائر وإعلان السمت العام لأصحاب الاعتقاد. وثمة حالة ترقب وقلق من الهجوم المضاد، والعكس يميز الغالبية. وفي داخل الإسلام نفسه بمذاهبه، نجد الشيعة يمارسون التقية داخل مجتمع السنة ولا يعلنون الشعائر خشية الاضطهاد، وهذا دائماً يكون بارزاً في المجتمعات المتخلفة والمتطرفة. في المقابل، نجد الدول العلمانية في أوروبا تتيح الدولة حق الاعتقاد بل والإلحاد، ومع ذلك ثمة تخوف أوروبي من الإسلام وهو ما يعرف بـ{الإسلاموفوبيا} نتيجة ممارسات قلة من المتطرفين، وعندما نقيس طبيعة الاعتقاد نجدها تختلف، وبالتالي يختلف الخطاب.

في ضوء ذلك هل نحن بحاجة إلى تجديد الخطاب أم إلى خطاب جديد؟

نحن بحاجة إلى خطاب جديد، والخطاب الجديد لا يأتي إلا بتجديد الخطاب بمعنى أننا إذا نظرنا إلى طبيعة المشهد حيث حركة مثل «داعش» تصفي المخالفين لها باسم الإسلام، هنا المشهد التاريخي الراهن يقدم الإسلام على أنه دين للعنف وليس للتسامح. وإذا عدنا إلى القديم في دمشق وبعض البلاد الإسلامية، نجد الكنائس مقامة بجوار مساجد لأن حرية الاعتقاد كانت مكفولة ومطبقة في وقتها. لكن المسار الذي تم بعد ذلك كان إقصائياً. وتجدر الإشارة إلى أن خطاب التكفير سائد في الميديا الخاصة، والنظر إلى المسيحيين على أنهم أهل ذمة. كذلك تعرض الشيعة للعنف والاضطهاد بل والقتل كما حدث في مصر قبل نحو عامين عندما قتل رجل دين يعتنق المذهب الشيعي مع مجموعة من أنصاره.

هنا يجب التأكيد على أن الحاجة إلى الخطاب الديني الجديد هي حاجة إلى رسم وجه جديد في الممارسة الواقعية على أنه دين يؤمن بحرية الفرد في الاعتقاد والتسامح، وهو ما سيجيب عن أسئلة من نوعية أي إسلام نريد؟ هل إسلام العنف... أم إسلام التسامح، وهل نريد إسلام إقصاء الآخر أم إسلام الحرية والتعددية؟ والخلاصة: نريد خطاباً يقدم وجهاً حقيقياً للإسلام ولا نعيد اجترار تراث تكفير الآخرين كما عند ابن تيمية، وهو خطاب ما زال متداولاً وسائداً في بعض الكتابات ويسيء إلى الإسلام ويشير إلى أنه دين يتسم بالعنف، وهو على غير الحقيقة لأن بنية الإسلام الأساسية تحمل قيم الخير والحرية والفضيلة.

مشكلة الإقصاء

برأيك ما أهم مشكلات الخطاب الراهن؟

هو خطاب يقصي الآخر ويقول بعدم قبول التعايش مع الآخر بروح التسامح، وهو خطاب مغلق لا يقبل التعددية، وهو جامد ولا يقدم إسهاماً حقيقياً وفقاً لمسار الزمن واللحظة التاريخية الراهنة. وتصب هذه المثالب بشكل مباشر في طبيعة التعليم الديني السائد في العالم الإسلامي، والمؤسسات التي تقدم هذا التعليم لا تزال تعيش على الشروح وشروح الشروح والنصوص الجامدة التي لم تتطور بعد ولم يتم تنقيتها من أمور تاريخية تجاوزها الزمن. حتى في المؤسسة الأزهرية، وفي واقع الأمر، فمحنة عدم تجديد الخطاب الديني هو عدم تطوير التعليم الديني داخل الأزهر، ومأساة أحاديث الولاء والبراء والنظر إلى الآخرين على أنهم أهل ذمة، وهو ما زال سارياً ويدرس. هنا يجب أن نعلم أن تجديد الخطاب الديني يجب أن يكون مصاحباً لتطوير التعليم الديني المؤسس للخطاب.

