الحواس لمساعدة طفل يعاني أحد والديه الكآبة

نشر في 08-08-2015
آخر تحديث 08-08-2015 | 00:01
No Image Caption
عندما يعاني أحد الوالدين أو أفراد العائلة الكآبة، من السهل أن ننسى تأثير هذا المرض في الصغار. لكن تأثيرات كآبة ما بعد الولادة السلبية في الأطفال موثقة، وينطبق ذلك على الأولاد الأكبر سناً أيضاً.
يشعر مَن يعاني الكآبة بأن الحياة هزمته، ويعجز عن التأقلم مع الحياة اليومية، فكم بالأحرى التفاعل مع الأولاد واللعب معهم؟ من الضروري، بالتأكيد، طلب مساعدة خبير متخصص، ولكن تتوافر طرق عدة يمكنك، من خلالها، توجيه الولد برقة ومحبة ليتكيّف مع الحزن والحيرة اللذين يرافقان عادةً العيش مع أم أو أب يعاني الكآبة.

اللمس

خلال فترات الحزن، يُعتبر الروتين منقذاً لأنه يساعد الجميع على قضاء  يومهم على خير ما يُرام. وينطبق ذلك خصوصاً على الولد الذي تُعتبر حاسة اللمس لديه الأقوى، لأن هذا النوع من الأولاد يحتاج دوماً إلى معرفة ما عليه القيام به ومتى كي يشعر بالأمان. لا تجعليه سجين منزله الخاص، بل اسمحي له بالخروج للقيام بشتى الأمور، مثل نشاطات ما بعد المدرسة، زيارة المنتزه، أو اللعب مع الأصدقاء. يُعتبر النشاط الجسدي الوسيلة الفضلى التي تساعد هذا النوع من الأولاد على معالجة المعلومات. ولا يتمكن هذا الولد من الانفتاح على الآخر والتعبير عن مشاعره، إلا عند قيامه بنشاط ما مع شخص مقرب منه. ومن الطرق المساعدة الأخرى الطلب منه إنهاء مهام بالغة الأهمية. وهكذا يشعر تلقائياً بالمسؤولية تجاه مَن يهتم لأمرهم. وإن طلبت منه القيام بمهام صغيرة، يشعر أنه يمد لك يد المساعدة.

البصر

يستطيع الولد، الذي تُعتبر حاسة البصر لديه الأقوى، تمييز الألم الذي يعانيه أحد والديه بالنظر إلى وجهه. ولا شك في أن هذا صعب جداً على ولد صغير لم يفهم بعد ما يحدث. حتى إنه قد يفسر هذه النظرات أحياناً على أنها موجهة إليه شخصياً. لذلك تنبهي لهذا الواقع، وطمئنيه ألا دخل له بهذه المسألة. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن ترتبط جهودك لطمأنته ودفعه إلى التعبير عما يشعر به بحساسيته البصرية. شجعيه على التعبير بصراحة عما يعتمل داخله بتأمل مجموعة من صور العائلة أو خلال إعداد صورة من ملصقات عدة أو الرسم معاً. انتبهي لأي عمليات تنظيف أو تبديل للمشاهد الجمالية في بيئة ولدك في هذه الفترة من حياته، لأنه يستمد عادة الثقة والراحة والدعم من الأمور المألوفة التي يراها باستمرار.

الشم أو الذوق

يولي الولد الذي يملك حاسة ذوق أو شم قوية اهتماماً كبيراً بالشخص المريض: {لكم من الوقت سيظل حزيناً؟} و}هل يمكننا إصلاحه؟}بالاستناد إلى معتقداتك، جابهي بصراحة، وحاولي أن تكوني مطمئنة قدر المستطاع وأن تفهميه ما يحدث وأن {الماما أو البابا} سيكون بخير وسيعاود اللعب معك قريباً. لا تتفاجأي إن أصبح هذا الولد أكثر تعلقاً بك في تلك المرحلة، ورفض مغادرة المنزل أو أصر على جر لعبة أو غطاء يشعره بالراحة خلفه أينما ذهب. كذلك قد يصبح الولد الذي يتمتع بحاسة ذوق أو شم قوية فظاً مع الضيوف الذين يأتون إلى المنزل. لكن هذه بكل بساطة طريقته في حماية نفسه ورفض التغيير. كذلك يعتبر هذا الولد المسائل العزيزة على قلبه شخصية. لذلك من الطبيعي ألا يعبر عن مشاعره إلا لأفراد العائلة والأصدقاء المقربين.

حاسة السمع

يحتاج الولد، الذي يملك حاسة سمع قوية، إلى كثير من توضيح. لذلك إن كنت تظنين أنك لا تستطيعين ذلك، فاطلبي من شخص تثقين به أن يجيب على أسئلته الصعبة بوضوح وبساطة إلى أن تصبحي أنت مستعدة لذلك. تذكري أيضاً أن نبرة الصوت مهمة بقدر الكلمات بالنسبة إلى هذا النوع من الأولاد. لا تتوقعي منه أن يتصرف كإنسان واعٍ وبالغ، حتى لو طلبت منه القليل من الهدوء. يحتاج الولد إلى الغناء، الكلام، وترداد الذكريات كي يفهم ما يحدث. وقد يعني ذلك تكراره أغنيته المفضلة الصاخبة أو الاستماع إلى قصة معينة المرة تلو الأخرى. فاسمحي له بذلك لأنها تساعده في التكيف مع التغييرات الجديدة. فقد يصعب على الولد التأقلم مع أي تغير في الضجيج في المنزل، مثل الإقلال من الضحك، ما يجعله يتذمر. ويعود ذلك إلى أن الولد الذي يتمتع بحاسة سمع قوية يصبح أكثر تأثراً بالضجيج ومع تفاقم الإجهاد الذي يواجهه. إذاً،  تحلّي بالصبر  وتكيّفي مع الأوضاع.

الكآبة صعبة، وقد تجعل كل أعضاء العائلة يشعرون بأنهم معزولون وغير واثقين من نفسهم. لذلك من الضروري السماح للولد بصنع الأصدقاء والتصرف كأي ولد في سنه، مع كل ما يرافق ذلك من فوضى وضجيج. اطلبي مساعدة خبير متخصص وعيشي كل يوم بيومه. فهذه الأزمة ستنقضي أيضاً.

back to top