منظور آخر: حان الوقت لاستضافة اللاجئين

نشر في 20-09-2015
آخر تحديث 20-09-2015 | 00:01
 أروى الوقيان أمام هذه الكارثة لا بد أن نتساءل: أما آن الأوان للكويت أن تستضيف بعض هؤلاء اللاجئين ولو بشكل مؤقت إلى أن تتوافر لهم فرص الهجرة في العالم؟

يعج العالم باللاجئين من كل مكان من جنسيات متنوعة من العراق وأفغانستان، تتسيدهم جنسية السوريين الذين يتعرضون لتهجير قسري لا نعرف ما أسبابه وما حقيقته، ونجد أن هذا العالم لا يحرك ساكنا لحل المشكلة، فهل نحن أصغر من أن نفهم ما يدور في العالم؟

فأزمة اللاجئين السوريين واحدة من أكبر المصائب التي حلت على الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية، وملايين اللاجئين يموتون غرقا للوصول إلى أرض النجاة فتستقبلهم الشواطئ جثثا، إلا بعضهم ممن كتبت له الحياة، ونحن نبعث المساعدات المادية متأملين أن تستضيفهم أوروبا، لأن لبنان والأردن ضاقا ذرعا بهم، لقلة فرص العمل للمواطنين هناك أصلاً، فما بالك مع وجود هذا الكم الهائل من السوريين اللاجئين؟

العالم كله يتحمل ما يدور في سورية من حروب لا نعلم متى ستنتهي، وإن كانت جميع المؤشرات تقول إنها مستمرة ولن تنتهي في القريب العاجل، فكم هو جميل أن تكون الكويت أكثر دولة قدمت تبرعات مالية، وأنها الأولى على الإطلاق في سداد جميع ما تعهدت به، عكس دول كثيرة حولنا لم تدفع ما تعهدت به في مؤتمرات المانحين للأزمة السورية التي تمت باستضافة الكويت.

وأمام هذه الكارثة لا بد أن نتساءل: أما آن الآوان للكويت أن تستضيف بعض هؤلاء اللاجئين ولو بشكل مؤقت إلى أن تتوافر لهم فرص الهجرة في العالم؟ فرغم أن هذا العالم يبدو متفاوتا في تقبله لللاجئين لكنه لم يمنعهم كما هي الحال في الخليج.

نحن نعلم أننا دول لا نملك سوى المال، ونفتقر للأمن ونخاف من أي إرهاب أو توافد من أي جنسية تنتمي إلى أي حزب ديني أو إرهابي، ولكن ألا تستحق هذه الأجساد المطرودة من أوطانها أن تجد أرضا يابسة تستقبلهم، ومن ثم تبني لهم مدنا في أي بقع في الأرض تفتقر للسكان؟

 لقد صرفنا أموالا كثيرة لكنها لم تسهم في إنقاذ حياة طفل كـ"إيلان كردي" الذي طفح على شواطئ تركيا، فهل أنقذت تبرعاتنا حياته؟ إذاً المال وحده لا يكفي، فاللاجئون بحاجة إلى فرص حياة ومكان للاستقرار والتعليم، ولو استطعنا أن نوفر لهم شيئاً من ذلك، لربما وفرنا لهم شيئا من الحياة.

قفلة:

في الحروب إما يظهر الوجه العطوف للإنسان أو الوجه الغاضب، كتلك المصورة الصحافية التي ركلت لاجئاً سورياً أثناء دخوله للمجر، حيث فقدت معها إنسانيتها، فبئس ما تخلفه الحروب لأنها تظهر أسوأ ما في البشر، رغم أنها تظهر أحسن ما فيهم أحيانا!

back to top