هل ثمة فترة تاريخية تعتبرها سبب أزمة الخطاب الديني؟

توقف منتجات الخطاب الديني خلال أزمة الإمام أحمد ابن تيمية، والتي كانت مرحلة انهيار وتراجع حضاري، وكانت فتاوى التكفير والإقصاء كثيرة جداً. وما حدث أن التعليم الديني الممتد في العصر العثماني لم يسع إلى تجديد تلك النصوص والكتب والخطاب، والتي امتدت إلينا إلى الآن. بالتالي، فإن المرحلة الممتدة من القرن الخامس وحتى القرنين السادس والسابع الهجريين تعتبر مُدانة في أزمة الخطاب الديني، وكانت هي التي شهدت فتاوى الإمام أحمد بن حنبل وابن القيم الجوزي وأبو الفرج بن الجوزي. معظم الأعلام في تلك الفترة كان فكره يتشكَّل تحت الضغط التاريخي للمد المغولي وهي فترة تحلل الأمة الإسلامية، والغالب فيها إقصاء الآخر والتخوف منه. وللأسف، فإن المدونات التي كتبت في تلك المرحلة ما زالت مؤثرة وهي التي يعاد إنتاجها حاليا.

الخطاب والمذاهب

هل ترتبط أزمة الخطاب الديني بمذهب إسلامي دون غيره؟

إذا نظرنا إلى السنة والشيعة، نجد أن الشيعة أكثر انفتاحاً على الآداب العالمية والفلسفة، مثل اجتهادات على شريعتي، وعبد الكريم شوروس، وأحمد القابونجي، وهو تيار حداثي في إيران، يواجه الاتجاه المحافظ. حتى المؤسسة الدينية لدى الشيعة تعتبر أكثر انفتاحاً، ولدى القيمين على المذهب قدرة أكبر على متابعة الحضارة الحديثة ومتابعة التراث واقتحام المناطق المحظورة. وإذا نظرت إلى حركة تطور النهضة في إيران رغم أنها مجتمع مغلق تجدها أفضل إذا قورنت بغيرها في العالم الإسلامي. هنا تصبح المسألة أكثر مرونة من بعض أهل السنة، الذين تتمثل مشكلتهم في أن النخب إما إسلامية محافظة أو علمانية متطرفة، وعدم وجود وصل بين ما هو إسلامي وما هو علماني فنجد الإسلامي يكفر العلماني، والأخير يتهم الأول بالجمود، ولا أرضية ولا سعي إلى الحوار بين الاثنين .

 

إذن كيف نطوِّر الخطاب الديني بما يسمح باللحاق بالتحضر؟

لذلك السؤال شقان. يجب على الحداثيين ألا ينسوا وجود جذور إسلامية أصيلة للمجتمع لا يمكن تجاوزها لإحداث النهضة المطلوبة، وعدم تحميل الثقافة القديمة ككل باعتبارها مسؤولة عن الجمود والتخلف. في المقابل، على الإسلاميين التخلي عن نظرة الغرب الكافر الغازي الذي نرفضه كله، ويجب أن تتوافر جذور للتعايش بين ما هو إسلامي حداثي وما هو علماني، ولعل أبرز التناقضات أن نجد بعض شيوخ الدين الذين يلعنون الحضارة الغربية ويكفرون أهلها، لا يرتدون سوى الملابس المستوردة، ويركبون السيارات المصنوعة في أوروبا، وهي إنجاز حقيقي لحضارة يتهمونها بالكفر، فيجب عليهم أن يعودوا إلى عصور ركوب الجمال وارتداء جلود الحيوانات، ولا يكونوا مجرد أفواه وحناجر لا تغير المضمون والواقع في العالم الإسلامي. فما يمارسونه يُعد استهلاكاً للحضارة المعاصرة أما ما يقولونه فيعود إلى مراحل يجب تجاوزها.

أهمية التعليم

كيف يمكن بث الخطاب الجديد في أوصال المجتمع؟

أولاً التعليم ثم الإعلام والدعوة، وصحيح أن وسائل الإعلام هي الأكثر تأثيراً والأسرع، لكن لا يجب إهمال التعليم. هنا يجب بث الخطاب الجديد عبر كل تلك المستويات، وتغيير الصورة النمطية الجديدة السائدة عن الإسلام لن يتغير سوى باستخدام كل تلك القنوات المختلفة، بحيث تؤثر في البالغين والأطفال على حد السواء.

هل مشكلة تجديد الخطاب يعوقها فقط التراث وكتب الفقه التي يدعو البعض إلى تنقيتها أو تجاوزها؟

طريقة التعاطي مع الفقه في الدين تجعله حاكما في ثقافة المسلمين، وهو مايحدد كيف تسلك سلوكاً إيمانياً وما هي حقوق المرأة والزوج وطريقة الصلاة والتعامل مع الآخر. هكذا يتحول النص إلى سلوك عبر الفقه. وإذا أردنا أن نقول إن ثمة علماً رئيساً بامتياز فهو الفقه في الدين الإسلامي.بالتالي، فالحديث عن تنقية الفقه  ضروري ولكنه ليس كل المسألة، باعتبار أنني ينبغي أن أطور تعليم المسلم ما يحض على الفضيلة والتسامح، ونعلمه جوهر الإيمان مثل {اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك}، أن تفعل الفضيلة بصرف النظر عن انتظار الأجر، وأن يكون الله بالنسبة إليك هو المحبة والخير والإحسان، وترسيخ جوهر الإيمان هو أمر من الاعتقاد وما نسميه علم التوحيد أو أصول الدين. ويجب أن نعلم أنه إلى جانب تنقية الفقة ينبغي أن نعرف جوهر الاعتقاد الأساسي، ولا يمكن أن يكون ثمة سلوك حقيقي للإيمان من دون وجود اعتقاد جوهري للعقيدة.

التجديد والسلطة

إلى أي مدى يعتبر قرب المؤسسة الدينية من السلطة السياسية مؤثراً في أزمة الخطاب الديني؟

السياسة هي المحنة وهي المنة، بمعنى أن المؤسسة الدينية تابعة للدولة، ومتى ارتضى النظام السياسي تغيير المؤسسة الدينية وتطوير الخطاب، كان ذلك نافذاً، والعكس صحيح. وفي تاريخ الحضارة الإسلامية، السياسي مركزي في علاقته بالمؤسسة الدينية دائماً، وإذا أراد ترسيم عقيدة ما فبسلطة السياسة، كذلك يستخدم السلطة نفسها في محو عقيدة أو تكميم الأفواه أو منح الحرية. وتطور الأزهر في عهد عبد الناصر كان بقرار منه وترك الأمر على حالته في عهدي السادات ومبارك بقرار منهما بالتجاهل، والآن الدعوة التي يطلقها الرئيس السيسي لتجديد الخطاب تصدر من رأس السلطة السياسية لتطوير ما يخص المؤسسة الدينية، ما يعني أن واقع التغيير داخل المؤسسة الدينية لم يتم سوى عبر مركزية سلطة السياسة، وهذا يحدث في العصر الحديث والقديم.

هل يؤثر ذلك في قبول الخطاب الصادر عن المؤسسات الدينية من قبل المسلمين؟

طوال الوقت ثمة فقهاء للسلطان يكرسون الفقه وعلو الدين لتبرير إرادة السلطان، وثمة قلة قد غايرت إرادة السلطان، وهذه القلة هي التي عانت طوال التاريخ، والثابت أن ثمة قطاعاً داخل علماء التاريخ كرَّس علمه لخدمة السلطة السياسية، ومثال ذلك أقوال مثل «حاكم غشوم خير من فتنة تدوم»، كذلك «العيش في ظل حاكم ظالم ألف عام خير من عدم وجوده ليوم واحد»، وهو خطاب يكرِّس الاستبداد، ويريده دائماً الحاكم من رجال الدين لأنهم الرابطة التي تجعل المجموع يطيع إرادته، ويحرص الحاكم على حضور المناسبات الدينية أكثر من حرصه على لقاء العلماء مثلا، لأن رجال الدين يثبتون سلطته داخل الدولة، ويروجون خطاب الرضا والصبر على المكتوب وطاعة ولي الأمر. وثمة تزاوج بين ما هو ديني وسياسي في الإسلام. ومخطئ من يقول إنه لا يوجد كهنوت أو رجال دين في الإسلام.

في سطور

-  أستاذ مساعد الفلسفة في كلية الآداب جامعة طنطا، من مواليد 1969، حصل على ليسانس الآداب عام 1990، ونال درجة الماجستير بتقدير امتياز 1995، وحصلت رسالته للدكتوراه على مرتبة الشرف الأولى من نفس الجامعة في عام 2000.

                                          

- لديه عدد من المؤلفات والدراسات البحثية المنشورة، أبرزها، الإسلام العقلاني وتجديد الفكر عند أمين الخولي، ونقد الفقهاء لعلم الكلام بين حراسة العقيدة وحركة التاريخ، إشكالية التراث في الفكر العربي المعاصر مقارنة بين حسن حنفي ومحمد عابد الجابري.

- حقَّق كتاب {الجواهر المضيئة في الآداب السلطانية} لعبد الرؤوف المناوي، وأعاد نشر كثير من نصوص في الفكر العربي مثل {الملل والنحل» لأمين الخولي، و«المرأة والعمل» لنبوية موسى.

الاجتهاد

• كيف يكون حل هذه الإشكالية والعلاقة المعقدة؟

بالاستقلالية. عندما كان ثمة وقف لخدمة الحوزات الدينية لدى الشيعة مثلاً فقد منح هذا رجال السلطة مساحة أوسع في الاجتهاد، فكيف تمنح الدولة راتباً لرجل الدين يتعايش منه وتترك له الحرية في قول ما يريد؟ إذا كانت ثمة فرصة لرجل الدين للاجتهاد والتعايش بعيداً عن سلطة الدولة أعتقد أنه اجتهاد سيكون أكثر حرية من حال تقاضيه راتباً من الدولة.

• كيف كان مصير محاولات التجديد الديني في التاريخ الإسلامي؟

ثمة شخصية مركزية في تاريخ التجديد وهو الإمام محمد عبده الذي كان من بين مطالبه مثلا تقييد تعدد الزوجات والطلاق، وقد أباح التصوير، وقدم مشروعية لاستثمار الأموال في البنوك، وأرسى أهمية العقل في قراءة العقيدة، وكان اجتهاده في وضعه وتاريخه عظيماً. ورغم ذلك فقد كان محاصراً أزهرياً، وقد أفاد عبده النخب الليبرالية والعلمانية بأكثر ما أفاد النخب الدينية مثلاً، لأن تلميذه رشيد رضا جذب اتجاه أستاذه في الاتجاه المحافظ، بينما كان تلميذ رضا في ما بعد هو حسن البنا مؤسس جماعة {الإخوان} ومن رحمها خرجت كل جماعات العنف. ويرتبط ارتباط تطور تجديد الفكر الديني، بسياق الحرية في المجتمع، واجتهاد جمال الدين الأفغاني، كان محوره الأساسي هو تحرير الفرد من كل عبودية من المستعمر، وجعل تصور القضاء والقدر مساعداً لعدم خشية الإنسان إلا من الله.

السياسة والدعوة

• ثمة تيارات بدأت تروج لنفسها باعتبارها وسطية انتهت كمتطرفة... كيف حدث هذا؟

متى اتجهت الدعوات الدينية إلى السياسة حدثت الأزمة. وكيف يمكن أن يدعو سجين إلى الفضيلة! ودخول تلك التيارات في الصراع وتعرضها للاعتقال أو غيره يدفعها إلى تفسير اختلافها السياسي بشكل ديني. يجب أن يكون الهدف الأهم والأسمى من البعد السياسي هو الارتقاء بالبعد الروحي والفضيلي للإنسان، والصراع على السياسة دائماً محنة يتحمل تبعتها رجلا السياسة والدين.

لو أن الحركات الدينية بقيت في ما هو ديني فحسب لما حدثت مشكلة.لدينا مثلاً حركة النور التركية، تقوم على إعداد الإنسان لمواجهة موجات الاغتراب الروحي للإنسان في العصرالراهن، وهي مهمة كبرى لتنظيم المجال الروحي. أما تنظيم الحياة العامة وشؤون الناس يخص السياسة.

back to top